السبت، 17 يوليو 2010

كيف صنعت أم من طفلها المصاب بالشلل الدماغي متفوقاً في دراسته!!


رهادة عبدوش

لم يكن وقع الخبر عادياً عليها فما أن أخبرها الطبيب بالنتيجة النهائية لفحص طفلها وهي إصابته بالشلل الدماغي حتى كانت أمام أحد أمرين:
-- إما أنها ستنهار وتقف عاجزة أمام هذه المشكلة
-- وإما أنها ستصمد بل وستتحدى بكل طاقتها مع زوجها لتساند طفلها وتدعمه ليحيى حياة عادية كباقي الأطفال.
وهنا اختارت الحل الثاني، وقررت أنها ستصنع من طفلها المصاب بالشلل الدماغي طفلاً مميزاً فبدأت رحلتها لتخوض معارك في البحث عن حلول وعن شركاء يساندونها ويؤمنون بقضيتها..
إنها (هبة رعد) التي روت حكايتها من البداية فقالت:
فوجئت أثناء حملي بطفلي الثاني وأنا ما زلت بمنتصف الشهر السابع بأني على وشك الولادة وهذا ما حصل فولدت طفلي وهو لم يكمل شهره السابع، ومن هنا بدأت المشاكل مع طفلي فقد وضع بالحاضنة في أحد المشافي وبدأت عملية مراقبته والاهتمام به من قبل الجميع، وعندما خرج لم تظهر عليه أية أعراض تدل عل أنه مصاب بالشلل الدماغي، لكني لمست تأخر نموه والمشاكل التنفسية التي كان يعني منها ما أوقعني بالشك فابني مريض ولا أحد يجزم بذلك، فالأطباء كانوا يؤكدون لي سلامته، إلا أنني لم أقتنع فعندما كنت أقارنه بأخيه الأكبر وبمن هم في عمره كنت أتيقن أنه يوجد خلل ما، وهذا ما لم يقرره أحد من الأطباء بعد، وهكذا إلا أن أصبح عمره ثلاث سنوات، وهنا عرفت يقيناً أنه مصاب بالشلل الدماغي وحينها عاهدنا نفسنا أنا ووالده على المضي لمقاومة الإعاقة ليحيا ابننا حياة طبيعية -- وشكلنا مع الأطباء من مختلف الاختصاصات فريقاً متكاملاً للحركة والنطق والعلاج النفسي والتربوي وما إلى ذلك، وأدركت أني يجب أن أكون كل هؤلاء ومع كل هؤلاء فكرست جزءاً كبيراً من وقتي لهذه المهمة فالبداية كانت صعبة وكان يجب أن أتحمل عبئاً ليس بقليل.

رحلة البحث عن روضة
وتتابع السيدة(هبة رعد) في مسيرة رحلتها مع طفلها فتقول: المشكلة الكبرى التي كادت أن تحبطنا هي عدم وجود مدرسة تستقبل مثل هذه الحالات، حيث إني بحثت في جميع المدن لكني لم أعثر عليها إلى أن عثرت وبعد عناء على مدرسة قبلت وجود طفلي فيها بل آمنت بأهمية تعليم أولئك الأطفال وقررت أن تقوم بمشروع دمج للأطفال المعوقين، وكان هدفي الأساسي من دخول ابني المدرسة هو الاندماج الاجتماعي مع الأطفال في سنه، وهذا ما حدث وبطريقة مذهلة حيث أن الأطفال لم يشعروا بأن المشكلة التي يعاني منها تشكل إعاقة للتعامل معه فكلهم يلعبون معاً ويأكلون معاً ويتعلمون معاً، ومن جهتي عملت في المدرسة نفسها لكي أكون قريبة منه كونه يحتاج لعناية خاصة والمدرسة لن تستطيع تأمينها بعد وأيضاً كانت لي مهمة أخرى وهي إقناع الأهالي بعدم سحب أطفالهم من المدرسة لوجود طفل معوق، وهذا ما كان يحدث لا بل أيضاً يقف حائلاً أمام تسجيل أبنائهم في هذه المدرسة كونهم يرفضون فكرة دمج الأطفال المعوقين مع الأصحاء، لكن مع الأيام تبين ذكاء طفلي ما جعل المدرسة تقدمه صفاً كاملاً وبما أنه يعاني من صعوبة في تحريك جسده كونه يجلس على كرسي متحرك ويعاني شللاً في يديه عملنا على تعليمه بطريقة خاصة على الكمبيوتر بإصبع واحد ليستطيع كتابة وظائفه ودروسه وهذا احتاج مني وقتاً طويلاً لتدريبه على هذه الطريقة، وهكذا الآن هو في الصف الرابع وهو الأول على صفه.

لحظات مؤلمة- لحظات سعيدة
دائماً تمر عليّ ظروف صعبة وتمر كذلك على ولدي، فالطفل المصاب بالشلل الدماغي يدرك ما يجري حوله فبعض الأحيان كان يسألني ابني لم هو بهذه الحالة؟ لماذا لا يستطيع العيش كباقي الأطفال؟ وكنت دوماً أشجعه فأقول له مثلاً أنك تستطيع أن تكتب على الكمبيوتر بإصبع واحدة، وهذا ما لا يستطيعه زملائك وما إلى ذلك بأن أعزز لديه الأمور الإيجابية بحياته، وأيضاً أريد أن أؤكد أن التجربة والمتابعة أساسان في عملية النهوض بأوضاع أطفالنا وعلى المجتمع أن يتقبل هؤلاء الأطفال بأن يسمح لهم بالاندماج مع أقرانهم واللعب معهم كي لا يشعروا بالاختلاف السلبي وعلى الدولة أن تهتم بمناهج التعليم والطرق وإيجاد مدارس تعنى بالدمج وكوادر قادرة على التعامل مع الأطفال المعوقين وأيضاً الاهتمام بالطرق وتصميم البيوت بشكل يتناسب وحركتهم والاعتراف بوجود معوقين خطوة أساسية كطريق لحل مشاكلهم.

)1060) طفلاً في سورية يصابون سنوياً بالشلل الدماغي
ولدى سؤالنا الدكتور (ماريو لحلوح) الاختصاصي بالطب الفيزيائي والتأهيل عن ماهية الشلل الدماغي أجاب:
أنه إصابة الدماغ في مرحلة مهمة أثناء تشكله وتطوره قبل أو أثناء أو بعد الولادة ينتج عنها عقابيل حركية مع الحفاظ على إمكانيات فكرية جيدة هذه الإصابة الدماغية غير مترقية يمكن أن تترافق مع اضطرابات في التواصل (النطق-البلع- اللعاب- التعلم- النظر- السمع) والصرع
ونسبة حدوثه هي (2/1000) مولود حي وفي سورية يوجد (530000) ولادة جديدة منها (1060) طفلاً مصاباً سنوياً
يمكن العمل على تأهيل المصابين عن طريق عدد من الوسائل المشتركة والمنسقة من طبيبة اجتماعية نفسية والعمل على الحصول على أفضل استقلالية في الحياة اليومية عن طريق فريق عمل خاص ويوجد عدة طرق للتأهيل انكليزية فرنسية ألمانية ويجب هنا تعاون عدة اختصاصات للعمل مع هذه الإعاقة .

أخيراً إنها تجربة غنية فهي خلقت حتماً صورة لأفق أفضل لا يقف عند حدود بل يستمر ليعطي دفقاً لأشخاص كثيرين موجودين ومهملين فمتابعة تلك الأم وصبرها وإصرارها بمنهجية على تعليم ابنها جعل منه معجزة حقيقية وجعل منها قدوة لجميع الآباء والأمهات الذين يريدون أن يساندوا أبناءهم ويريدوا لهم مستقبلاً أفضل، إنهم يستحقون المحاولة.

الشـــلل الدمــاغي


التعريف
هو عبارة عن مجموعة اضطرابات تحدث نتيجة عن تلف الدماغ. وقد تحدث الاصابة قبل الولادة أو أثناءها أو في السنوات الأولى من العمر و قد يحدث الشلل الدماغي نتيجة اصابة الأم أثناء فترة الحمل اذ يمكن للحصبة الألمانية أن تصيب جنيناً بالأذى حتى لو كانت الأعراض طفيفة جداً. وقد يحدث نتيجة عوز الجنين للأكسجين أي نقص وصول الأكسجين لأنسجة الجسم لفترة طويلة الذي قد يسبب موت الخلايا المخية. وقد يصاب الطفل بعد الولادة نتيجة لمرض ما أو نتيجة تعرضه لحادث ما أو اصابة في الرأس.
طريقة الإصابة والأعراض

أسباب الإصابة بالشلل الدماغي
الغالبية العظمى من حالات الشلل الدماغي ليست وراثية على الرغم من أن 86 % من الحالات تعتبر خلقية أو فطرية وموجودة منذ الولادة ، و 14 % فقط تحدث بعد الولادة .

يمكن الإصابه بالشلل الدماغي بعد الولاده بوقت طويل وهو ما يطلق عليه الشلل الدماغي المكتسب نتيجة:-
1. الرضوض الشديده والصدمات على الرأس في حوادث البيت والطرق.
2. حوادث التعرض للغرق وفقدان الأكسجين لفتره طويله.
3. الإلتهابات والأورام التي تصيب المخ وخاصه الخبيثه منها.

تلخيص الأسباب كالتالي :-
1- الولادة العسرة .
2- عدم توافق العامل الريزي لكل من دم الأم والجنين .
3- إصابة الأم الحامل بالسكري .
4- الولادة المبكرة ( الخداج ) حيث تشير الدراسات إلى أن الولادة المبكرة تعتبر مسؤولة عن حوالي ثلث حالات الشلل الدماغي .
5- الولادة المتكررة .
6- نقص الأوكسجين في مرحلة ما قبل الولادة أو أثنائها .
7- إصابة الأم الحامل بالأمراض كالحصبة الألمانية ، والتهابات السحايا والزهري .... الخ .
8- سوء التغذية وسوء الوضع الصحي للأم الحامل .
9- كبر أو صغر سن الأم أثناء فترة الحمل .
10- تسمم الحمل .
11- تعرض الأم الحامل للأشعة وتناول العقاقير دون إستشارة الطبيب .
12- تعرض الأم الحامل إلى المواد الكيماوية السامة .
13- تعرض الطفل للحوادث أو إصابات الرأس أو الأورام والأمراض الخبيثة .
14بعض الإضطرابات الوراثية . 15- تسمم الطفل ببعض المواد الكيماوية أو إستنشاق الغازات السامة .

أعراضه
هناك اربعة صور رئيسية للمرض وهي :-
1- التخلجي أو الهزعي،
2- الكنعاني،
3- ناقص التوتر،
4- التشتجي.

- حيث تكون حركات المصاب الارادية ارتجاجية وفقدان في التوازن في الشلل التخلجي.
- أما في الشلل الكنعاني فنجد عضلات المريض تتحرك باستمرار وتمنع هذه الحركات الأفعال الارادية للمريض.
- والمصاب بالشلل الناقص التوتر فيبدو أعرج في مشيته، ولايتحرك كثيراً وذلك لعجز عضلاته عن التقلص.
- أما مصابو الشلل التشنجي فيجدوا صعوبة في تحريك بعض أجزاء من أجسامهم بسبب تيبس عضلاتهم. وعموماً فمصاب الشلل الدماغي قد يعاني من اضطراب عضلي واحد أو قد يصاب بعجز طفيف أو يصاب بشلل مشكلات حركية وحسية وعصبية تظهر على شكل تشنج أو توتر في الحركة في الحركة والأوضاع الجسمية وما يصحبها من تشوهات في الأطراف . أو أنها تكون مصحوبة بشلل وعدم توازن حركي وكذلك اضطرابات عقلية أو نوبات الصرع التي قد تصل إلى 60 % من الحالات ، أو صعوبات في النطق وعدم تناسق الكلام والتي قد تصل الى 15- 20 % من الحالات ،أو ضعف من بعض الأجهزة الحسية كالسمع والإبصار .

ما هي العلامات التي تشير إلى احتمال أن يكون الطفل مصابا بالشلل الدماغي؟
1. الطفل لا يرضع بصوره طبيعيه أو لا يبلع جيدا.
2. تقلصات غير اعتياديه في الذراعين والساقين (تغيير الحفاظات).
3. عدم السيطره على عضلات الرقبه بحيث لا يثبت الرأس في وسط الجسم.
4. التأخر في استعمال اليدين أو ابقاء الإبهام في داخل قبضة اليد.
5. التأخر في الإبتسام و المناغاه.
6. الطفل لا يقوم بالرفس بالأرجل في سن 3 شهور.
7. قيام الطفل بدفع رأسه للخلف بشكل متكررعندما يحمل.
8. التأخر في الجلوس والزحف والوقوف.
9. تهيج الطفل المتواصل وغير العادي.
10. عدم الإستقرار في النوم.
11. عدم قدرة الطفل على التركيز على المثيرات البصريه ومتابعتها.

هل المصاب بالشلل الدماغي سيكون متخلف عقليا؟
ليس بالضروره، فالتقديرات الحديثه تشير إلى :- o 25%من حالات الشلل الدماغي ذكاؤهم ضمن المعدل الطبيعي. o 25% منهم من درجه أو أخرى من البطء في التعلم. o وحوالي 50% يعانون من نقص في مستوى قدراتهم العقليه يقع ضمن حدودالتخلف العقلي. فالتأثير السلبي للصعوبات الأخرى يؤثر على قدرة هؤلاء الأطفال على الإستجابه بشكل سليم للمثيرات المختلفه مما يجعل أداءهم على إختبارات الذكاء منخفضا في العاده، وهو مالا يعكس قدراتهم الحقيقيه.

هل هناك صعوبات مصاحبه للإصابه بالشلل الدماغي؟
نعم، فالشلل الدماغي يؤثر على الأعضاء الأخرى التي يضبطها الدماغ، ومن هذه الصعوبات ما يلي:-
1. الإضطرابات الفميه: كسيلان اللعاب وصعوبة البلع.
2. الصعوبات التعلميه:وتتمثل في صعوبة التركيز والإنتباه وعدم القدره على التعامل مع المواقف الصعبه.
3. المشاكل والصعوبات البصريه:وهي موجوده عند ما يقرب من نصف الحالات مثل (الحول الأنسي، الرأرأه، قصر النظر وطول النظر، ثم أن صعوبات التحكم في عضلات الرقبه يؤدي إلى صعوبات في التناسق البصري الحركي ومشكلات في الإدراك والتمييز البصري).
4. صعوبات في السمع والنطق والكلام: وهي منتشره عند حوالي 50%من حالات الشلل الدماغي.
5. الصرع: تحدث عند حوالي 35-60% من حالات الشلل الدماغي، النسبه الأكبر منها لدى الشلل الدماغي التقلصي، والذي ينتج عن زياده مفاجئه في الشحنات الكهربائيه التي تصدر عن خلايا الدماغ في المناطق المصابه.

هل يطور الطفل المصاب بالشلل الدماغي مشاكل وصعوبات اضافيه مع الكبر في السن؟
إن الشلل الدماغي هو حاله غير متطوره إلى الأسوأ إلا ان الإحتمال كبير في أن تظهر مشكلات وتشوهات في المفاصل نتيجة الأوضاع الخاطئه التي يتخذها المصاب. ولمنع هذه التشوهات في المفاصل نعمل على تغيير وضع الطفل المصاب بصوره مستمره خلال اليوم.

تصنيفات الشلل الدماغي :-
التصنيف الأول : نمط الإصابة وطبيعتها
وينقسم إلى أربعة أقسام :-
أ- الشلل التشنجي
ب- الشلل الالتوائي أو التخبطي أو اللاانتظامي
ج- الشلل التخلجي أو اللاتوازني أو الكنغاني
د- الشلل التيبسي هـ- إرتعاش الأطراف

التصنيف الثاني : الطرف أو الأطراف المصابة
أ- الشلل الأحادي
ب- الشلل النصفي الجانبي
ج- الشلل الرباعي
د- الشلل السفلي هـ- الشلل الكلي السفلي
و- الشلل الثلاثي

التشخيص :-
متى يتوقع الأطباء وجود الشلل الدماغي لدىالطفل؟
1. تأخر النمو الحركي.
2. وجود أنماط حركيه غير طبيعيه.
3. وجود توتر عضلي غير طبيعي.
4. عدم اختفاء الإنعكاسات الأوليه في الوقت المناسب

متى يمكن تشخيص حالة الشلل الدماغي لدى الطفل؟
من المفضل أن تكون خلال الأشهر الأولى من العمر، وعلى الرغم من صعوبة ذلك في بعض الحالات وذلك لأن الدماغ يكون في طور النمو، إلا أن اكتشافه خلال السنه الأولى من العمر لا يبدو صعبا في العاده . ولكن المشكله عندما تتجاهل الأسره الأعراض سابقة الذكر اعتمادا على تطمينات الآخرين الغير مختصين. وعند الشك ينبغي على الأسره عرض الطفل على المختصين ووضعه تحت المراقبه المكثفه للوصول إلى تشخيص دقيق لحالته.

ما هي عملية التشخيص لأطفال الشلل الدماغي؟
هي عمليه تشمل تأكيد أو نفي وجود إعاقه لدى الطفل من جهه، وتحديد طبيعة الإعاقه من جهه أخرى. والتي تشمل على عمليتين رئيسيتين هما:
oالتحليل : جمع البيانات عن المظاهر النمائيه المختلفه عن طريق فحوصات يجريها مختصين
oالتفسير: فحص نتائج التحليل والخروج بصوره واضحه عن حالة الطفل

من هم أعضاء الفريق الطبي والأكاديمي المشاركين في الفحوصات والتقييم؟
1. الفحوصات العصبيه - أخصائي الأعصاب.
2. الفحوصات الجسميه - أخصائي الطفال
3. فحوصات القدرات الحركيه - أخصائي العلاج الطبيعي والوظيفي.
4. الفحوصات النفسيه - اختصاصي النفسي
5. التاريخ الإجتماعي - الإختصاصي الإجتماعي.
6. الفحوصات السمعيه - اختصاصي السمع.
7. الفحوصات البصريه - اختصاصي العيون.
8. فحوصات الكلام - اختصاصي أمراض الكلام.
9. الفحوصات التربويه - اختصاصي التربيه الخاصه.

ما هي الفحوصات الطبيه لتشخيص الشلل الدماغي وفوائدها؟
1. الأشعه السينيه: وتستخدم لإستثناء الاضطرابات العصبيه الأخرى.
2. التخطيط الدماغي الكهربائي: ويستخدم لتحديد طبيعة الخلل في الدماغ.
3. التصوير المحوري الطبقي: ويستخدم لتحديد موقع التلف الدماغي
4. تصوير الشرايين الدماغيه: وفي هذه الحاله تحقن إحدى المواد المشعه في مجرى الدم ومن ثم تستخدم الأشعه السينيه لتحديد أية خلل في الأوعيه الدمويه الدماغيه.
5. فحوصات الدم والبول: وتجرى للتعرف على أية اضطرابات كيماويه قد تكون ذات علاقه بالشلل الدماغي.
6. ومن الإختبارات الأخرى اختبار إبجار واختبار السائل النخطي.

ما هو إختبار إبجار؟
هو إختبار لتقييم الوضع الجسمي للمولود الجديد يجرى بعد دقيقه واحده من الولاده ثم بعد 5 دقائق ويتم تقييم التالي:
المؤشر صفر 1 2
نبضات القلب لا يوجد بطيئه(أقل من 100في الدقيقه) أكثر من 100 في الدقيقه
التنفس لا يوجد بكاء ضعيف صراخ قوي
التوتر العضلي انخفاض مستوى التوتر بعض الإنقباض في العضلات العضلات منقبضه جدا
استجابة القدم لا استجابه بعض الحركه يصرخ ويسحب قدمه
لون الجسم أزرق شاحب الجسم:وردي الأطراف: زرقاء وردي اللون بالكامل

ما هو تفسر الجدول؟
o إذا كانت الدرجه الكليه التي يحصل عليهاالطفل 9 أو 10 فهذا يعني أن الطفل في حاله جيده.
o أما إذا كانت درجته 4 أو أقل فذلك يعني أن الطفل بحاله خطره وبحاجه إلى تدخل طارىء وخاصه إذا أعيد الإختبار بعد 5 دقائق أو 10وبقيت الدرجه منخفضه.

ما هو فحص السائل النخطي؟
هو ثقب التجويف النخطي باستخدام إبره خاصه لإخراج بعض اسائل النخطي المحيط بالجنين, وذلك لدراسة السائل للكشف عن الإضطرابات الوراثيه, فباستخدام هذا الفحص يمكن الكشف عن بعض الأمراض مثل:
o الهيموفيليا.
o فقر الدم المنجلي.
o تشوهات القناه العصبيه.
ملاحظه: لا ينصح باستخدام هذا الفحص إلا للضروره القصوى.

الوقاية :- منع وعلاج الأسباب الاتيه
- قبل الولاده
1. النزف
2. تسمم الحمل
3. السكري
4. الأمراض الفيروزيه
5. التعرض للأشعه
6. استعمال أدويه بدون وصفه طبيه
7.المباعده بين الولادات

- عند الولاده
1.الولادات العسره
2.اليرقان الشديد
3.الإختناق ونقص الأكسجين
4.نزف داخلي في رأس المولود
5..الولاده المبكره
6.ولادة التوائم
7.ادمان الأم على التدخين أو الكحول

- بعد الولاده
1.التهاب السحايا الدماغيه
2.التهاب الماغ
3.نوبات الصرع الشديده
4.التسمم
5.الإختناق
6.حوادث البيت والطرق

الوقايه من الشلل الدماغي وذلك عن طريق:
o توفير الرعايه الصحيه المناسبه في فترة الحمل والولاده وما بعد الولاده.
o الإمتناع عن التدخين والمدخنين والكحول.
o عدم تناول الأدويه في فترة الحمل بدون وصفه طبيه.
o عدم التعرض للأشعه. o تلقيح الإناث ضد الحصبه الألمانيه في سن المراهقه أو قبل الزواج بستة أشهر عى الأقل.
o التغذيه الجيده للأم الحامل.
o معالجة مضاعفات الحمل كالنزف وتسمم الحمل بسرعه.
o المباعده بين الولادات.
o الإنتباه لحالات اليرقان بعد الولاده.
o الوقايه من الأمراض وخاصه التهاب السحايا والتهاب الدماغ والجفاف الشديد.
o حماية الأطفال من حوادث البيت والطرق.

العلاج.:-
في أي سن يمكن علاج الشلل الدماغي؟
حتى قبل التشخيص النهائي ينبغي ان نبدأ بالتدريب والمعالجه الطبيعيه للطفل المشتبه في حالته، بهدف الوصول بقدراته إلى مستوى المرحله والعمر الزمني الذي هو فيه. وهذا يكون على شكل برنامج تدخل مبكر للتدرب والعلاج يشارك به الوالدين. وهذا البرنامج قد يبدأ خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل.

ما هي المعالجه الطبيه أو الجراحيه الممكنه؟
باستثناء عقاقير السيطره على الصرع، فإنه لا يوجد علاج دوائي للشلل الدماغي، فأدوية تخفيف التقلص ذات فائده مؤقته على العضلات. وقد لايحتاج الطفل إلى عمليات جراحيه إذا تابع العلاج الطبيعي وحافظ على مرونة عضلاته ومفاصله، وإذا احتاج للعمليه الجراحيه فلا داعي للتسرع في إجراء مثل هذه العمليات، ودراسة مدى الفائده التي ستعود على الطفل بعد العمليه.

ما هي الحاجه النفسيه لطفلي؟
قد لا يستطيع طفل الشلل الدماغي التعبير عن حاجاته بوضوح، ولكن يجب أن نتذكر أنه طفل قبل أن يكون معوقا، وبالتالي فإن لديه حاجات نفسيه أساسيه كغيره من الأطفال كأن يحظى بالحب والتقبل والتحرر من الخوف. فهم بحاجه إلى الإندماج المبكر في المجتمع المتمثل بالبيت والعائله والحي والمدرسه وما إلى ذلك لما في ذلك من أثر ايجابي في تنمية قدرات هذا الطفل.

هل يمكن لطفلي أن يتعلم؟
بطبيعة الحال نعم، ومن حيث المبدأ فإن كل الأطفال قادرون على التعلم، ولكن الأطفال المصابون بالشلل الدماغي يتعلمون وفق قدراتهم الخاصه، واعتمادا على طبيعة القيود التي يفرضها الشلل الدماغي على ادائهم. ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر الحاقهم بمراكز خاصه لتدريبهم على بعض المهارات الحركيه ومهارات العنايه بالذات، وتطوير مهارة التواصل مع الاخرين وبعض المهارات الإدراكيه- المعرفيه الأخرى.

هل يمكن لإبني أن يتكلم في يوم من الأيام؟
في حالة ما إذا كان التلف الحاصل في الدماغ قد أصاب المركز المسؤول عن الكلام في الدماغ، فإن الطفل المصاب قد لا يكون مؤهلا للتغلب على مشكلات النطق أو التعبير عن نفسه بطريقه مفهومه. في مثل هذه الحاله يجب أن يركز الأهل على تدريب الطفل على كيفية الإتصال مع الاخرين وليس على مجرد النطق فالإتصال يشمل مجالات أوسع كتعبيرات الوجه والإشارات وليس فقط النطق.

يعاني ابني من مشكلة سيلان اللعاب، فهل هناك من حل؟
تحدث هذة المشكلة في العادة نتيجة ضعف التحكم في عضلات الفم واللسان وهي المسؤولة عن عملية البلع وفي هذة الحالة ينبغي ان نقوم بتمرين هذة العضلات وفيما يلي بعض الافكار التي تساعد على ذلك:
o تدريب الطفل على مهارات النفخ.
o وضع قطرات من عصير الليمون في فمة (حيث سيقوم الطفل غريزيا بعملية البلع عند ذلك )
o فرك الشفاة بقطعة من الثلج (العضلات المحيطة بالفم).
o تناول الفواكة مثل الجزر,والتفاح,مفيد في تقوية عضلات الفم واللسان.
o في بعض الاحيان قد يفيد وضع قليل من بودرة الحليب الجاف بين الشفة السفلى والاسنان لاعطاء طعم مميز للعاب عندما يسيل وهذا يساعد في تنبية الطفل لسيلان لعابة فيقوم بعملية البلع .

ما الذي نستطيع عملة كاباء في مواجة مشكلة الشلل الدماغي؟
o العمل ما امكن على منع تكرار حدوث الاعاقة .
o تقبل الطفل المصاب بالشلل الدماغي .
o ان تتعرف الاسرة على المراكز والمؤسسات والخدمات والبرامج المقدمة للاطفال المصابين بالشلل الدماغي
o ان تشارك الاسرة في التفكير بما يحتاجة طفلها المصاب من كراسي واجهزة مساعدة للوقوف والمشي وبما يتوفر في البيئة المحلية ,وعدم الاتكال الكلي على الاخرين
o العمل على دمج الطفل في مجتمعة واتاحة الفرصة لة للاختلاط مع الاخرين واكتساب الخبرات والمهارات اللازمة .
o للاسرة ايضا دور هام في التواصل مع الاسر الاخرى التي لديها اطفال مصابين بالشلل الدماغي تحت اشراف مختصين ,لتبادل الخبرات وتبادل الدعم ثم لتنظيم الجهود
o واخيرا فان على الاهالي واجب اساسي يتمثل بالاطلاع على التشريعات السارية المفعول في مجال المعاقين ,والمطالبة بتطوير التشريعات القائمة بحيث يوفروا افضل الضمانات لابنائهم .

سبب التشنج
يشير التشنج إلى إزدياد في التوتر اوالاشتداد في العضلات. تحتاج العضلات عادة لتوتر او اشتداد كاف للعمل ضد قوة الجاذبية من أجل الحفاظ على الوقفة او الجلسة او الحركة وفي نفس الوقت من اجل توفير المرونة والسرعة في الحركة. يذهب الامر الذي يصدر من اجل توتير العضلات او شدها من الاعصاب الموجودة في العضلات إلى الحبل الشوكي. وتسمى هذه الاعصاب ألياف الاعصاب الحسية لانها تُعلم الحبل الشوكي بدرجة التوتر في العضلات. تذهب الاوامر التي تصدر من أجل تحقيق المرونة او تهبيط التوتر في العضلات من أعصاب في الدماغ إلى الحبل الشوكي. على الاوامر التي تصدر من العضلات والاوامر التي تصدر من الدماغ أن تكون متناسقة في الحبل الشوكي لكي تعمل العضلات برفق وسهولة وللحفاظ على القوة في نفس الوقت.
إذا كان الشخص يعاني من الشلل الدماغي، هذا يعني انه قد حدث ضرر في الدماغ. لاسباب غير واضحة حتى الان، يكون الضرر عادة في منطقة الدماغ التي تتحكم في توتر العضلات والحركة في الايدي والارجل. لا يستطيع دماغ الشخص الذي يعاني من الشلل الدماغي أن يؤثر على مدى المرونة في العضلات. ويسيطر عندها الأمر الذي يصدر من العضلات في الحبل الشوكي وهذا ما ينتج توتراً شديداً في العضلات او تشنجاً.

المصدر - المركز التخصصي للاستشارات الطبية
www.medicalcom.net

دور التغذية في الشلل الدماغي



الشلل الدماغي Cerebral Palsy الشلل الدماغى هو أحد حالات الإعاقة المتعددة التي تصاب فيها خلايا المخ بتلف وغالباً ماتتم الإصابة به خلال مرحلة نمو الجنين، أو بعد الولادة مباشرة، أو خلال السنوات الأولى من عمر الطفل. قد يصل التلف الى مراكز الاحساس في المخ مما يؤدي إلى صعوبة في الرؤية، والسمع، والتواصل، والتعلم ، ويستمر المرض طوال الحياة.
يصيب المرض حوالي 2.5 لكل 1000 طفل ، ويعتبر هذا المرض من الأمراض المكتسبة وليس من الأمراض الوراثية، كما أنه لا يزداد سوءاً مع مرور الوقت.

مسببات المرض:
هناك عوامل كثيرة للمرض تؤدي الى الإصابة بالمرض ولكن نقص الاكسجين مهما كانت مسبباته هو العامل الرئيسي حسب الدرسات التي اجريت في المملكة. ويمكن أن تكون مسببات المرض على النحو التالي:-
o اصابة الأم بالتهاب او عدوى خلال اسابيع الحمل الأولى ، مثل ( الحصبة الألمانية).
o اصابة الأم بالسكري وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
o الولادة المبكرة أو المتعسرة
o نقص وزن الطفل عند الولادة اقل من 2 كجم
o عدم توافق دم الأم مع الجنين.
o نقص الأكسجين أثناء الولادة.
o الغصة، أو التسمم، أو الغرق وما ينتج عنهم من نقص الأكسجين للطفل.
o العنف مع الأطفال مما قد يؤدي إلى إصابات في الرأس.
o حوادث السيارات.
o الالتهابات الحادة، مثل ( التهاب السحايا).
الشلل الدماغي هو ثاني مرض عصبي يصيب الأطفال بعد التخلف العقلي.

أنواعه:
1- شللى او التشنجي: وفيه تتيبس العضلات فتكون الحركة فيه صعبة.
2-رعاشي: تكون حركاته غير متزنة فلا يتم التحكم في الحركات التي يمارسها الشخص.
3-لااتزانىِ أو الاهتزازي: يجمع بين الاضطراب في التوازن والإدراك العميق.

المشاكل المصاحبة للشلل الدماغي:
o صعوبة في النطق.
o صعوبة في الأكل.
o صعوبات تعلم.
o تشنجات.
o إمساك، نتيجة لسوء التغذية وقلة الحركة.
o عادةً ما يكون الطفل أقل من الوزن المثالي لمن هم في مثل سنه.

العلاج:
لأن المرض يستمر مع الطفل فيحتاج أن يعطى الطفل الاستقلالية في الحياة ليستطيع ترتيب حياته بنفسه بقدر الامكان
o العلاج الطبيعي.
o العلاج الوظيفي.
o علاج التخاطب وعلل النطق والسمع.

دور التغذية في الشلل الدماغي:
عادةً ما تكون شهية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي متوسطة أو رديئة. فهم يكتفون بكميات بسيطة بعدها يبدؤون برفض الطعام. وغالباً ما تفشل الأم في إجبار طفلها على أكل المزيد من الطعام، والطريقة السليمة هي التركيز على الأغذية عالية القيمة الحيوية وذات الكثافة العالية مثل اضافة الزبد والجبن والعسل لكثير من الأغذية ، ويمكن إعطاء طفلك المكملات الغذائية ذات السعرات الحرارية المرتفعة والمتوفرة في الصيدليات على هيئة بودرة او سائل فهناك أنواع من تلك المركبات جاهزة للتناول.
مهم جدا تشجيع الطفل ليأكل بنفسه ولكن تحت رقابة من الأم مع ملاحظة انه سينثر بعض الطعام لصعوبة التحكم في اليد ولا بأس بذلك مادام المكان معد للطفل بشطل سليم ونظيف.
استشارة اخصائية لتغذية العلاجية ستفيد الأم كثيرا في الأسلوب الأمثل لتغذية هؤلاء الأطفال.

بعض طرق زيادة القيمة الغذائية لطعام طفلك:
o أن تكون الوجبات صغيرة ومركزة وموزعة على مدار اليوم.
o إضافة حليب البودرة للكريم كراميل وماشابهها.
o استخدام الجبنة السائلة، والتي تتميز بنسبة دهون عالية.
o إضافة الزبدة أو السمن للطعام.
o إعطاء ملعقة عسل يومياُ للأطفال أكبر من سن الواحدة.
o إضافة الكريمة المخفوقة كاملة الدسم لصلصة المكرونة أو الخضار المطبوخة.
o اجعلي طفلك يشارك في إعداد الطعام معك.

علاج الإمساك:
بعض الأطفال يصابونم بالامساك نتيجة عدم تناول الغذاء بشكل كاف وقلة الحركة لصعوبتها ، وللوقاية من الامساك ننصح بالآتي:-
o يعطى الطفل المزيد من السوائل.
o زيادة الألياف بتقديم الخبز الأسمر حسب تقبل طفلك.
o يمكنك إضافة الكويكر مع الحليب والعسل وتقديمها كوجبة خفيفة.
o قدمي له الفواكه الطازجة وخاصة التفاح مع قشره لاحتوائه على كمية أكبر من الألياف فهو أفضل من تقديم عصيرها، وتأكدي من أن الموز لا يسبب الإمساك لطفلك.
o قدمي له بسكويت الأطفال أوالذي يحوي كمية أكبر من الألياف
o حاولي إعطاء طفلك ملعقتين من العسل مذابة في فنجان ماء دافىء مع نقطتين من الليمون فإنه يساعد في علاج الإمساك بإذن الله.

أما بالنسبة لعلاج مشكلة المضغ أو البلع عند بعض الأطفال :
ينصح بتقديم الطعام المهروس لهم ، حيث يتم خلط جميع الأطعمة بالخلاط وتقديم على هيئة حساء ثقيل . وكما ذكرنا سابقا يضاف اليه الاغذية الاتية لزيادة كثافته وفائدته الغذائية :
o الحليب الكامل الدسم .
o الزيت أو السمنه .
o الدجاج أو اللحم .
o الأرز أو الكويكر .
o الكريمة المخفوقة كاملة الدسم .

اضطرابات النطق لدي ذوي الشلل الدماغي



يشير الشلل الدماغي إلي مجموعة من الأعراض تتمثل في ضعف الوظائف العصبية , ينتج عن خلل في بنية الجهاز العصبي المركزي أو نموه فهو اضطراب في النمو الحركي يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة تشوه أو تلف في الأنسجة العصبية الدماغية مصحوباً باضطرابات حسية أو معرفية أو انفعالية فالشلل الدماغي هو أحد الإعاقات الجسمية في الجانب الحركي يظهر علي شكل ضعف في الحركة أو شبه شلل أو عدم تناسق في الحركة يسببه تلف مناطق الحركة في الدماغ .

كشفت نتائج العديد الدراسات عن أن الاضطرابات العصبية الحركية تظهر أن اضطرابات النطق تنتشر بين الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بما يقرب من 70% إذ تسبب أنواعاً كثيرة من الشلل الدماغي مشكلات في النطق وذلك بسبب إصابة مراكز الدماغ التي تحد من القدرة علي ضبط وتحريك العضلات المسئولة عن الكلام , ومنها عضلات الفكين والحلق واللسان والرئتين أو إصابة الأعصاب التي تنتهي في هذه العضلات هذا إلي جانب إصابة المنطقة الصدغية المسئولة عن النطق في المخ . وعادة يكون التنفس المضطرب هو السبب الرئيسي في اضطرابات النطق لدي المصابين بالشلل الدماغي .

ومن أهم أشكال اضطرابات النطق والتي يعاني منها الأطفال المصابين بالشلل الدماغي كما يشير عبد العزيز السرطاوي وجميل الصمادي ( 1998) هي :
1- شلل عضلات النطق Dysathria :
تحدث اضطرابات النطق نتيجة لوجود شلل في العضلات والأجهزة المسئولة بشكل مباشر عن إنتاج الكلام ويحدث هذا الشلل بسبب إصابة الدماغ في المنطقة المسئولة عن الحركة والتي تؤدي نفسها إلي حالة الشلل الدماغي وتجدر الإشارة هنا إلي أن الفرد المصاب بالشلل في عضلات النطق يجد صعوبة بالغة في لفظ الأصوات بشكل مناسب .
2- الخلل في اختيار وتتابع الكلام (اللابراكسيا) Apraxia :
يظهر الخلل في اختيار وتتابع الكلام علي شكل صعوبة في اختيار مواقع الأصوات والمقاطع في الكلمات والجمل ، ويحدث نتيجة الإصابة العضوية العصبية وبالتالي فإن الذي يعاني من هذا النوع من الاضطراب يغير المواقع والمقاطع كما أن هذا الاضطراب يظهر علي شكل خلل في تتابع الكلمات والعبارات بترتيب ونسق معين يبدو معه الفرد غير قادر علي إعادة الكلمات والعبارات بشكل صحيح .
3- فقدان النطق Aphasis :
وهو فقدان كلي أو جزئي في اللغة الاستقبالية أو التعبيرية أو كليهما خاصة إذا أصيبت المراكز الدماغية المسئولة عن اللغة ، وعادة ما تكون هذه الإصابة ناتجة إما عن نزيف أو جلطة دموية في الدماغ . وما نركز عليه هنا هو الجانب التعبيري للغة والذي يشمل قدرة الفرد علي التعبير اللفظي والتواصل مع الآخرين والفشل في التعبير اللفظي في حالة فقدان النطق بشكل كلي أو ضعف في التعبير اللفظي يكون سببا عن عوامل عضوية وهو المقصود بفقدان النطق.

تشخيص وتقييم الشلل الدماغي (المخي)



الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سيد سليمان

بادئ ذي بدء يتعين القول أن الشلل المخي نوع من الإعاقات التي لا يسهل اكتشافها عند الولادة. صحيح أنه في معظم الحالات يستطيع الأطباء الاشتباه في وجود نوع ما من التلف المخي، إذا تعرضت الأم أثناء أشهر الحمل أو أثناء الولادة لعوامل خطر رئيسية . بيد أن الطفل قد لاتبدو عليه أية مشكلات فورية ومباشرة إذا تعرض لتلف في المخ. ومع مرور الوقت تبدأ المشكلات تتضح لأن التلف المخي يعطل النمو الحركي السوي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن من العلامات المبكرة: ضعف استجابة المص، والاصفرار، والاختلالات، و التصلب.

ويتضمن تشخيص الأطفال لتحديد ما إذا كان بعضهم مصاباً بشلل مخي من عدمه ، إجراءات متعددة يشترك فيها الأطباء وأولياء الأمور وغيرهم . وتتم عملية التشخيص على مستويين اثنين هما :
-- المستوى الأول : ويطلق عليه في الكتابات العلمية المتخصصة مستوى الكشف والتعرف المبدئي . ويفضل أن يتم ذلك في مراحل عمرية باكرة . حيث تجمع بيانات أولية عن الطفل من خلال مقابلة والديه وخاصة أمه وذلك لتحديد مدى حاجته إلى التشخيص الشامل .
-- المستوى الثاني : عملية التشخيص الشامل أو التشخيص الدقيق ، وذلك باشتراك فريق متعدد التخصصات ، الذي يمكنه القيام بالفحوص الدقيقة سواء كانت فحوصاً طبية أم غير طبية . ويتضمن التشخيص الشامل دراسة مستفيضة لحالة الطفل لتأكيد أو نفي وجود الشلل المخي لديه ، وذلك من أجل اتخاذ القرارات العلاجية أو التأهيلية المناسبة للطفل في مرحلة لاحقة .

ويقسم الباحثون والمتخصصون عملية التشخيص الشامل إلى قسمين :
-- القسم الأول : التشخيص الطبي
الذي يقوم به طبيب الأعصاب ، وطبيب الأطفال وذلك من أجل تأكيد أو نفي حالة الإصابة بالشلل المخي ، وتقويم حالة الطفل في الجوانب الجسمية والحركية والصحية .
-- القسم الثاني : التشخيص التربوي النفسي
الذي يقوم به الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي ، وأخصائي التربية الخاصة ، لتحديد مستوى تأثر الجوانب العقلية المعرفية ، والجوانب النفسية والجوانب الانفعالية بالإصابة بالشلل المخي ، وتقويم أداء الطفل في الجوانب المعرفية والنفسية والجوانب الانفعالية بالإصابة بالشلل المخي ، وتقويم أداء الطفل في الجوانب المعرفية والنفسية ذات الصلة بعملية توافق الطفل .

ومع أن عملية تشخيص الشلل المخي هي عملية طبية في المقام الأول ، إلا أن التشخيص التربوي والنفسي يعتبر أمراً ضرورياً عند تقييم الجوانب التربوية والنفسية التي غالباً ما تتأثر بالإصابة . أضف إلى ذلك أن تقييم هذه الجوانب يعتبر أمراً مهماً جداً للبدء في تقديم البرامج التربوية والتأهيلية اللازمة . ذلك أن عملية التشخيص يتعين ألا تتم بمعزل عن تقديم الخدمات ، ويرى البعض أنها يجب أن تكون موجهة لعملية تقديم الخدمات بل وترتكز عليها؛ آية ذلك أن التشخيص بغرض تقديم الخدمات هو أحد أهم أهداف التشخيص في ميدان التربية الخاصة .
وفيما يلي إشارة إلى مستويي تشخيص الشلل المخي بما يتضمنه من قسمين مكملين لبعضهما البعض .

الأول : مستوى الكشف والتعرف المبدئي :
وقد سبقت الإشارة إلى أنه من المفضل أن يتم في مراحل عمرية باكرة من حياة الطفل، حيث تجمع بيانات أولية عن الطفل من خلال مقابلة والديه ؛ خاصة أمه ، وذلك لتحديد مدى حاجة الطفل إلى المستوى الثاني أعنى احتياجه إلى تشخيص شامل .
وفي هذا المستوى تحديداً يتم التعرف على المؤشرات أو المنبئات التي قد يستدل منها على احتمال إصابة الطفل بالشلل المخي . ولهذا يكون من الأفضل أن يتم اكتشاف حالات الشلل المخي في الأشهر الأولى من عمر الطفل ، صحيح أن ذلك قد يكون صعباً في بعض الحالات ، إلا إذا بلغ عمر الطفل عاماً أو عاماً وبضعة أشهر . وهكذا يمكن رصد المؤشرات والدلائل التي يمكن ملاحظتها على نمو الطفل وحركاته من قبل الأم عادة . ويتفق كل من (جمال الخطيب ومنى الحديدي ، 1997 : 118-119؛ وعبد العزيز السرطاوي وجميل الصمادي ، 1998: 74 -75) على أن هذه الملاحظات يمكن أن تزودنا بمعلومات مهمة تساعد في الاكتشاف المبكر لحالات الشلل المخي إذ أنها تعني أن الطفل معرض للخطر ، ثم يسجل كل منهما عدداً من المشكلات والدلائل على النحو التالي:
(1) أن الطفل لا يرضع بصورة طبيعية .
(2) أن الطفل يحني ظهره أثناء الجلوس .
(3) أن الطفل يمد رجليه بشكل متصلب .
(4) أن الطفل يعاني من تشنجات عضلية .
(5) أن الطفل يعاني من الصراخ وحدة المزاج .
(6) أن الطفل لا يبلع ما يتناوله بصورة جيدة .
(7) أن الطفل يعاني ارتخاءً واضحاً في العضلات .
(8) أن رجلي ( ساقي ) الطفل تقتربان من بعضهما .
(9) أن الطفل لا يستطيع القيام بحركات تلقائية .
(10) أن الطفل تندفع رأسه إلى الخلف عندما تحمله أمه .
(11) أن الطفل يلاحظ عليه التأخر في الوقوف والمشي .
(12) أن هناك تقلصاً غير طبيعي في ذراعي الطفل وساقيه .
(13) أن هناك تأخراً في القدرة على تثبيت الرأس وسط الجسم .
(14) أن الطفل يركل رجليه بشكل متزامن وليس بالتناوب .
(15) أن الطفل يصاب بالتهابات في الجهاز التنفسي بشكل متكرر .
(16) أن الطفل يعاني بطئاً في الحركة وعجزاً عن الحركة بمفرده .
(17) أن هناك ضعفاً لدي الطفل في السيطرة على عضلات الرقبة .
(18) أن الطفل ليس بمقدوره القيام بعملية الرفس في سن ثلاثة أشهر .
(19) أن الطفل غير مستقر في نومه ، ويبكى عند تغير وضعه أثناء النوم .
(20) أن جسم الطفل يندفع إلى الأمام إذا لم يستند إلى أحد دعماً في جلسته .
(21) استخدام إحدى اليدين ـ فقط قبل أن يبلغ الطفل السنة الأولى من عمره ، أو التأخر بشكل عام في استخدام اليدين ؛ يتضح ذلك في عدم تحريك اللعب من يد إلى أخرى .
(22) أن الطفل يبقي إحدى اليدين منقبضة ، أو يبقي الإبهام داخل قبضة اليد .
(23) أن الطفل لا يقدر على الجلوس مثلما يفعل بقية الأطفال ممن هم في عمره .
(24) أن الطفل يعاني من ضعف القدرة على التركيز البصري للمثيرات المحيطة به ، فضلاُ عن أنه ليس بمقدوره أن يتابع المثيرات البصرية المتحركة أمام ناظريه .
(25) أن الطفل يخرج لسانه من فمه بشكل متكرر ، بالإضافة إلى قيامه بحركات بلسانه داخل الفم وخارجه .
(26) أن الطفل قد تأخر كثيراً في الابتسام والمناغاة في حال مقارنته بمن هم في سنه .

وعندما تلاحظ الأم بعض هذه المؤشرات والدلائل أو واحده منها بالنسبة إلى عمر الطفل يتعين عليها أن تبادر بعرض الطفل على طبيب أطفال للقيام بإجراءات التشخيص الشاملة ، والتي تبدأ عادة بالفحص السريري الذي يقوم به الطبيب . بيد أن وجود بعض هذه المظاهر الحركية غير السوية أو بعض المظاهر النمائية الأخرى غير السوية ، لا يعني بالضرورة أن الطفل مصاب بالشلل المخي ، وإنما يعني أن هناك احتمال أكبر أن يكون مصاباً به في حال مقارنته بأطفال آخرين ليس لديهم نفس المظاهر .
وبوجه عام ، يمكن القول أن التأخر في النمو الحركي عندما يكون مصحوباً بأنماط حركية غير سوية لدى الطفل ، بالإضافة إلى وجود توتر عضلي غير طبيعي ، واستمرار الأفعال الأولية المنعكسة ، وعدم اختفائها في الوقت المناسب تعتبر مظاهر مهمة يجب التأكيد عليها كدلائل تشير إلى احتمال إصابة الطفل بالشلل المخي .

الثاني : مستوى التشخيص الدقيق :
وقد سبقت الإشارة إلى إنه يتضمن دراسة مستفيضة لحالة الطفل لتأكيد أو نفي وجود الشلل المخي لديه ، وذلك من أجل اتخاذ القرارات العلاجية أو التأهيلية المناسبة للطفل وحتى يتم تأكيد أو نفي حالة الإصابة بالشلل المخي ؛ يجب القيام بإجراءات التشخيص الدقيق الشامل والتي يشترك فيها عادة طبيب أعصاب ، وطبيب أطفال ، وأطباء آخرون في تخصصات مختلفة في ضوء حالة الطفل مثل طبيب العيون ، طبيب الأنف والأذن ولحنجرة ، بالإضافة إلى أخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي وأخصائي اضطرابات النطق وأخصائي في التربية الخاصة .

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المستوى - كما ذكرنا آنفا - ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما التشخيص الطبي والتشخيص التربوي النفسي ، وهذان النوعان من التشخيص يمكن عرضهما على النحو التالي :

أولاً : التشخيص الطبي :
وهو يعتمد بشكل أساسي وجوهري على ما يتوصل إليه الأطباء بعد القيام بإجراء الفحص المطلوب وتشير الكتابات العلمية المتخصصة إلى أنه كي نصل إلى تشخيص دقيق ، يقوم الأطباء -عادة - بإجراء الفحوص التالية :
(أ) الفحص السريري الذي يتضمن فحص الأفعال الانعكاسية عند الطفل ، بالإضافة إلى فحص المفاصل ، وحركتها ، ومرونتها ، وبالإضافة إلى ملاحظة النمو الحركي للطفل وتقييم كافة مظاهر النمو لديه على نحو عام .
(ب) التخطيط الكهربائي للدماغ الذي يهدف إلى تحديد طبيعة الخلل في المخ وموقعة ، ونوبات الصرع التي ربما يعاني منها الطفل .
(ج) التصوير المحوري الطبقي للتعرف على موقع الإصابة المخية ، وهو أداة دقيقة ، وقد يتم اللجوء إلى التصوير المحوري الطبقي لاستبعاد وجود بعض الأمراض الأورام التي تصيب المخ .
(د) أشعة اكس للتعرف على إصابة المخ ، وهي نوع من الفحص الأولي يمكن أن يتم عن طريقة استبعاد الأمراض العصبية الأخرى .
(هـ) تصوير الشرايين المخية لتحديد نوعية المشكلات والعيوب في الأوعية الدموية
التي تغذي المخ ؛ ويتم عن طريق تصوير إحدى المواد المشعة التي يتم حقنها
في شرايين المخ .
(و) الفحوص المخبرية الروتينية التي يتم فيها فحص الدم والبول ، وذلك من أجل التعرف على أية اضطرابات كيميائية تؤدي إلى التسمم ويكون لها علاقة بالشلل المخي.
(ز) اختبارات وإجراءات طبية أخرى لتقييم الوضع الجسمي للطفل الوليد ؛ أو للكشف عن الاضطرابات الوراثية قبل الولادة .
(ح) إجراء دراسة شاملة من قبل الطبيب تشمل التاريخ الطبي للطفل ، والتاريخ الطبي للأسرة أيضاً ، وأية بيانات أخرى تساعد الطبيب في تكوين صورة شاملة لحالة الطفل ، سعياً إلى مزيد من الدقة في عملية التشخيص في قسمها الطبي .

ومن الاختبارات الأخرى التي تجرى للكشف عن الشلل المخي،الاختبارين التاليين:
(1) اختبار "إبجار" Apgar scale
نسبة إلى العالمة الأمريكية في مجال التخدير " فرجينيا إبجار" Virginia Apgar وهناك العديد من مستشفيات الولادة التي تستخدم اختبار أو تقديرات إبجار Apgar scores لتقييم الوضع الجسمي للوليد. ويجرى هذا الاختبار بعد دقيقة واحدة من الولادة ، ثم بعد خمس دقائق، ويتم تقييم الوليد في خمسة أبعاد هي: نبضات القلب، و التنفس، و التوتر العضلي واستجابة باطن القدم كأحد ردود الفعل الانعكاسية وأخيرا لون الوليد.
ويمكن عرض هذه التقديرات من خلال الجدول التالي:
أبعاد التقدير والدرجة المقابلة صفر درجة واحدة درجتان
نبضات القلب حول المعدل الطبيعي بطيئة (أقل من مائة نبضة في الدقيقة) سريعة ( أكثر من مائة نبضة في الدقيقة)
التنفس حول المعدل الطبيعي بكاء ضعيف صراخ قوي
التوتر العضلي انخفاض مستوى التوتر بعض الانقباض في العضلات العضلات منقبضة جدا
استجابة القدم لا استجابة بعض الحركة يصرخ ويسحب قدمه
اللون أزرق شاحب لون الجسم وردى
لون الأطراف زرقاء وردى اللون بالكامل
فإذا كانت الدرجة الكلية التي يحصل عليها الطفل تسع أو عشر فهذا يعني أنه بحالة جيدة، أما إذا كانت درجته أربعة أو أقل فذلك يعني أن الطفل في حالة خطرة ، وأنه في حاجة إلى تدخل طارئ وقد تكون الدرجة المنخفضة نتيجة أن الطفل يواجه صعوبات مؤقتة. أما إذا أعيد تطبيق الاختبار بعد خمس دقائق، أو عشر دقائق و بقيت الدرجة منخفضة فذلك يعني أن الطفل يعاني من تلف نيرولوجي أي في الجهاز العصبي (جمال الخطيب، 2003: 94).

(2) فحص السائل الأمينوسي Amniocentesis
السائل الأمينوسي Amniotic Fluid سائل يحتوى على نسبة كبيرة من الزلال يطفو فيه الجنين محاطا بكيس من الأغشية الجنينية في الرحم. ويوفر السائل الأمينوسي للجنين الحماية كما يوفر له بيئة ذات درجة حرارة ثابتة وعادة ما تتراوح كمية هذا السائل بين 500- 1500 مليلترا ( المليلتر جزء من ألف من اللتر). أما زيادة هذا السائل أو نقصانه عن هذا المعدل أو تغير لونه فهو عادة علامة على وجود شذوذ أو جانب من جوانب اللاسواء في نمو الجنين (جابر وكفافي، 1988: 155).
وأما فحص السائل الأمينوسي (أو فحص الجنين أمنيونيا) فهي طريقة في فحص كروموزمات (صبغيات) خلايا الجنين التي نحصل عليها من السائل الأمينوسي خلال فترة الحمل. وإذا حصلنا على عينة من هذا السائل بعد مضي اثنا عشر أسبوعاً على الحمل، فإننا بفحصه يمكن أن نقف على جنس الجنين وعلى معلومات أخرى من قبيل الشك في وجود شذوذ كروموزومي في نمو الجنين ، أو الكشف عن بعض الأمراض مثل الهيموفيليا، وفقر الدم المنجلي، وتشوهات القناة العصبية. وعلى أي حال، هذا الفحص ينطوي على بعض المخاطر أحيانا ولاينصح باستخدامه إلا إذا كانت هناك مؤشرات حقيقية على أن الجنين في حالة خطرة.

ثانياً : التشخيص التربوي النفسي :
هو القسم الثاني المكمل للتشخيص الطبي ، وفيه يتم تقييم جوانب النمو العقلي المعرفي والنفسي للطفل حتى يكون بالإمكان التعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف في هذه الجوانب ، ويمكن من خلال هذه الإجراءات التعرف على المشكلات أو الإعاقات المصاحبة للشلل المخي ، تلك التي تتعلق بالجانبين العقلي المعرفي والانفعالي.
ومن المعروف أن الذي يقوم بعملية التشخيص التربوي والنفسي الأخصائي النفسي ، وأخصائي التربية الخاصة، والأخصائي الاجتماعي ، وأخصائي عيوب النطق واضطرابات الكلام ، وغيرهم ممن تستدعي حالة الطفل تدخلهم ، أما الإجراءات والاختبارات التي تستخدم في هذا التشخيص فهي على النحو التالي :
(1) اختبار ذكاء يتم تقديمه - بطبيعة الحال - بشكل فردي ، في محاولة لتحديد مستوى القدرة العقلية العامة للطفل المصاب بهدف تأكيد أو نفي وجود تخلف عقلي كإعاقة مصاحبة للإصابة بالشلل المخي ، ويجب أن يشار هنا إلى ضرورة أن يكون الاختبار مناسباً لعمر الطفل الزمني ومقنناً على بيئة الطفل أو المجتمع الذي ينتمي إليه . وأن يقوم بتطبيق الاختبار شخص مدرب قادر على تطبيق الاختبار ، وتصحيحه ، وتفسير نتائجه .
(2) اختبار يقيس السلوك التكيفي لدى الطفل وذلك لتحديد نقاط القوة أو جوانب القصور في مجال الحياة اليومية للطفل المصاب ، ومدى تأثير الإصابة بالشلل المخي على الأداء الوظيفي الحياتي للطفل .
(3) اختبارات تقيس تحصيل الطفل في المهارات الأكاديمية الأساسية ، والتي تشمل القراءة والكتابة والحساب ، وذلك لتحديد جوانب القوة وجوانب القصور في التحصيل لدى الطفل المصاب بالشلل المخي .
(4) اختبارات تقيس الجوانب السلوكية والانفعالية ؛ وذلك للتعرف على نواحي الاضطراب التي تظهر لدى الطفل المصاب .
(5) اختبارات تقيس الإدراك الحركي ، وذلك لتعرف على الإدراك البصري ، والإدراك السمعي ، أو التآزر بهدف التأكد من وجود صعوبات في تنظيم وتفسير الإحساسات البصرية ، والإحساسات السمعية ، أو الصعوبات في الاتساق بين المثيرات السمعية والبصرية ، والحركة ، خاصة فيما يتعلق بالنشاط الذي يحتاج إلى استخدام العضلات الدقيقة .
(6) اختبارات تقيس عيوب النطق وغيوب اللغة ، وذلك من أجل تحديد مشكلات التواصل التي يعاني منها الطفل المصاب ، وخاصة تقييم قدرة الطفل على نطق الكلمات بشكل صحيح وهي تكون عيوباً ناتجة عن العجز عن التحكم في العضلات المسؤولة عن النطق .
وختاماً ، يتعين القول أن عمل جميع الأخصائيين في كل من التشخيص الطبي والتشخيص التربوي النفسي عمل متكامل ، ويجب أن يكون على شكل فريق متعدد التخصصات ، مهمته الوصول ليس فقط إلى معرفة ما إذا كان الطفل مصاباً بالشلل المخي وحسب ، وإنما أيضاً تقييم جوانب ومظاهر نموه المختلفة من أجل الإحالة ، وتصميم البرامج العلاجية والتربوية والتأهيلية المناسبة للطفل ، ذلك أن عملية التشخيص ليست هدفاً في حد ذاتها ، إنما هي وسيلة للوصول إلى التدخل العلاجي الملائم وإلى التدخل التربوي الذي يتفق وطبيعة إصابة الطفل .

من كتاب - التقييم والتشخيص في التربية الخاصة
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن سيد سليمان
الدكتور أشرف عبد الحميد
الدكتور إيهاب الببلاوي

الجمعة، 16 يوليو 2010

اهمية التعرف على اسلوب الطفل التوحدي في التعلم


الدكتور ستيفن ايديلسون
ترجمة : ياسر الفهد - والد طفل توحدي


أوضح الدكتور ستيفن ايديلسون من مركز دراسات التوحد, سالم, اوريغون: ان اساليب التعلم هو مفهوم يحاول وصف الطرق التي يحصل بها الناس على معلومات عن البيئة المحيطة بهم. فالناس يمكن ان يتعلموا عن طريق النظر والسمع وـ او عن طريق لمس او توقع شيئ سريعا . فمثلا النظر الى كتاب مصور او قراءة كتاب مصور او قراءة كتاب نصوص يتطلب التعلم عن طريق النظر او الاستماع الى محاضرة حية او على شريط فيديو يتطلب التعلم عن طريق الاستماع وان الضغط على الازرار لمعرفة كيفية تشغيل الفيديو يتطلب التعلم.
وبصفة عامة يتعلم معظم الناس مستخدمين اثنين او ثلاثة من طرق التعلم، ومن المهم ان الناس يمكنهم تقييم مصالحهم الخاصة وطرق حياتهم لتحديد الطرق التي يحصلون بها على كثير من معلوماتهم عن بيئتهم، وبالنسبة لي انا عندما اقرأ كتابا يمكنني بسهولة ان افهم النص، وفي المقابل يصعب علي الاستماع الى تسجيل شريط صوتي لذلك الكتاب ـ اذ لا يمكنني متابعة سير القصة. وهكذا فانني اكثر تعلما عن طريق النظر، ومتوسط ويمكن ان اكون ضعيفا في التعلم عن طريق السماع. وفيما يتعلق بالتعلم السريع فإنني جيد جدا في اخذ الاشياء جانبا لتعلم كيفية عملها، مثل المكنسة الكهربائية او الكمبيوتر."

وقد تؤثر طريقة الانسان في التعلم على حسن ادائه في اي عرض تعليمي خاصة من المرحلة الابتدائية للثانوية ثم الكلية. وتتطلب المدارس عادة كل من التعلم السمعي (الاستماع للمعلم) والتعلم المرئي (قراءة كتاب مثلا )، واذا كان المرء ضعيفا في احدى هاتين الطريقتين من مصادر التعليم فسيعتمد بصورة اكبر على قوته (فمثلا المتعلم عن طريق النظر قد يدرس نص الكتاب اكثر من الاعتماد على محتوى المحاضرة).. وباستخدام هذا المنطق يكون الشخص الضعيف في كلتا الطريقتين البصرية والسمعية قد يواجه صعوبة في المدرسة، اضافة لذلك فان طريقة التعلم يواجه صعوبة في المدرسة، اضافة لذلك فان طريقة تعلم الشخص قد تصاحبها مهنته الخاصة به، فمثلا نجد الافراد النشطين في التعلم يميلون الى المهن يشغلون فيها ايديهم مثل تنظيم الرفوف او الميكانيكا او الجراحة او النحت، اما الذين يتعلمون عن طريق المشاهدة فقد يميلون الى المهن التي يستعملون فيها معالجة المعلومات المرئية مثل معالجة المعلومات او الفن او المعمار او تصنيف القطع المصنعة، اضافة الى ذلك فان الذين يتعلمون بالسماع قد يميلون الى المهن التي تتطلب التعامل مع المعلومات المسموعة مثل البائعين والقضاة والموسيقيين والمشغلين والنادلين او النادلات.

واستنادا على خبرتي وخبرات زملائي يبدو ان الافراد التوحديين يميلون اكثر للاعتماد على اسلوب واحد للتعلم، وبملاحظة الشخص قد يستطع المرء تحديد اسلوب تعلمه الاول، فمثلا :
o اذا كان الطفل التوحدي يستمتع بالنظر الى الكتب - صور الكتب مثلا - ومشاهدة التلفزيون - بصوت او بدون صوت- ويميل الى امعان النظر في الناس والاشياء فانه قد يكون متعلما بالمشاهدة.
o واذا كان الطفل التوحدي يتكلم بصورة زائدة ويستمتع بكلام الناس معه ويفضل الاستماع الى الراديو او الموسيقى فقد يكون متعلما بالسماع
o اما اذا كان الطفل التوحدي باستمرار يأخذ الاشياء ويفرزها جانبا ويفتح ويغلق كل الادراج ويضغط على الازرار فقد يتضح من ذلك انه نشط او يتعلم بالممارسة اليدوية.
o بمجرد تحديد طريقة تعلم الشخص فان الاعتماد بعد ذلك على هذه الوسيلة للتعليم يمكن ان تزيد امكانية تعلمه بشكل كبير جدا ، واذا كان الشخص غير متأكد من اي طريقة من الطرق يتعلم بها الطفل او يعلم مجموعة بطرق تعليم مختلفة فان افضل طرق التعليم يمكن ان يكون استعمال الاساليب الثلاثة معا ، فمثلا عند تدريس معنى كلمة (جلي) يمكن للواحد ان يعرض عبوة وقارورة جلي (تعليم بصري), ويصف خصائصه مثل لونه وتركيبه واستعماله (تعليم سمعي)، وبعد ذلك يدع الشخص بلمسه ويتذوقه - تعليم حركي
o احدى المشكلات الشائعة لدى الاطفال التوحديين هي الجري (الركض) داخل حجرة الدراسة وعدم الاصغاء للمعلم، فهذا الطفل قد لا يتعلم بالسماع ولهذا فانه لا يصغي لكلام المعلم، فاذا كان الطفل حركي التعليم يمكن للأستاذ ان يضع يديه على كتفي هذا الطفل ويوجهه الى كرسيه، او يأخذه لمركز دراسة التوحد، ويريه كرسيه او يسلمه صورة كرسي ويومئ له بالجلوس.
وان تدريس طريقة تعليم الطالب قد تترك اثرا على امكانية او عدم امكانية اصغائه للمعلومات المقدمة ومعالجتها، وهذا بدوره يمكن ان يؤثر على اداء الطفل في المدرسة اضافة الى سلوكه، لذى من المهم ان يحدد المعلمون طريقة التعليم فور دخول الطفل التوحدي الى المدرسة وان يكيفوا طرق تدريسهم حسب قدرات الطالب، وهذا سيضمن الفرصة الاكبر للطفل التوحدي للنجاح في المدرسة

خصائص الأطفال التوحديين


من كتاب / الولد المختلف - ريم نشابة معوض

لطفل التوحد بعض الخصائص التي لاتجتمع بالضرورة في فرد واحد عادةً ، يكون الطفل المتوحد جذاب الشكل ، قد يكون أقصر قامة من زملائه - خاصة من عمر 2 ــ 7 سنوات.
ومن الممكن تقسيم خصائص الطفل التوحدي كالتالي :
o الخصائص الاجتماعية
o الخصائص اللغوية
o الخصائص الحسية والإدراكية
o الخصائص السلوكية
o الخصائص العاطفية والنفسية

أ ـ الخصائص الاجتماعية
عدم الاهتمام بالآخرين وعدم الاستجابة لهم وهو أول ما يلاحظه الأهل عند الأهل عند طفلهم التوحدي . ويعاني الطفل التوحدي قصوراً في التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية ويتميز بالسلوكيات التالية :
o عدم الارتباط بالآخرين .
o عدم النظر إلى الشخص الآخر وتجنب تلاقي الأعين .
o عدم إظهار إحساسه .
o عدم قبوله بأن يحضنه أحد أو يحمله أو يدلله إلا عندما يرغب في ذلك .
ويكون الطفل التوحدي أحياناً غير قادر على تمييز الأشخاص حتى المهمين منهم في حياته وأحياناً لا يطور علاقاته حتى مع أهله لأنه يهتم بالأشياء أكثر من الأشخاص ، وقد أكدت الأبحاث أن تدريب المتوحدين على مهارات اجتماعية في ظروف معينة يساعدهم على تحسين تواصلهم الاجتماعي مع الآخرين .

ب ـ الخصائص اللغوية
يعد القصور اللغوي من الخصائص المميزة للمتوحدين رغم أن تطورهم اللغوي يختلف من حالة إلى أخرى فبعض المتوحدين يصدرون الأصوات فقط وبعضهم يستخدم الكلمات فقط وبعضهم يستخدم كلمات قليلة وبعضهم الآخر يردد الكلمات أو الأسئلة المطروحة عليه .
إن هذا القصور اللغوي لا ينتج عن عدم الرغبة في الكلام إنما عن خلل وظيفي في المراكز العصبية المتعلقة بتطوير اللغة والكلام ، لذلك لا يتوصل الطفل التوحدي أحياناً إلى التعبير بطريقة واضحة ومفهومة حتى بعد تدريبه على ذلك وهذا ما يزيد من انغلاقه في عالمه الخاص .

ج ـ الخصائص الحسية والإدراكية
يعاني الطفل التوحدي قصوراً حسياً وإدراكياً ، وهو لايدرك أحياناً مرور شخص أمامه أو أي مثير خارجي ، وفد لا يتأثر حتى إذا وجد وحده مع أشخاص غرباء .
أما بالنسبة للإدراك الحسي فهو غالباً ما لا يشعر بالألم ، لذا فهو أحياناً قادر على إيذاء نفسه - مثلاً طرق رأسه ، ضرب نفسه ... - وأحياناً يؤذي بعض المتوحدين غيرهم بالعض أو الخدش من دون سبب معين .
أما بالنسبة إلى تأثره وانزعاجه الشديد من الأصوات العالية فهو حساس جداً للمثيرات والأصوات الخارجية ، مما يجعله مضطرباً من دون أن يقدر على التعبير عن اضطرابه .

د ـ الخصائص السلوكية
يكون سلوك الطفل التوحدي متكرراً وثابتاً وقسرياً ، فهو يتعلق بأشياء لا مبرر لها ، وهو أحياناً يقوم بحركات نمطية ساعات من دون تعب وخاصة حين يترك وحده من دون إشغاله بنشاط معين ، وقد ينزعج الطفل التوحدي من التغير في أشياء رتبها وصفها بشكل منتظم فيضطرب ويلجأ إلى الضرب والصراخ وتكرار حركات عدوانية من الصعب جداً إيقافه عنها .

هـ ـ الخصائص العاطفية والنفسية
إضافة إلى الخصائص السلوكية يتميز الطفل التوحدي برفض أي تغير في الروتين وغالياً ما يغضب ويتوتر عند حدوث أي تغير في حياته اليومية لأنه يحتاج إلى رتابة واستقرار وقد يؤدي تغيير بسيط في ثيابه أو فرشاة أسنانه أو وقت طعامه إلى حالة توتر وغضب وبكاء وقد يعاني إيضاً إضافة إلى نوبات الغضب نوبات صرع تكون خفيفة جداً خلال بضع ثواني ، وقد يلاحظ عليه إيضاً تغير مفاجيء في المزاج ؛ فأحياناً يبكي وأحياناً يضحك ولكنه غير قادر على التعبير بالكلام .

المصدر : منتدى الخليج

برامج التدخل العلاجي والتأهيلي للذاتويين Autism


إعداد - عبد الحليم محمد عبد الحليم

مقدمة :-
يعد إضطراب الذاتوية من اشد واصعب إضطرابات النمو لما له من تأثير ليس فقط على الفرد المُصاب به وإنما أيضا على الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه وذلك لما يفرضه هذا الاضطراب على المصاب به من خلل وظيفي يظهر في معظم جوانب النمو" التواصل , اللغة , التفاعل الاجتماعي ، الإدراك الحسي و الانفعالي" مما يُعيق عمليات النمو وإكتساب المعرفة وتنمية القدرات والتفاعل مع الآخرين . لذلك يُعد التدخل العلاجي والتأهيلي للذاتويين أمراً في غاية الأهمية ينبغي أن تتكاتف من أجله جهود الأفراد والمؤسسات والمجتمعات .
وحتى يكون التدخل العلاجي فعالاً ويؤتى ثماره ينبغي أن يبدأ مبكراً لأن الكشف والتشخيص المبكر والمبادرة بتنفيذ برنامج العلاج والتأهيل المناسب يوفر فرصاً أكثر فاعليه للشفاء المستهدف أو تخفيف شدة الأعراض وعلى العكس من ذلك فإن التأخر في التدخل العلاجي يؤدى إلى تدهور أكثر وزيادة شدة الأعراض أو ظهور أعراض أخرى مختلفة تحد كثيرا من فاعلية برامج التدخل العلاجي والتأهيلي حيث تُشير الأبحاث إلى أن التدخلات العلاجية التي تحدث قبل سن الخامسة تكون أكثر فاعليه وأكثر تأثيراً في نمو الطفل الذاتوى .

مبادئ التدخل العلاجى :
هناك مجموعة من المبادئ التي ينبغي يجب مراعاتها في إستخدام أى برنامج علاجي وهى :
1- التركيز على تطوير المهارات وخفض المظاهر السلوكية غير التكيفية .
2- تلبية الاحتياجات الفردية للطفل وتنفيذ ذلك بطريقة شمولية ومنتظمة وبعيدة عن العمل العشوائي .
3- مراعاة أن يكون التدريب بشكل فردى وضمن مجموعة صغيرة .
4- مراعاة أن يتم العمل على مدار العام .
5- مراعاة تنويع أساليب التعليم .
6- مراعاة أن يكون الوالدين جزءً من القائمين بالتدخل .

أساليب التدخل العلاجي والتأهيلي :
أولاً : أساليب التدخل النفسي
ثانيا : أساليب التدخل السلوكي
ثالثاً : أساليب التدخل الطبي
رابعاً : أساليب العلاج بالفيتامينات
خامساً : أساليب العلاج بالحمية الغذائية
تعددت النظريات التي حاولت تفسير أسباب الذاتوية ومع تعدد هذه النظريات تعددت أيضاً الأساليب العلاجية المُستخدمة في التخفيف من أثار الذاتوية العديدة والمتنوعة . ومن هذه الأساليب العلاجية ما هو قائم على الأسس النظرية للتحليل النفسي ومنها ما هو قائم على مبادئ النظريات السلوكية وهناك تدخلات علاجية قائمة على استخدام العقاقير والأدوية كما توجد بعض التدخلات القائمة على تناول الفيتامينات أو على الحمية الغذائية .
ولكن بالرغم من ذلك ينبغي التنويه إلى أن التدخلات العلاجية التي سوف نستعرضها بعضها ذا طابع علمي لم تثبت جدواه بشكل قاطع وبعضها ذا طابع تجارى وما زال يعوزها الدليل على نجاحها .
كما يجب التأكيد على أنه لا يوجد طريقة أو علاج أو أسلوب واحد يمكن ينجح مع الأشخاص الذاتويين كما أنه يمكن إستخدام أجزاء من طرق علاج مختلفة لعلاج طفل واحد .

أولاً : أساليب التدخل النفسي
حاول ليوكانر Leo Kanner 1943 وهو أول من أكتشف الذاتوية تفسير الذاتوية فرأى أن السبب يرجع إلى وجود قصور في العلاقة الانفعالية والتواصلية بين الوالدين (وبخاصة الأم) والطفل وبذلك نُظر للآباء خلال عقدين من الزمن على أنهم السبب في حدوث إضطراب الذاتوية لدى أطفالهم .
ولذلك ظهرت الطرق والأساليب النفسية في علاج الذاتوية وقد اعتمدت هذه الطرق النفسية على فكرة أن النمو النفسي لدى الطفل يضطرب ويتوقف عن التقدم في حالة ما إذا لم يعيش الطفل حالة من التواصل و الانفعال الجيد السوي في علاقة مع الأم .
ويُركز العلاج النفسي على أهمية أن يخبر الطفل علاقات نفسيه وانفعاليه جيدة ومشبعة مع الأم ، كما أنه لا ينبغي أن يحدث احتكاكا جسديا مع الطفل وذلك لأنه يصعب عليه تحمله في هذه الفترة كما أنه لا ينبغي دفعه بسرعة نحو التواصل الاجتماعى لأن أقل قدر من الإحباط قد يدفعه إلى استجابات ذهانية حادة .
ومن رواد هذا النوع من العلاج نجد ميلانى كلاين Melany Klien و برونوبتلهيلم Betteelheim ومرشانت Merchant وقد تحمسوا للأسلوب النفسي في علاج الذاتوية وأشاروا إلى وجود تحسن كبير لدى الحالات التي عُولجت باستخدام الأساليب النفسية ، إلا أن هناك بعض الباحثين الذين رأوا أن العلاج النفسي باستخدام فتيات التحليل النفسي في علاج الذاتوية له قيمة محدودة ويمكن أن يكون مفيدا للأشخاص الذاتويين ذوى الأداء الوظيفي المرتفع ، كما أنه لم يتم التوصل إلى أدنى إثبات على أن تلك الأساليب النفسية كانت فعالة في علاج أو في تقليل الأعراض .
كما يُقدم العلاج النفسي القائم على مبادئ التحليل النفسي لأباء الأطفال الذاتويين على اعتبار أنهم السبب وراء مشكلة أطفالهم حتى يتسنى لهم مساعدة أطفالهم بصورة غير مباشرة

ثانيا : أساليب التدخل السلوكي :-
تعد برامج التدخل السلوكي هي الأكثر شيوعا واستخداما في العالم حيث تركز البرامج السلوكية على جوانب القصور الواضحة التي تحدث نتيجة الذاتويه وهى تقوم على فكرة تعديل السلوك المبنية على مكافأة السلوك الجيد أو المطلوب بشكل منتظم مع تجاهل مظاهر السلوك الأخرى غير المناسبة كلياً . وتكمن أهمية أساليب التدخل السلوكي في :
أ- أنها مبنية على مبادئ يمكن أن يتعلمها الناس غير المهنيين ويطبقونها بشكل سليم بعد تدريب وإعداد لا يستغرقان وقتاً طويلاً .
ب- يمكن قياس تأثيرها بشكل علمي واضح دون عناء كبير أو تأثير بالعوامل الشخصية التي غالباً ما تتدخل في نتائج القياس .
ج- نظراً لعدم وجود اتفاق على أسباب حدوث الذاتوية فإن هذه الأساليب لا تُعير إهتماما للأسباب وإنما تهتم بالظاهرة ذاتها .
د- ثبت من الخبرات العملية السابقة نجاح هذا الأسلوب في تعديل السلوك .

أنواع التدخلات العلاجية السلوكية :
1- برنامج لوفاس Young Autistic Program (YAP)
2- برنامج معالجة وتعليم الذاتويين وذوى إعاقات التواصل(( TEACCH
3- التدريب على المهارات الاجتماعية (SST) Social Skills Training
4- برنامج استخدام الصور في التواصل (PECS)
5- العلاج بالحياة اليومي (مدرسة هيجاشDaily Life Therapy DLT ( :
6- التدريب على التكامل السمعي Auditory Integration Training(ALT) :
7- العلاج بالتكامل الحسي Sensory Integration Therapy (SIT) :
8- التواصل الميسر Facilitated Commumication(FC) :
9- العلاج بالمسك أو الاحتضان Holding Therapy(HT) :
10- العلاج بالتدريبات البدنية Physical Exercise(PE) :
11- التعليم الملطف Gentle teaching(GT) :
12- العلاج بالموسيقى Music Therapy (MT) :

1- برنامج لوفاس Young Autistic Program (YAP) :
ويُسمى أحياناً بالعلاج التحليلى السلوكي أو تحليل السلوك Behavior Analysis Therapy ومبتكر هذا الأسلوب العلاجي هو Ivor Lovaas في عام 1978 وهو أستاذ الطب النفسي بجامعة لوس أنجلوس وهذا النوع من التدخل قائم على النظرية السلوكية والاستجابة الشرطية بشكل مكثف فيجب ألا تقل مدة العلاج عن (40) ساعة في الأسبوع ولمدة عامين على الأقل ، ويُركز هذا البرنامج على تنمية مهارات التقليد لدى الطفل وكذلك التدريب على مهارات المطابقة Matching وأستخدم المهارات الاجتماعية والتواصل .
وتُعتبر هذه الطريقة مكلفة جداً نظراً لارتفاع تكاليف العلاج ، كما أن كثير من الأطفال يؤدون بشكل جيد في المدرسة أو العيادة ولكنهم لا يستخدمون المهارات التي إكتسبوها في حياتهم العادية . وبالرغم من ذلك فهناك بعض البحوث التي أشارت إلى النجاح الكبير الذي حققه إستخدام هذا البرنامج في مناطق كثيرة من العالم

2- برنامج معالجة وتعليم الذاتويين وذوى إعاقات التواصل(( TEACCH
Treatment and Education of Autistic and Related Communication Handicapped Children
وهذا البرنامج من إعداد ايريك شوبلر وزملائه في ولاية نورث كارولينا في أوائل السبعينات ويشتمل البرنامج على مجموعة من الجوانب العلاجية اللغوية والسلوكية ويتم التعامل مع كل منها بشكل فردى .
كما يقدم أيضاً هذا البرنامج خدمات التشخيص والتقييم لحالات الذاتويين وكذلك يقدم المركز القائم على هذا البرنامج وهو TEACCH Division في جامعة نورث كارولينا خدمات استشارية فنية للأسر والمدارس والمؤسسات التي تعمل في مجال الذاتوية والإعاقات المشابهة . ويُعطى برنامج TEACCH إهتماما كبيراً للبناء التنظيمي للعملية التعليمية Structured Learning الذي يؤدى إلى تنمية مهارات الحياة اليومية والاجتماعية عن طريق الإكثار من إستخدام المثيرات البصرية التي يتميز بها الشخص الذاتوى .
ويعتبر أهم الوحدات البنائية القائم عليها البرنامج هي : تنظيم الأنشطة التعليمية - تنظيم العمل - جدول العمل . استغلال وظيفي متكامل للوسائل التعليمية .
ويمتاز برنامج TEACCH بأنه طريقة تعليمية شاملة لا تتعامل مع جانب واحد كاللغة أو السلوك فقط بل تقدم تأهيلاً متكاملاً للطفل كما تمتاز بأنها طريقة مصممة بشكل فردى على حسب إحتياجات كل طفل حيث يتم تصميم برنامج تعليمي منفصل لكل طفل بحيث يُلبى إحتياجات هذا الطفل .
وبالرغم من الانتشار الواسع الذي حققه برنامج TEACCH في العالم إلا أنه مازال في حاجة إلى إثبات فاعليته من خلال بحوث ميدانية علمية تطبيقية فلم تجرى المؤسسات والمراكز العلمية مقارنة بين فاعلية هذا البرنامج والبرامج العلاجية الأخرى .

3- التدريب على المهارات الاجتماعية (SST) Social Skills Training
ويشتمل التدريب على المهارات الاجتماعية على عدد واسع من الإجراءات والأساليب التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذاتويين على التفاعل الاجتماعي . ويرى أنصار هذا النوع من العلاج أنه بالرغم من أن التدريب على المهارات الاجتماعية يُعتبر أمراً شاقاً على المعلمين والمعالجين السلوكيين إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية وضرورة التدريب على المهارات الاجتماعية باعتبار أن المشاكل التي يواجهها الذاتويين في هذا الجانب واضحة وتفوق في شدتها الجوانب السلوكية الأخرى وبالتالي فإن محاولة معالجتها لأبد وأن تمثل جزءً أساسياً من البرامج التربوية والتدريبية .
وهذا النوع من التدخلات العلاجية مبنى على عدد من الافتراضات وهى :
أ - إن المهارات الاجتماعية يمكن التدريب عليها في مواقف تدريبية مضبوطة وتُعمم بعد ذلك في الحياة الاجتماعية من خلال انتقال أثر التدريب .
ب- إن المهارات اللازمة لمستويات النمو المختلفة يمكن التعرف عليها ويمكن أن تُعلم مثل تعليم مهارة كاللغة أو المهارات الاجتماعية واللعب الرمزي من خلال التدريب على مسرحية درامية .
ج- إن القصور الاجتماعي Social Deficit ينتج من نقص المعرفة بالسلوكيات المناسبة ومن الوسائل التي يمكن إستخدامها في التدريب على المهارات الاجتماعية القصص ، تمثيل الأدوار ، كاميرا الفيديو لتصوير المواقف وعرضها بالإضافة إلى التدريب العملي في المواقف الحقيقة .
وبشكل عام يمكن القول بأن التدريب على المهارات الاجتماعية أمراً ممكناً على الرغم مما يُلاحظه بعض المعلمين أو المدربين من صعوبة لدى بعض الذاتويين تحول بينهم وبين القدرة على تعميم المهارات الاجتماعية التي تدربوا عليها فى مواقف أخرى مماثلة أو نسيانها وفى بعض الأحيان يبدو السلوك الاجتماعي للطفل الذاتوى متكلف وغريب من وجهة نظر المحيطين به لأنه تم تعلمه بطريقة نمطية ولم يُكتسب بطريقة تلقائية طبيعية .

4- برنامج استخدام الصور في التواصل (PECS) Picture Exchange Communication System :
يتم في هذا البرنامج إستخدام صور كبديل عن الكلام ولذلك فهو مناسب للشخص الذاتوى الذي يعانى من عجز لغوي حيث يتم بدء التواصل عن طريق تبادل صور تُمثل ما يرغب فيه مع الشخص الآخر (الأب , ألام ، المدرس ) حيت ينبغي علي هذا الآخر أن يتجاوب مع الطفل و يُساعده علي تنفيذ رغباته و يستخدم الطفل في هذا البرنامج رموزاً أو صوراً وظيفية رمزية في التواصل ( طفل يأكل , يشرب ، يقضي حاجته ،يقرأ ، في سوبر ماركت ، يركب سيارة ......الخ ) .
و هذا الأسلوب يعكس أحد أساليب التواصل للأطفال الذاتويين الذين يعانون من قصور وسائل التواصل اللفظي و غير اللفظي و قد نشأت فكرة هذا البرنامج عن طريق Bondy Frost في عام 1994 حيث إبتكر هذا البرنامج الذي يقوم علي إستخدام الشخص الذاتوي لصورة شئ يرغب في الحصول عليه و يقدم هذه الصورة للشخص المتواجد أمامه الذي يلبي له ما يرغب .
و يُبني هذا البرنامج علي مبادئ المدرسة السلوكية في تطبيقاته مثل التعزيز ، التلقين ، التسلسل العكسي ...... و غيرها . و لا تقتصر فائدة برنامج PECS علي تسهيل التواصل فقط بل أيضا يُستخدم في التدريب والتعليم داخل الفصل .

5- العلاج بالحياة اليومي (مدرسة هيجاشDaily Life Therapy DLT ( :
ابتُكر هذا الأسلوب من العلاج عن طريق دكتورة Kiyo Kitahara من اليابان ولها مدرسة في ولاية بوسطن تحمل هذا الاسم ويطلق على هذا الأسلوب اسم مدرسة هيجاش وهى كلمة باليابانية تعنى الحياة اليومية وهذا النوع من العلاج ينتشر في اليابان ويتم بشكل جماعي ويقوم على افتراض مؤداه أن الطفل المصاب بالذاتوية لدية معدل عالي من القلق ، ولذلك يُركز هذا البرنامج على التدريبات البدنية (تدريب بدنى تطلق فيه الاندروفينات Endorphins التي تحكم القلق والإحباط) بالإضافة إلى كثير من الموسيقى والدراما مع السيطرة على سلوكيات الطفل غير المناسبة وإهتمام أقل قدر بتنمية المهارات التواصلية التلقائية أو تشجيع الفردية ولكن هذا النوع من العلاج ما زال موضع بحث ولم يتم التأكد بعد من مدى فاعليته .

6- التدريب على التكامل السمعي Auditory Integration Training(ALT) :
وقد ابتكر هذه الطريقة Berard 1993 وقد افترض في هذا النوع من التدريب أن الأشخاص الذاتويين مصابين بحساسية في السمع (فهم إما مفرطين في الحساسية أو عندهم نقص في الحساسية السمعية) ولذلك فإن طريقة العلاج هذه تقوم على تحسين قدرة السمع لدى هؤلاء عن طريق عمل فحص سمع أولاً ثم يتم وضع سماعات إلى آذان الذاتويين بحيث يستمعون لموسيقى تم تركيبها بشكل رقمي (ديجيتال) بحيث تؤدى إلى تقليل الحساسية المفرطة أو زيادة الحساسية في حالة نقصها .
ويشمل الاستماع لهذه الموسيقى مدة (10) ساعات بواقع جلستين يومياً كل جلسة لمدة (30) دقيقة . وهذا النوع من التدخل يأمل أنصاره أن يؤدى إلى زيادة الحساسية الصوتية أو السمعية أو تقليلها ويؤدى ذلك إلى تغير موجباً في السلوك التكيفى وينتج نقصاً في السلوكيات السيئة . وقد أجريت بعض البحوث حول التكامل أو التدريب السمعي وقد أظهرت بعض النتائج الإيجابية حينما يقوم بتلك البحوث أشخاص متحمسون لهذا العلاج وتكون النتائج سلبية حينما يقوم بها أطراف معارضون أو محايدون خاصةً مع وجود صرامة أكثر في تطبيق المنهج العلمى.

7- العلاج بالتكامل الحسي Sensory Integration Therapy (SIT) :
أول من بحث في هذا النوع من العلاج هي دكتورة Jane Ayres وهذا العلاج مأخوذ من علم العلاج المهني ويقوم على أساس أن الجهاز العصبي يقوم بربط وتكامل جميع الأحاسيس الصادر من الجسم وبالتالي فإن خللاً في ربط أو تجانس هذه الأحاسيس مثل ( حواس الشم ، السمع ، البصر ، اللمس ، التوازن ، التذوق) قد يؤدى إلى أعراض ذاتوية وهذا النوع من العلاج قائم على تحليل هذه الأحاسيس ومن ثم العمل على توازنها .
ولكن ما يجدر الإشارة إليه هو أنه ليس كل الأطفال الذاتوين يُظهرون أعراضاًً تدل على خلل في التوازن الحسي كما أنه ليس هناك أبحاث لها نتائج واضحة ومثبتة بين نظرية التكامل الحسي ومشكلات اللغة عند الأطفال الذاتويين .

8- التواصل الميسر Facilitated Commumication(FC) :
هذه الطريقة هي إحدى الفنيات المعززة للتواصل للأشخاص غير القادرين على التعبير اللغوي أو لديهم تعبير لغوى محدود ولذلك فهو يحتاج إلى ميسر يزود بالمساعدة الفيزيائية ، فعلى سبيل المثال عند الكتابة على الكمبيوتر يقوم الميسر (الشخص المعالج) بدعم يد الشخص الذاتوى أو ذراعه بينما الفرد الذاتوى يستخدم الكمبيوتر في هجاء الكلمات وهذا النوع من العلاج يُبنى على أساس أن الصعوبات التي تواجه الطفل الذاتوى إنما تنتج من إضطراب الحركة علاوة على القصور الاجتماعي والتواصلي وعلى ذلك فإن المساندة الفيزيائية المبدئية عند تعلم مهارات الكتابة يمكن أن يؤدى في النهاية إلى قدرة على التواصل غير المعتمد على الميسر (الآخر) كما أن هذا الأسلوب يُركز أساساً على تنمية مهارات الكتابة . وقد حظيت هذه الطريقة بإهتمام إعلامي مباشر في وسائل الإعلام الأمريكية ولكن رغم ذلك لم تُشير إلى وجود فروق بين الأداء باستخدام الميسر أو الأداء المستقل بدون إستخدام الميسر .

9- العلاج بالمسك أو الاحتضان Holding Therapy(HT) :
يقوم العلاج بالاحتضان على فكرة أن هناك قلق مُسيطر على الطفل الذاتوى ينتج عنه عدم توازن إنفعالى مما يؤدى إلى إنسحاب إجتماعى وفشل فى التفاعل الاجتماعى وفى التعلم وهذا الانعدام فى التوازن ينتج من خلال نقص الارتباط بين ألام والرضيع وبمجرد استقرار الرابطة بينهما فإن النمو الطبيعي سوف يحدث .
وهذا النوع من العلاج يتم عن طريق مسك الطفل بإحكام حتى يكتسب الهدوء بعد إطلاق حالة من الضيق وبالتالي سوف يحتاج الطفل إلي أن يهدأ وعلى المعالج (الأب،الأم،المدرس ........الخ) أن يقف أمام الطفل ويمسكه في محاولة لأن يؤكد التلاقى بالعين ويمكن أن تتم الجلسة والطفل جالس على ركبة الكبير وتستمر الجلسة لمدة (45) دقيقة والعديد من الأطفال ينزعجوا جداً من هذا الوقت الطويل. وفى هذا الأسلوب العلاجي يتم تشجيع أباء وأمهات الذاتويين على احتضان (ضم) أطفالهم لمدة طويلة حتى وإن كان الطفل يمانع ويحاول التخلص والابتعاد عن والديه ويعتقد أن الإصرار على احتضان الطفل باستمرار يؤدى بالطفل فى النهاية إلى قبول الاحتضان وعدم الممانعة وقد أشار بعض الاهالى الذين جربوا هذه الطريقة بأن اطفالهم بدأو فى التدقيق فى وجوههم وأن تحسناًً ملحوظاً طرأ على قدرتهم على التواصل البصرى كما أفادوا ايضاً بأن هذه الطريقة تساعد على تطوير قدرات الطفل على التواصل والتفاعل الاجتماعى .
ولكن ما يجدر الاشارة اليه هو أن جدوى إستخدام أسلوب العلاج بالأحتضان فى علاج الذاتوية لم يتم إثباتها علمياً .

10- العلاج بالتدريبات البدنية Physical Exercise(PE) :
مؤسس هذه الطريقة هو Rinland 1988 وقد رأى أن الاثارة العضلية النشطة لعدة ساعات يومية يمكن أن تصلح الشبكة العصبية المعطلة وظيفياً ويفترض أنصار هذا الاسلوب أن التدريب الجسمانى العنيف له تأثيرات ايجابية على المشكلات السلوكية حيث أن نسبة 48% من (1286) فرداً من أباء الاطفال الذاتويين قد قرروا أن هناك تحسناً ناتجاً عن التمارين الرياضية حيث لاحظ الاباء نقص فى أنه يحسن مدى الانتباه والمهارات الاجتماعية كما يقلل من سلوكيات إثارة الذات كما يرى بعض الباحثين أن التمارين الرياضية فى الهواء الطلق تؤدى إلى تناقص هام فى إثارة الذات إلى زيادة الاداء الأكاديمى .

11- التعليم الملطف Gentle teaching(GT) :
إستُخدم هذا النوع من العلاج بواسطة McGee فى1985 كنوع من العلاج وقد أشار إلى انه ناجح مع الأفراد ذوى صعوبات التعلم والسلوكيات التى تتسم بالعناد وتهدف هذه الطريقه إلى تقليل سلوكيات المعانده باستخدام اللطف والأحترام تقوم على افتراضين اساسيين هما :
1-ان يتعلم المعالج اللاحترام للحاله الانفعالية للطفل ويتعرف على طبيعة إعاقته بكل ابعادها .
2-ان سلوكيات المعانده او العناد هى رسائل تواصليه قد تُشير الى إضطراب اوعدم راحة او قلق اوغضب.

12- العلاج بالموسيقى Music Therapy (MT) :
هذا النوع يُستخدم فى معظم المدارس الخاصه بالأطفال الذاتويين وتكون نتائجه جيدة فقد ثبت على سبيل المثال أن العلاج بالموسيقى يُساعد على تطوير مهارات انتظار الدور Turntaking وهى مهارة تمتد فائدتها لعدد من المواقف الاجتماعية.
والعلاج بالموسيقى اسلوب مفيد وله اثار إيجابية فى تهدئه الاطفال الذاتويين وقد ثبت أن ترديد المقاطع الغنائية علي سبيل المثال أسهل للفهم من الكلام لدي الاطفال الذاتويين وبالتالى يمكن ان يتم توظيف ذلك والاستفادة منه كوسيله من وسائل التواصل .
و هناك العديد من الاساليب العلاجية الاخري و لكنها الاقل شيوعاً و انتشاراً .

ثالثاً : أساليب التدخل الطبي :
مع ازدياد القناعة بأن العوامل البيولوجية تلعب دوراً في حدوث الاصابة بالذاتوية فإن المحاولات جادة لاكتشاف الادوية الملائمة لعلاجه و حتي الان لا يوجد علاج طبي يؤدي بشكل واضح الي تحسن الاعراض الاساسية المصاحبة للاصابة بالذاتوية ، والعلاج الطبى يمكن أن يقدم المساعدة فى تقليل المستويات المرتفعة من الاثارة والقلق ويقلل من السلوك التخريبى أو التدميرى ولكنه لا يؤثر فى جوانب القصور الاساسية ويمكن أن يؤدى إلى مشكلات أسوأ ولذلك يجب تجنبه إن أمكن ذلك أو أستخدامه بحذر .
ويُركز العلاج الدوائى أو الطبى فى الطفولة المبكرة على أعراض مثل العدائية وسلوك إيذاء الذات فى الطفوله الوسطى والمتأخرة, أما فى المراهقة والرشد وخاصة لدى الذاتويين من ذوى الاداء المرتفع فقد يكون الاكتئاب والوسواس القهرى هى الظواهر التى تتداخل مع أدائه الوظيفى وكل من الخبرة الاكلينيكية والبحث العلمى يظهر أن فاعلية العقار يمكن أن تجعل الشخص الذاتوى أكثر قبولاً للتعلم الخاص أو للمداخل النفسية الاجتماعية وقد تُسير عملية التعلم وهناك العديد من العقاقير التى تُستخدم مع الاطفال الذاتويين مثل العقاقير المنبهة Stimulant Meauiation أو منشطات الأعصاب Neuralpties أو مضادات الاكتئاب Antidepressant والعقاقير المضادة للقلق Antianxiety Medication والعقاقير المضادة للتشنجات Anticpnvulsants .
رابعاً : أساليب العلاج بالفيتامينات Vitamins Treatment :
أشارت بعض الدراسات إلى أن إستخدام العلاج ببعض الفيتامينات ينتج عنه تحسناً فى السلوكيات .
فقد أجريت فى فرنسا دراسة Lelard et al 1982 وأشارت نتائج الدراسة إلى أن العلاج بفيتامين "ب6" ينتج عنه تحسنات سلوكية فى (15) طفل ضمن عينه قوامها (44) طفل ذاتوى وفى دراسات أخرى قام بها Martieau et aL 1988 قررت أن خلط فيتامين "ب6" مع الماغنسيوم Magnesieum يُنتج تحسناً أفضل من إستخدام فيتامين "ب" بمفرده .

خامساً : العلاج بالحمية الغذائية Dietary Treatment (DT) :
اشار بعض الباحثين إلى أن الدور الذى يلعبه الغذاء والحساسية للغذاء فى حياة الطفل الذى يعانى من الذاتوية دور بالغ الاهمية .
وقد كانت Mary Callaha أول من أشار إلى العلاقة بين الحساسية المخية والذاتوية وقد أشارت إلى أن طفلها الذى يعانى من الذاتوية قد تحسن بشكل ملحوظ عندما توقفت عن إعطائه الحليب البقرى .
والمقصود بمصطلح الحساسية المخية هو التأثير السلبى على الدماغ الذى يحدث بفعل الحساسية للغذاء فالحساسية للغذاء تؤدى إلى إنتفاخ أنسجة الدماغ والتهابات مما يؤدى إلى إضطرابات فى التعلم والسلوك ومن أشهر المواد الغذائية المرتبطة بالاضطرابات السلوكية المصاحبة للذاتوية السكر، الطحين ، القمح ، الشيكولاتة ، الدجاج ، الطماطم ، وبعض الفواكة .
ومفتاح المعالجة الناجحة فى هذا النوع من العلاج هو معرفة المواد الغذائية المسببة للحساسية وغالباً ما تكون عدة مواد مسئولة عن ذلك إضافة إلى المواد الغذائية هناك مواد أخرى ترتبط بالاضطرابات السلوكية منها المواد الصناعيه المضافة للطعام والمواد الكيماوية والعطور والرصاص والألومنيوم .
وفى إحدى الدراسات قام بها Rimland 1994 لاحظ فيها أن 50:40% من الأباء الذين شعروا أن أبنائهم قد استفادوا ويرجع السبب كما توضح الدراسة إلى عدم قدرة الجسد على تكسير بروتينات هى الجلوتين Glutem مثل القمح والشعير والكازين Casein والذى يوجد فى لبن الابقار ولبن الأم .
إلا أن هناك العديد من الأباء الذين لاحظوا العديد من التغيرات الدراميه بعد إزالة أطعمه معينة من غذاء أطفالهم .

المـــــــراجــــــع :-
1- إلهامي عبد العزيز (1999) : الذاتوية لدى الأطفال , دراسة نقدية ضمن متطلبات الترقية لدرجة أستاذ في علم النفس . معهد دراسات الطفولة .
2- عثمان لبيب فراج (2001) : توحديون ولكن موهوبين . النشر الدورية لأتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين ، عدد (67) 2 : 26
3- عبد الحليم محمد عبد الحليم : الذاكرة لدى المصابين بالذاتوية . رسالة ماجستير فى علم النفس جامعه عين شمس 2004 .
4 - سايمون كوهين وباتريك بولتون : حقائق عن التوحد ترجمة عبد الله إبراهيم الحمدان سلسلة إصدارات أكاديمية التربية الخاصة . الرياض.
5.Benneto, L. Rogers, S. (1996); Autism spectrum disorders. In James Jacolison, A.M (Eds.) Psychiatric Secrets. New York, Hanly and Belfast, Inc.
6.Campbell, M. & Gueva, J. (1995); Psychopharmacology in child and adolescence psychiatry, a review of the past seven years. Part 2. Journal of The American Academy of Child & Adolescent Psychiatry, Vol. 34, 1234 -1262.
7.David, L. & Martin, E. (1995); Abnormal psychology. Third Edition, New York. London, W. W. Norton & Company.
8.Deuel, R. (2002); Autism: a cognitive developmental riddle. Journal of Pediatric Neurology, May. 26 (5) 349-357.
9.Ellis, K.. & Wing, L. (1990); What is autism? Family Services, The National Autistic Society.
10.Fred, R. Volkmar, (1999); Autism and pervasive developmental disorders. Cambridge Monographs in Child and Adolescent Psychiatry, Cambridge University Press.
11.Green, G.; Brennan, L.; Fein, D. (2002); Intensive behavioral treatment for toddler at high risk for autism. Journal of Behavior Modification, Jan. 26 (1) 69-102.
12.Maurice, C. (1996); Behavioral international for young children with autism. Austin, Texas Pro-Ed.
13.Patricia, A; Jean, B; Brooke, B; Carri, B; Amy, D. (2003); Interdisciplinary assessment of young children with autism spectrum disorder. Language, Speech, and Hearing Services in Schools, Jul. Vol. (34) 194-202.
14.Robert, C. & James, N. (1992); Abnormal psychology and modern life. New York, Harper Collins Publishers Inc.
15.William, H. & Michael, O. (1993); Exceptional children. New York, Merrill, an Imprint of MacMillan Publishing Company.

المصدر -- منتدي كيان

الاضطرابات الحسية وكيفية علاجها لدي الأطفال الذاتويين


إعـــــداد : عبدالحليم محمد عبدالحليم

مقدمة :
يتطور الإنسان وينمو ويُصبح له شخصية مميزة وكيان مستقل ووجهة نظر وقدرة على التعامل مع الحياة بكل صعوباتها من خلال العقل الذي وهبه له الله سبحانه وتعالي ولكن هذا العقل لا يعمل ولا يستطيع العمل إلا من خلال الحواس (السمع ، البصر ، الشم ، التذوق واللمس) التي هي مصدر المعلومات التي تدخل إلى المخ ولكن هذه المعلومات التي تُرسلها الحواس لن يكون لها قيمة ولن تصل إلى المخ إلا من خلال الأعصاب التي تنقل هذه المعلومات من الحواس إلى المخ ، إذن فالمخ والحواس والأعصاب الناقلة للمعلومات الحسية مثلث لابد أن تكتمل أضلاعه الثلاثة حتى يُصبح ما نراه أو نسمعه أو نشمه أو نتذوقه أو نلمسه له قيمة حقيقية وواضح بالنسبة لنا .
أما إذا كان أحد هذه الأضلاع به خلل فلن نكتسب المعلومات بشكل سليم ولن نستطيع الحياة بشكل طبيعي وسوف يتوقف أو يتأخر تطور النمو لدينا . وهذا الأمر هو ما نلحظه لدي العديد من الأطفال الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات غير عادية وشاذة تجاه المثيرات الحسية المختلفة فاستجابتهم تتميز إما بالبرود والتبلد الشديد وإما بالحساسية الزائدة بشكل لا يتناسب مع شدة أو ضعف المُثير فتكون استجاباتهم أكثر أو أقل حدة من استجابة الأطفال الأسوياء فيما يتعلق بالمُثيرات الحسية مثل الأضواء ، الأصوات ، الألم ، الروائح والملامس .

أنواع الحواس :
هناك ثلاثة أنواع من الحواس أو الحساسية وهي الحواس الباطنية العامة المتمثلة في الحاجات العضوية والحواس الباطنية الخاصة المتمثلة في التوتر العضلي والحركة والتوازن والنوع الثالث هو الحواس المستقبلة للمنبهات الخارجية وهي المتعلقة بالبصر ، السمع ، الشم ، المس والتذوق .

(أ) الحواس الباطنية العامة :
هذا النوع من الحواس يظهر في حالة الأحشاء من امتلاء وافراغ معدة ، أمعاء ، مثانة ....، وتنتقل هذه الحواس عن طريق الأعصاب الموجودة في الأجهزة الحشوية من الجهاز الهضمي الموصلة لقشرة المخ ومن مظاهر هذه الحواس الباطنية العامة الجوع ، العطش ، التعب ، الرعشة ، الضيق ، الارتياح ، الإثارة الجنسية ....الخ . وقد ينتج عن اختلال هذا النوع من الحواس أن يفقد الفرد التمييز بين حالتي الجوع والشبع ، أو يفقد الشهية للطعام ، أو البرود والتبلد أو الشعور بالتعب عند القيام بمجهود بسيط جداً أو عدم الشعور بالتعب رغم بذل مجهود شديد جداً .

(ب) الحواس الباطنية الخاصة :
وهذا النوع من الحواس أكثر تميزاً من النوع السابق حيث أن له أعضاء خاصة لاستقبال التنبهات موجودة في العضلات والأوتار والمفاصل وكذلك موجودة في الجزء التوازني من الأذن الداخلية .
وهذا النوع من الحساسية يتأثر بالمنبهات الميكانيكية كالضغط والشدة والاحتكاك والحركة وكل هذه الأمور تتحد في حاسة الحركة والتوازن . ومن مظاهر هذا النوع من الحواس أو الحساسية الإحساس بالضغط العميق والجهد والمقاومة والإحساس بثقل الأجسام والإحساس بوضع الأطراف وحركاتها (المدى ، الاتجاه و السرعة) بالنسبة للجسم ، والإحساس بتوازن الرأس بوضع الجسم وتوازنه بالنسبة إلى قوة الجاذبية (وقوف ، انحناء ، جلوس ، استلقاء و انبطاح) وكذلك الإحساس بتحريك وانتقال الجسم بالنسبة إلى الاتجاهات المكانية فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام وخلف .

(ج) الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية :
هذا النوع من الحواس يتمثل في إحساسنا وإدراكنا للمؤثرات الخارجية والتي تعتمد على كفاءة أجهزة الحواس الخاصة بالسمع ، البصر ، اللمس ، التذوق والشم.
ومن مظاهر هذا النوع من الحواس الإحساس باللمس ، البرودة ، السخونة الطعم المر والحلو ، المالح ، الحامض ، الروائح الذكية ، والكريهة ، روائح التوابل ، تمييز الألوان ، تمييز الأماكن ، الأصوات المرتفعة ، الأصوات الضعيفة ، الموسيقي والغناء ، وغيرها من الكثير من المظاهر الحسية التي تعتمد علي الحواس الخمسة .
وهذا النوع من الحواس وهي الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية هو ما سوف نركز عليه ونوضحه بشكل مفصل

تعريف الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين :-
الاضطراب الحسي هو الخلل أو القصور في أي عضو من أعضاء الحواس Sensory Organs ( العين ، الأذن ، الأنف ، اللسان ، والجلد ) في الخلايا العصبية الحسية Sensory Neurones المسئولة عن توصيل المنبهات أو المُثيرات الحسية الخارجية Sensory Stimulus إلي المخ .
وهذه الاضطرابات الحسية تنتشر بصورة واسعة لدي نسبة كبيرة من الأشخاص الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات حسية غير عادية وغير ثابت للمُثيرات العادية والمؤلمة فقد يُعتقد أن البعض من الأطفال الذاتويين لا يسمعون لأنهم لا يردون عندما يُنادي عليهم ، في حين تجد البعض منهم يُبالغون في ردود أفعالهم تجاه أصوات معينة ، وكذلك الحال فيما يخص البصر حيث نجد بعضهم لا ينظرون إلي آبائهم أو إلي الأشياء التي تجذب الأشخاص العاديين في حين نجدهم يحملقون في الأضواء أو الأشياء التي تلمع أو ذات البريق لفترات طويلة .
وكذلك بالنسبة لحواس اللمس أو الشم فقد يتخذ بعض الذاتويين اللمس والشم طريقة لاكتشاف وتفحص البيئة من حولهم فتجدهم يتعرفون علي كل شئ عن طريق لمسه عدة مرات أو وضعه في الفم أو شمه .
كما أن البعض منهم لديه حساسية شديدة لتغيرات الجو ( البرد والحر ) أو للألم وقد يستجيبون لهذه المُثيرات بردود أفعال تتسم بالبرود والضعف وكذلك نجد بعضهم يقاوم اللمس والاتصال الجسدي ولكنهم من جهة أخري يحبون الدغدغة ... وغير ذلك من العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين .

مظاهر الاضطرابات الحسية :-
تتجلى العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين في مظاهر الحس المختلفة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، السمعية ، والتذوقية .
أولاً : مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية :-
يظن الناس عادة أن الطفل الذاتوي مصاب بالصمم لأنه يتجاهل أصوات مرتفعة جداً كالفرقعة أو صوت انفجار ولا يُبدي أي استجابة لتلك الأصوات ، ولكن في الغالب يعلم الوالدين أن طفلهما ليس أصماً بل هو يسمع كل شئ لأنه قد يلتفت عند فتحهم كيس شيبسي أو مغلف شيكولاته أو أي شئ من الأشياء المفضلة لديه . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية ما يلي :
o البكاء والصراخ في الأماكن المزدحمة والحفلات وأعياد الميلاد \
o تغطية الأذنين باليدين أو وضع الأصابع فيها .
o الانتباه الشديد للأصوات الضعيفة والرتيبة مثل بندول الساعة .
o سماع صوت الآلات والمحركات .
o صدي صوت تساقط الماء
o فتح وغلق الأبواب بشكل متكرر .
o حب سماع أغاني معينة ذات رتم وإيقاع مرتفع أو منخفض .
o التعلق بسماع الآذان أو موسيقي نشرات الأخبار .
o الهمهمة مع النفس كثيراً .
o البكاء والصراخ عند استخدام الطباشير أو أقلام السبورة أمامه .
o الصراخ والفزع عند سماع صوت مفاجئ .
o الرعب والهلع عند الاقتراب من شاطئ البحر .
o الصراخ والبكاء عند قص الشعر .

ثانياً : مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية :-
ينطبق نفس الحال فيما يتعلق بالمشاكل الحسية البصرية كما هو الحال في المشاكل الحسية السمعية فقد يتجاهل الطفل الذاتويي الأشياء التي يفضل جميع الأطفال رؤيتها في حين قد يظل لفترات طويلة ينظر ويحملق في شيء يدور أو في جزء من لعبة خاصة به كعجلة السيارة مثلاً .
ومن الأشياء الغريبة والمثيرة أن بعض الذاتويين يجدون طريقهم في الظلام ويستطيعون الحصول علي أغراضهم في الغرفة المظلمة بسهولة ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية ما يلي :
o النظر والحملقة في الأضواء بشكل شديد .
o متابعة الظل بشكل قهري .
o تلمس أوجه الآخرين أو أجسادهم
o تقريب الأشياء من أعينهم بشكل مبالغ فيه .
o النظر إلي الأشياء بشكل جانبي .
o الخوف من التأرجح أو ركوب الألعاب التي تدور بسرعة .
o الخوف من صب الماء أو العصير في الكوب .
o ضرب الأرجل بقوة أثناء المشي .
o النظر إلي الماء وهو يتساقط .
o ذر الرمال أو الأشياء الدقيقة في الهواء والنظر إليها باهتمام .

ثالثاً : مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية :-
يُلاحظ علي بعض الذاتويين أنهم غير حساسين للبرد أو الألم فقد يخرج الطفل الذاتوي في البرد القارس دون ملابس ولا يشعر بالألم إذا ما وقع علي الأرض أثناء الجري أو اللعب ، وقد يضرب الطفل رأسه بالحائط أو الطاولة أو الكرسي ويظهر رغم ذلك وكأنه لا يشعر بالألم أثناء فعله ذلك . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية ما يلي :
o رفض العناق .
o رفض التلامس الجسدي .
o التلذذ باللعب العنيف .
o خلع الثياب أمام الناس .
o الشعور بالبرد في طقس دافئ .
o ضرب النفس وعض الأيدي .
o كراهية غسيل الأسنان .
o خلع الحذاء باستمرار .
o الصراخ عند أخذ حمام .
o صحن أو صرير الأسنان Teeth Grinding .
o هز الأجسام إلي الأمام والخلف .

رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :-
يلاحظ بعض الآباء علي أطفالهم الذاتويين أنهم يفحصون العالم من حولهم من خلال الشم فهم يشمون أجساد آبائهم أو ألعابهم الخاصة أو حتى الأجهزة الكهربائية بالمنزل . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية الشمية ما يلي :
o رفض استخدام الصابون .
o شم الأطعمة قبل أكلها .
o رفض بعض الأطعمة.
o شم الأدوات والأشياء التي تطالها يديه .
o الاحتفاظ بالأشياء البالية .

خامساً : الاضطرابات الحسية التذوقية :-
توجد لدي بعض الأطفال الذاتويين خصائص تتعلق بالتذوق حيث نجد لدي البعض منهم تفضل الأطعمة الحمضية أو العكس أو رفض بعض الأطعمة ذات طعم معين أو وضع كل شئ في الفم لفحصه سواء كان هذا الشيء لعبة أو أداة من الأدوات الموجودة حوله ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية التذوقية ما يلي :
o وضع الأشياء في الفم .
o تفضيل الأطعمة الحريفة .
o كراهية بعض أنواع الأطعمة ذات القوام الهلامي .

تفسير الاضطرابات الحسية :-
بعض الذاتويين لا يرون ولا يسمعون الأشياء التي نراها نحن ونسمعها ولا يحسون ويتذوقون ويشمون كما نفعل نحن وهذا هو السبب الأساسي والرئيسي الذي يجعل العالم الحقيقي الذي نعيش فيه مربكاً بالنسبة لهم حيث يأخذون المعلومات من خلال حواسهم بطريقة مختلفة عما نأخذها نحن . وسوف نحاول من خلال السطور القادمة تفسير كل نوع من الاضطرابات على حدا .

أولاً : الاضطرابات الحسية السمعية :-
إن عملية السمع تتم ليس بالأذن فحسب وإنما بكيفية ذهاب الصوت إلي الأذن ثم إلي المخ وقد اعتدنا علي وصول الصوت إلي عقولنا بالطريقة الصحيحة ولا نفكر أبداً أن الصوت من الممكن أن يذهب إلي عقولنا بطريقة خاطئة ، إلا أن ما يحدث مع الذاتويين عكس ذلك فالصوت قد ينتقل إلي المخ بطريقة ناقصة أو بطريقة مبالغ فيها .
لذلك لا يجب أن نعتقد أن الشخص الذاتوي يحصل علي نفس المعلومات عن طريق السمع كما نحصل عليها نحن فها هي (تمبل جراندن) وهي امرأة من الأشخاص الذاتويين الذين تقدموا في حياتهم العلمية والعملية بشكل كبير تقول " تعتريني الدهشة مراراً وتكراراً مما يقول الناس أنهم سمعوه لأنه لا يكون هو نفس الشيء الذي سمعته أنا " .
لذلك فإن ما تسمعه أنت هو الشيء الصحيح أما ما يسمعه الذاتوي فهو الشيء الخاطئ أو الناقص ومع ذلك فهو لا يعتقد بأن ما يسمعه هو الشيء الخاطئ.
والشخص العادي عندما يري ويسمع شيئاً فإن الصوت والصورة يمضيان معاً في ذات الوقت بشكل متوازن وهو يفعل الأمرين ( السمع والرؤية ) بصورة تلقائية دون جهد أما الذاتوي فيدخل في مخه شيئاً واحداً فقط فإذا دخلت الرؤية أو الصورة أولاً فإن عليها أن تتلاشى خارجة حتى يدخل الصوت وعندما تتلاشى الرؤية يبقي الصوت فقط أو علي العكس يدخل الصوت أولاً ثم يخرج لتدخل الصورة فقط وبذلك تكون هي الشيء الوحيد الذي يحصل الشخص الذاتوي عليه .

o الذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة :-
تنتشر مظاهر الاضطراب الحسي السمعي لدي الذاتويين بأشكال متنوعة فهذا طفل ذاتوي يُغطي أذنيه بيديه لأن أصواتاً معينة تؤذيه وهذا طفل ذاتوي آخر منزعج بدرجة تصل إلي البكاء والصراخ حينما يسمع صوت المكنسة الكهربائية أو صوت مجفف الشعر ( سيشوار ) وذاك شخص آخر لا يستطيع التركيز في مكان به أشخاص آخرين يتكلمون فيصبح أصوات الناس حوله كصوت المحرك النفاث في رأسه . وتذكر ( تمبل جراندن) أن مربيتها كانت تعاقبها بتفجير كيس بلاستيكي أو ورقي أمامها وكان صوت هذا الانفجار بالنسبة لها كالتعذيب .
وهؤلاء الأشخاص الذاتويين يواجهون صعوبة بالغة في معالجة ما يسمعونه بشكل ملائم حيث تكون العصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ لديهم بها حساسية شديدة جداً بحيث أن هذه الأصوات المرتفعة أو المفاجئة تسبب لهم ألماً شديداً الأمر الذي يجعلهم يصرخون أو يحاولون الهرب من المكان الذي يحدث فيه هذا الصوت أو أنهم ينهمكون في القيام بحركات نمطية ليشغلوا أنفسهم بها حتى لا يسمعون تلك الأصوات لأنهم لا يستطيعون التركيز إلا علي مثير واحد فقط أو حاسة واحدة فقط.
وهناك من الأشخاص الذاتويين من لديهم حساسية سمعية مرتفعة جداً لدرجة أنهم يقضون وقتاً طويلاً وهم ينصتون إلي نبضات قلوبهم وتنفسهم وقد يقلبون رؤوسهم ليسمعوا تدفق الدم بآذانهم أو يهمهمون بصوت ضعيف جداً يصل إلي حد الهمس مع أنفسهم .

o الذاتويين ذوو الحساسية السمعية الضعيفة :-
وهم علي النقيض من الذاتويين ذوو الحساسية السمعية المرتفعة أو المفرطة حيث نجد منهم من يحاول دائماً تقريب أذنه من الأشياء ليسمع الأصوات بشكل قوي وهناك من يظل فترات طويلة داخل الحمام ليس بهدف النظافة وإنما بهدف الاستماع إلي صدي صوت المياه وهي ترتطم بالأرض أو بوعاء ، وهناك من يحب سماع أصوات الصافرات أو أصوات السيارات ذات المحركات الضخمة ، أو أصوات ارتطام الأمواج مع الصخور أو إغلاق الأبواب بعنف مرات عديدة بغية سماع صوتها القوي عند الإغلاق .
وهذا النوع من الأشخاص الذاتويين تكون الأعصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ بالغة النقص في الحساسية السمعية لذلك فقد ترد الأصوات عبر الأعصاب بمنتهى الضعف وهم يحاولون بصعوبة الحصول علي المعلومات من تلك الأصوات الضعيفة .
وبشكل عام لا يستطيع الشخص الذاتوي تحديد ما يجب أن يُركز عليه ولذلك فعليه إما أن يسمع كل الأصوات الداخلة إلي أذنه وإما أن يغلق سمعه ( من خلال شغل نفسه بحركات نمطية أو بالنظر إلي شيء ) فلا يسمع أي شيء مما يدور حوله فها هي (تمبل جراندن) تقول " قد أكون مستمعة لأغنية مفضلة لدي في الراديو ثم أكتشف بعد ذلك أنني أضعت نصفها حيث ينغلق سمعي في بعض الفترات "

o التشابه بين الذاتويين والصُم :-
يظُهر الأطفال الصُم بعض الأعراض والسلوكيات مثل الانزعاج من تغيير الروتين ، العصبية والعدوانية في بعض الأحيان ، والسلوك الإنسحابي وهذه الأعراض والسلوكيات تجعلهم يتشابهون مع الذاتويين ويرجع هذا التشابه بين الجانبين إلي القصور أو الحرمان الحسي السمعي أو التشويش السمعي لديهم حيث يؤدي ذلك إلي فهم خاطئ للموقف وبالتالي سوء التصرف ومن ثم قلة التواصل الاجتماعي والإحساس بالنقص أو الدونية وعدم القدرة علي توصيل ما يرغب فيه إلي الآخرين .

ثانياً : الاضطرابات الحسية والبصرية :-
قد تري حصاناً جميلاً يسير أمامك فتسأل الشخص الذاتوي ما رأيك في هذا الحصان ولكنه يتعجب لسؤالك لأنه لم يري حصاناً كما رأيته أنت لأن بصره كان مثبتاً علي ظل زيل الحصان أو علي صوت وقع أقدام الحصان وهو بذلك لم يري حصاناً كما رأيته أنت .
لذا ينبغي عليك ألا تظن أن ما يبدو لك أو ما يجذب انتباهك قد يجذب انتباه الشخص الذاتوي لأنه ينظر إلي جزء في الشيء ويُركز علي هذا الجزء ويراه بوضوح تام ولكن كل شيء حوله يكون باهتاً ومشوشاً .

o الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المفرطة :-
بعض الذاتويين تشغلهم الأشياء الدقيقة الصغيرة فتجد أحدهم يظل ناظراً إلي ذرة غبار لساعات طويلة ، وقد تجد أحدهم يحب رؤية الأشياء من خلال إنعكاسها في الماء وبعضهم يكون بارع جداً في تركيب الأحاجي (Puzzles ) والبعض منهم يستطيع الحصول علي كثير من المعلومات وحفظها من خلال أعينهم لدرجة يستطيعون معها تذكر تفاصيل وصور كتاب كامل بمجرد رؤيته مرة واحدة .
وبعض الذاتويين قد لا يتحملون بعض الأضواء والألوان الفسفورية فتجدهم يرفرفون بأيديهم أمام أعينهم أو يغمضون ويفتحون أعينهم بطريقة سريعة أو يضعون ايديهم عليها . مثل هؤلاء الأشخاص يكون مسار الرؤية لديهم عالي الحساسية حيث تكون الأعصاب الذاهبة من العين إلي المخ شديد الحساسية .

o الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المنخفضة :-
علي عكس النوع السابق بعض الذاتويين الذين لديهم حساسية بصرية منخفضة حيث تأتي بعض المشاهد عبر الأعصاب بشكل ضعيف جداً لذلك نجد بعضهم يبذلون جهداً خارقاً لرؤية شيء واضح جداً ، وقد تجد بعضهم يتلمسون بأيديهم الأشخاص لأن الأشخاص والأجسام تظهر لهم كخطوط عريضة ذات حواف مشوشة ولذلك يلجئون إلي تحسس هذه الأجسام حتى يتبينوا ما هي .
وتجد هناك من يضع الأشياء بالقرب من عينيه أو يحركها باتجاهات متعددة أمام العين أو يميل برأسه ليري ما إذا كانت الأشياء لاتزال كما تبدو عليه ذاتها . وبعض هؤلاء الأطفال يتمكن من تبين الارتفاعات لذا لا يكونوا متأكدين عند نزولهم السلم أو مضيهم في الأنفاق وقد يخافون من الأشياء التي تدور بسرعة لأن كل شيء يبدو لهم ضباباً غير واضح وقد يخشون صب الماء في الكوب لأنهم لايستطيعون رؤية حواف الكوب .
وهناك بعض الأشخاص الذاتويين تجد لديهم النوعين السابقين من الحساسية البصرية ( المفرطة والضعيفة ) فقد تكون لديهم حساسية بصرية شديدة جداً في بعض الأحيان وتكون منخفضة في أحيان أخري فتجد بعضهم يضع الأشياء بالقرب من عينه مباشرة لتفحصها ( حساسية ضعيفة ) في حين يكره رؤية الأشياء التي تدور بسرعة ( حساسية مفرطة)

o التشابه بين الذاتويين وفاقدي البصر :-
يتشابه فاقدي البصر مع الذاتويين في بعض اللزمات الحركية التي يقومون بها مثل هز الرأس أو لي الأصابع أو تحريك الحواجب أثناء الكلام أو رفع الرأس لأعلي أو تحريك الرأس بشكل قهري أثناء الكلام .

ثالثاً : الاضطرابات اللمسية :-
من الأمور المنتشرة لدي الذاتويين سوء معالجة اللمس فإما أن تجد بعضهم يكره التلامس وإما أن تجد بعضهم يفضل اللعب الجسدي العنيف.
o الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة :-
وهناك بعض الذاتويين الذين تكون أعصابهم الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ حساسة جداً الأمر الذي يؤدي أحياناً إلي أن بعضهم يقفزون هرباً من لمسة رقيقة أو حضن من أحد ذويهم لأن هذا اللمس الجسدي يؤذي جلودهم وتري بعضهم يشعر بالبرد في جو حار والبعض الآخر قد يشعر بارتفاع درجة حرارة جسمه في جو شديد البرودة .
وبعضهم يسيئ التصرف والسلوك ولايعلم الآخرين سبباً لذلك إلا أنه قد يكون مرتدياً لملابس ضيقة أو ذات ملمس لايريح جلده وبعضهم يخشي ارتداء أنواع جديدة من الثياب بسبب ذلك ولذلك يكون هناك صعوبة لديهم في التأقلم مع الملابس الجديدة . ولذا تجد أن المنبهات التي يكون لها تأثير بسيط علي معظم الناس يكون تأثيرها سيئ ويصل إلي حد التعذيب بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة ولذلك نجد تمبل جراندن تشير إلي ذلك بقولها " لقد أردت أن أشعر بإحساس جيد لكوني محضونة لكنني عندما كنت أُحضن من قبل الناس كانت المنبهات تغرقني كموجة بحرية هائجة ، وقد استغرقت وقتاً طويلاً كي أتعلم قبول الإحساس بأن أظل ممسوكة ولا أحاول الهروب "
ويقول براد براند وهو شخص من الذاتويين الذين وصلوا لمستوي متقدم من مراحل التعليم والعمل والحياة باستقلالية يقول " إنني كنت أنفر من بعض الناس عندما يلمسوني ليس لأني لا أحبهم وليس خوفاً من ملامسة هؤلاء الأشخاص وغنما خوفاً من عملية التلامس الجسدي نفسها "

o الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المنخفضة :
مثل هؤلاء الأشخاص تكون العصاب الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ قليلة الحساسية وبذلك يأتي الحس باللمس عبر تلك الأعصاب ضعيفاً جداًً لذا يجب عليهم أن يحاولوا جاهدين الحصول علي المعلومات من تلك اللمسات الضعيفة ولذلك فقد تجد البعض منهم يضرب نفسه علي رأسه أو يلطم وجهه ، وبعضهم يهزون أجسادهم للأمام وللخلف أو يضعون أنفسهم بين قطع الأثاث المتجاورة أو يضعون أنفسهم تحت وسائد الأريكة ويجعلوا شخص آخر يقف عليها .

رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :-
هناك بعض الذاتويين الذين ينزعجون من معالجة الروائح النفاذة أو القوية وبعضهم يضع كل شيء علي أنفه ويشم كل شيء تصل يده إليه .
o الذاتويين ذوي الحساسية الشمية المفرطة :-
هناك بعض الأشخاص الذاتويين الذين تكون الأعصاب الذاهبة من أنوفهم إلي أدمغتهم حساسة جداً ولذلك تأتى الروائح قوية جداً عبر تلك الأعصاب الأمر الذي يغضبهم ويجعلهم يبكون أو يصرخون أحياناً فقد تجد بعض الذاتويين يكرهون الدخول للحمام وبعضهم يكره دخول المطبخ وبعضهم يكره الجلوس بجوار أي شخص يضع عطراً فتجد أن بعض الأطفال يهربون عند اقتراب آبائهم أو أمهاتهم منهم ليس لأنهم لايحبونهم وإنما يرجع ذلك لأنهم لا يستطيعون تحمل رائحة الأب أو الأم وليس معني ذلك أن رائحة الأب أو الأم نفاذة أو سيئة وإنما لأن أعصاب الشم لدي هؤلاء الذاتويين حساسة جداً . وبعض هؤلاء الأطفال يكره بعض الأطعمة لأن لها رائحة نفاذة وحادة وقوية .
o الذاتويين ذوي الحساسية الشمية الضعيفة :-
ومثل هؤلاء الأشخاص تجدهم يشمون كل شيء تقع عليه أيديهم أو يحبون بعض الأطعمة ذات الروائح النفاذة والقوية أو تجدهم يحبون الاقتراب من الأفراد الآخرين وشم أجسامهم وذلك لأن أعصاب الحس الشمي لديهم أي الأعصاب الذاهبة من الأنف إلي المخ ضعيفة جداً ولذلك فإن الروائح تصل بصعوبة وبشكل ضعيف .

خامساً : اضطرابات الحسية التذوقية :-
الاضطرابات الحسية التذوقية شأنها شأن الاضطرابات الحسية الأخرى فينقسم المصابون بها إلي قسمين إما ذوي حساسية مفرطة أو مرتفعة وإما حساسية منخفضة أو ضعيفة .
o الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية المفرطة :-
بعض الذاتويين تكون العصاب الذاهبة من الفم إلي المخ حساسة جداً تجدهم يرفضون تناول بعض الأطعمة مثل الطعنة التي يصعب مضغها كاللحم أو الدجاج أو بعض الأطعمة الهلامية كالجيلي أو الأطعمة الملساء كالبطاطس المهروسة لأن كل هذه الأطعمة تولد لديهم إحساس سيئ في الفم واللسان والأسنان .
o الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية الضعيفة :-
هنا نجد أن بعض الذاتويين يفضلون أكل الأطعمة الحريفة وبعضهم يأكل بعض المواد والأشياء غير الصالحة للأكل مثل التراب أو الخشب وبعضهم يلجأ إلي عض أي شيء تطاله يده وهناك من هؤلاء الأطفال من يضع الأشياء في فمه كمحاولة لاستكشاف الشيء عن طريق طعمه وقوامه وسمكه وهؤلاء الأشخاص تكون الأعصاب الذاهبة من الفم إلي المخ ضعيفة جداً .

أسباب الاضطرابات الحسية :-
يتضح لنا من العرض السابق أن جميع الاضطرابات الحسية السابقة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، الشمية والتذوقية تحدث نتيجة لأحد الأسباب الثلاثة التالية:
1- أعصاب حسية مفرطة أو شديدة تصل بين الحواس والمخ .
2- أعصاب حسية ضعيفة تصل بين الحواس والمخ .
3- أعصاب حسية سيئة في الاتجاهين فأحياناً تكون شديدة الحساسية وأحياناً تكون ضعيفة الحساسية .

علاج الاضطرابات الحسية :-
هناك طريقتان لعلاج أو للتعامل مع الاضطرابات الحسية :-
الطريقة الأولي :- هي أن تحاول تهيئة الواقع المحيط بالطفل الذاتوي وفقاً لحالته :
o فمثلاً بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة فمن الأفضل أن تقلل من حدوث المثيرات أو المنبهات الصوتية المرتفعة والمفاجئة وإذا كان سيحدث صوتاً عالياً يمكنك أن تنبه الذاتوي إلي حدوثه ومن الممكن أن تُحدث له صوتاً خفيفاً يحل محل الصوت العالي .
o أما الأفراد ذوي الحساسية السمعية المنخفضة فيمكن إشغالهم بمشاهدة مناظر وسماع أصوات وبذلك لا تجعلهم يحاولون سماع صوت واحد فقط ومن الممكن أن توجه انتباههم إلي الأشخاص أو الأشياء التي تصدر هذا الصوت ولا تجعلهم يوجهوا انتباههم فقط لتلك الأصوات وإنما إلي الناس والأجسام التي تصدر تلك الأصوات .
o أما بالنسبة لذوي الحساسية البصرية المفرطة يكون من المجدي عدم تعريضهم للأضواء البراقة المبهرة أو الأشياء ذات الألوان الفسفورية أو تحاول تحويل انتباههم عن رؤية تلك الأضواء أو الألوان بأن تعطيه أشياءً تدور أو تضع علي أعينهم نظارات شمسية .
وبالنسبة لذوي الحساسية البصرية الضعيفة فيكون الأمر عكس ذلك فيجب جعل الأضواء أكثر بريقاً أو تجعلهم يستخدمون عدسات مكبرة أو أن تعلمهم أن يحاولوا اكتشاف الشيء بأيديهم بدلاً من وضعه علي العين مباشرة .
o وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية المفرطة فيجب عدم تعريضهم للملامس الخشنة وبدلاً من ذلك يتم إعطائهم أشياء ناعمة الملمس وإذا شعروا بالبرد في شهور الصيف فيجب أن تلبسهم ملابس ثقيلة أو أن تعطيهم معاطف ولايجب إلباسهم ملابس ضيقة .
o وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية الضعيفة فيكون العكس تماماً فيمكن تعريضهم للأشياء والملامس الخشنة واللعب العنيف معهم وتعريفهم دائماً للضغط الجسدي فتمبل جراند التي اخترعت آلة للضغط تقول " بعد استخدامي للآلة تعلمت أن ألمس القط بشكل أكثر لطافة بحيث قرر البقاء معي بعد أن كان يهرب مني وتعبن عليَّ أن أكون مرتاحة قبل أن أوفر الراحة للقط وقد أعطتني الآلة هذه الراحة وكان للآلة تأثير مهدئ علي الجهاز العصبي لديَّ وكذلك علي السلوك المفرط في رد الفعل".
o أما ذوي الحساسية الشمية المفرطة فيحتاجون عدم تعرضهم للروائح النفاذة كالعطور والصابون أو معجون الأسنان وإذا كانوا في غرف مغلقة فيجب فتح نوافذ الغرفة له لتجديد الهواء الجديد المنعش أو تقوم بإخراجه من الغرفة .
o والأشخاص ذوي الحساسية الشمية الضعيفة يحتاجون إلي روائح نفاذة وشديدة وقوية حتي يشعروا بحاسة الشم لديهم ومن الأفضل أيضاً إن أنت جعلتهم ينشغلوا بحاسة أخري غير الشم كأن تجعلهم ينظرون لشيء أو يستمعون لموسيقي أو أي أصوات أخري أثناء تناولهم أو تعرضهم للأشياء ذات الروائح الضعيفة بالنسبة لهم.
o والأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المفرطة يجب عليك تغيير ما قد يؤذي أفواههم ويعطيهم شعوراً غير سار فقد يتناولون طعاماً ذات طبيعة هلامية أو يحتاج مضغ فترة طويلة كاللحم أو الدجاج فيكون من الأفضل أن أنت أعطيتهم هذا النوع من الطعام في شكل قطع صغيرة جداً ورقيقة أو تعطيهم ماء كي يشربوا أو قطعاً من الشكولاته .
o أما الأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المنخفضة والذي يضعون كل شيء في أفواههم أو لا يأكلون إلا الأطعمة الحريفة فيكون من الأفضل محاولة صرف انتباههم بفتح قنوات حس أخري غير التذوق ومحاولة وضع الأشياء في أيديهم وأمام أعينهم ويجب تقليل تناولهم الأطعمة الحريفة بالتدريج .

الطريقة الثانية : تهيئة الشخص الذاتوي للتعامل مع الواقع :-
وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدي والأنفع والأكثر واقعية . وتتلخص هذه الطريقة في الإصرار علي تعريض الطفل لكل المثيرات القوية والضعيفة وتهيئته للتعامل مع كل المثيرات المختلفة وتقبلها كسماع الأصوات القوية والمفاجئة وفي نفس الوقت الأصوات الخفيفة أو الهامسة أو تعريضهم لجميع أنواع الملابس المختلفة أو الإصرار علي أن نجعله يتعامل مع المثيرات التي ينفر منها .
وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدى والأنفع والأكثر واقعية فليس من الممكن تهيئة الواقع للشخص الذاتوي ذوي الحساسية السمعية المفرطة بحيث لاتحدث أصوات قوية أو لا نجعله يتعرض لهذه الأصوات لأننا إذا أمكننا توفير ذلك في البيت وفي المدرسة فلا يُمكننا توفير ذلك في الشارع ، النادي ، السوق ، الحفلات ... وغيرها من المناسبات الأخرى وبالمثل يمكن قياس ذلك علي باقي الحواس الأخرى .

علاقة الحرمان الحسي بالذاتوية :-
والحرمان الحسي هي عملية تتضمن حرمان الفرد من المؤثرات الخارجية والعزل الإدراكي والعزل الاجتماعي وهو ما يعرف أحياناً في الوقت الراهن بعملية غسيل المخ .
وقد قامت النظريات الفسيولوجية والنظريات المعرفية ونظرية التحليل النفسي بدراسة هذه الظاهرة وقد استخلصت الأبحاث المنبثقة عن هذه النظريات مجموعة من الخصائص التي يتسم بها الأشخاص الذين مروا بعملية الحرمان الحسي ومن هذه الخصائص :
o قلة القدرة عل