الجمعة، 16 يوليو 2010

التوحد المرتد (الارتدادي)



المصدر: الموقع Autism Online
ترجمة : وحدة الترجمة بالجمعية السعودية الخيرية للتوحد.

قد يكون من أسبابه الأساسية خلل في المناعة الذاتية سواء كان ذلك مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.
وقد كتب الباحث إف - تورنتو من كلية الطب بجامعة رويال فرد في لندن عن اكتشاف نوع جديد من الأمراض الباطنية Enteropathy في الأطفال التوحديين يتميز بارتشاح في الخلايا اللمفاوية وزيادة في الخلايا الغامضة المجهولة المنشأ وهي من الخلايا الداخلية enterocyte مقروناً بتمركز لعوامل (lgG) و (C1q) على غشاء الخلايا الداخلية (القاعدية) Basolateral.

وقد تم إجراء مقارنة من خلال دراسة عن الأنسجة لدى أطفال يعانون من نوع معين من أنواع التوحد تميز بالتراجع في السنة الثانية بعد أن كان النمو طبيعياً في السنة الأولى. التقارير المبكرة عن الاختلال المناعي الشاذ والأمراض المعوية غير المتوقعة لدى أطفال التوحد كان مصدرها هؤلاء الأطفال المذكورين أعلاه. وفي هذه الدراسة المشار إليها أعلاه قام الباحثون بمقارنة عينات أنسجة حية أخذت من الأمعاء لأثنى عشر من (25) طفل توحدي يعاني من الأعراض السابقة الذكر مع عينات من (11) طفل لديهم مرض الأحشاء Celiac و (5) أطفال يعانون من شلل دماغي وتخلف عقلي و (18) طفل طبيعي (أصحاء) كعينة ضابطة، وعند مقارنتهم بالأطفال الأصحاء وبالذين يعانون من شلل مخي اتضح أن الأطفال التوحديين لديهم زيادة في خلايا enterocytes وخلايا paneth وزيادة في ارتشاح الخلايا اللمفاوية وانتشار غير منتظم للخلايا المسماة بخلايا السهوة cryptcell وعند مقارنتهم بالأطفال الذين يعانون من مرض الأحشاء اتضح أن الأطفال التوحديين لديهم خلايا لمفاوية وصفائحية أقل بالأنسجة الظــهارية وخلايا صفائحية من نوع تي T-Cell أكثر كما وجد ترسب لمادة lgG بجوار مادة C1q في الغشاء السطحي للخلايا الظهارية epithelial cells وعلى الخلايا القاعدية .

رغم أن هذه النتائج تدعم إرجاع نسبة الأمراض الباطنية الشاذة لدى الأطفال من فئة التوحد إلى الخلل في المناعة الذاتية إلا أن هذه النتائج لا تثبت عند تعميمها على المجموع العام لفئة التوحديين لأن الأطفال التوحديين لديهم أعراض كثيرة معروفة لآلام الأحشاء بأكثر مما ورد في النتائج المشار إليها أعلاه.
ولكن مهما كان الحال فإن بعض الأطفال من فئة التوحد المرتد يستجيبون للعلاج من الآلام الباطنية والمعوية وقد تكون التغيرات في آلام الأمعاء سببها جينات (عوامل وراثية) تؤثر على كثير من أجهزة الجسم وقد تظهر أعراضها على الدماغ (المخ) أكثر من الأمعاء والقناة الهضمية ومن الواضح أن هناك حاجة للمزيد من البحث لإيضاح دور محور الأمعاء والمخ في إعاقة التوحد، علماً بأن آلية المناعة الذاتية قد تكشف مداخل جديدة للعلاج في المستقبل.
ومن المحتمل أن يطرح في المستقبل مفهوم آخر مثل مفهوم "توحد المناعة الذاتية" ضمن طيف التوحد، كما أشار لذلك الباحث جيه ليبستيلو من جامعة كالفورنيا /لوس أنجليس في إحدى مقالاته، حيث قال: " ربما تحدث تغيرات بيولوجية أخرى تكون هي السمة المميزة لاختلالات جديدة واضحة المعالم تنشأ كإضافة لتصنيفاتنا الراهنة للتوحد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق