الأحد، 18 يوليو 2010

الموهوبون ذوو اضطراب الانتباه



عدنان القاضي

يُعد قصور أو نقص الانتباه Attention-Deficit Disorder ADD ونقص الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي المُفرِط Attention-Deficit Hyperactivity Disorder ADHD منْ أهمِّ أشكال الاضطراب لدى الأطفال عموماً، ويوجد تداخلٌ ملحوظ بين بعض المظاهر والسمات المُميِّزة لهذيْن الاضطرابيْن، وبعض الخصائص السلوكية لدى الأطفال الموهوبين، الأمر الذي يترتَّبُ عليه الكثير منَ الخلط في عملية التعرُّف والتشخيص.
والمُلاحظ خلال عملية المسح السريع والتشخيص الدقيق؛ بغرض التعرُّف على الموهوبين: مظاهر الاضطراب (-) منْ دون الاهتمام بمظاهر الموهبة (+) أو إغفالها عندما تكون موجودة أنَّ الطفل غالباً ما يتم تشخيصه بشكلٍ خاطئ على أنَّهُ يُعاني نقص الانتباه، وبالتالي نقع في فخ (الرفض الزائف) بأنْ نستبعدهُ وهو أحقّ بدخول برامج الموهوبين.

يُعدُّ الأطفال الموهوبون مضطربو الانتباه موهوبون منْ ناحية في جانب أو أكثر منْ جوانب الموهبة، ولكنهم منْ ناحية أخرى يُعانون منْ قصور الانتباه أو منْ النشاط الحركي المُفرط أو منْ كليهما معاً.
وعادة ما يكون مثل هؤلاء الأطفال منخفضي التحصيل فيما يتعلَّق بالأداء المدرسي، ولكنهم مع ذلك يُعدون أكثر ذكاءً منْ أولئك الأطفال العاديين الذي لا يُعانون منْ اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي المُفرط. كما ويرى Zentall, 1997 على الرُّغمِ منْ أنَّ سلوكياتهم السلبية التي قد تفوق أدائهم الجيد على الاختبارات الجمعية.
ومنْ هذا المنطلق يذكر عادل عبدالله (2005) بأنَّه عادة ما نجدُ بأنَّ المعلمين يميلون إلى عدم الرضا عنِ التعامل مع هؤلاء الأطفال ويرون أنَّهم يستحقون أنْ ينتظموا في تلك البرامج التي يتمّ إعدادها خصيصاً للأطفال الموهوبين، كما أنَّ الوالديْن يجدان أنَّه منَ الصَّعبِ التعامل مع أولئك الأطفال أو العيش معهم، أما الأقران فإنَّهم عادةً ما يرفضونهم. وبالتالي يجدُ هؤلاء الأطفال بأنَّ الحياة بالنسبة لهم لا تُمثِّل سوى سلسلة منَ التفاعلات السلبية؛ حيث لا تتوفر لهم على أثر ذلك إلا فرص ضئيلة لتحقيق الإنجاز.
ويضيف Mendaglio, 1995 أنَّ مستوى ذكاء هؤلاء الأطفال يجعلهم يشعرون بالاختلاف عنْ أقرانهم، ولكنهم مع ذلك قادرين على القيام بتغيير سلوكياتهم غير الملائمة بإرادتهم، كما أنَّهم في ذات الوقت يُدركون ما يُعانونه منْ قصورٍ أكاديمي، الأمر الذي قدْ يُسبب لهم غضباً كبيراً واستياءً شديداً.
أما حينما يتمّ التعامل معهم كأطفال موهوبين ويتم تسكينهم منْ جانبٍ آخر في برامج رعاية الموهوبين فإنَّ ذلك قد يؤدي بهم إلى تكوين اتجاهات إيجابية نحو أنفسهم ونحو الآخرين، ويزيد كذلك منْ تقديرهم لذواتهم.
ويُضيف Zentall, 1997 بأنَّهم قد يُبدون اهتماماً واضحاً بمنهج العلوم بينما تقل مهاراتهم الاجتماعية بشكلٍ مُلفت؛ نتيجةً ما يُعانونه منْ مشاعرَ انفعالية سلبية إلى جانب أنَّ مستوى نموهم الاجتماعي يقل عنْ مستوى نموهم العقلي.
وتشير Lovecky, 1999 إلى أنَّ الأطفال الموهوبين منخفضي الانتباه يختلفون عن أقرانهم غير الموهوبين مضطربي الانتباه في الجوانب المعرفية والاجتماعية والانفعالية، حيثُ يوضح أداء الأطفال الموهوبين مضطربي الانتباه على اختبارات الذكاء واختبارات التحصيل أنَّهُم ينسون الكثير منَ العبارات السهلة في الوقت الذي يجيبون فيه بطريقةٍ صحيحة على العديد منَ العبارات الصعبة، وعادةً ما يتراوح أداؤهم على تلك الاختبارات بين المتوسط والمُرتفع جداً.

ولمزيدٍ منَ العرض نتناول ثلاثة أنماط منْ هذا الاضطراب مبيِّنين بعض مظاهر كلّ نمط على حدة كما وردت في APA, 1994، وهي على النحو الآتي:
1. نمط قصور أو نقص الانتباه Inattention، ومنْ مظاهره:
o غالباً ما يفشل في إبداء الانتباه اللازم للتفصيلات، أو يرتكب أخطاء ساذجة في الأعمال والتكليفات المنزلية أو الأنشطة الأخرى التي يُمارسها.
o غالباً ما يجدُ صعوبةً في تركيز انتباهه، والاحتفاظ به لفترة طويلةٍ على المهام التي يؤديها أو أنشطة اللعب.
o يبدو وكأنَّه منصت أو منتبه لما يُقال له عندما نتحدث إليه مُباشرةً.
o لا يتَّبِع التعليمات الموجهة إليه منْ قِبل الآخرين.

2. نمط النشاط الحركي المُفرط أو الزائد Hyperactivity، ومنْ مظاهره:
o غالباً ما يتململ أو يُكثر منْ حركةِ يديه أو قدميهِ ويخبط بهما.
o غالباً لا يستقرّ في مقعده داخل غرفة الصف.
o يجري في المكان، أو يتسلَّق الأماكن بإفراطٍ في مواقف لا يُعدّ ذلك الأمر منها مُناسباً.
o غالباً ما يجدُ صعوبةً في ممارسة اللعب منْ دون إزعاج، أو الاستغراق في أنشطة وقت الفراغ بهدوءٍ، أو منْ دون ضوضاء.

3. نمط الاندفاعية Impulsivity ، ومنْ مظاهره:
o غالباً ما يتسرَّع منْ دون تفكير في الإجابة عنِ الأسئلة أو الاستفسارات قبل اكتمال طرحها عليه.
o يصعُبُ عليه الانتظار حتى يأتي دورهُ في اللعب أو أثناء المواقف الاجتماعية.
o غالباً ما يُقاطع الآخرين أثناء الكلام ويتطفَّلُ عليهم.

ويُصنِّف Flint, 2001 الموهوبين ذوي اضطراب الانتباه إلى خمسةِ مجالاتٍ منْ حيثُ السلوك، وهم:
أولاً، المجال الحس حركي:
منَ السَّهل اكتشاف الأطفال الذين لديهم هذه السرعة الفائقة، حيثُ يتسمون بحبهم للحركة واندفاعهم نحوها، والطاقة الزائدة، ومستوى النشاط المُرتفع منْ جانبهم، وعدم ميلهم للراحة.

ثانياً، المجال الانفعالي:
يتسمون بشدة مشاعرهم، وبقدرة فائقة على التعاطف مع الآخرين والتعبير الجسمي عنِ المشاعر، وبقدرتهم على رؤية كلّ جوانب الموقف، وصعوبة تكوين أصدقاء جُدُد منْ جانبهم، كما أنَّهم يبكون مع أيِّة حالة إحباط مهما كانت بسيطة.

ثالثاً، المجال العقلي:
لا يبدو أنَّ ما يتعلّمه الأطفال في هذا المجال يُمثِّل أهمية بالنسبة لهم، مهما كان جيداً أو شيقاً، ولكنَّ مع ذلك يميلون إلى التفكير والتساؤل والتحاوُر بدلاً منَ الحصول على الإجابةِ جاهزةً، كما يبدون قدراً مُناسباً منَ التركيز، ويهتمون بالتفصيلات.

رابعاً، مجال التخيُّل (الخيال):
يتسم الأطفال في هذا المجال بقدرتهم على الانغماس في التصوُّر العقلي التفصيلي، والبشاشة، والتفكير الخُرافي، ويبدو الجانب الخيالي الخصب بالنسبة لهؤلاء الأطفال وكأنَّهُ قصور في الانتباه منْ جانبهم.

خامساً، المجال الحسِّي:
يتسم الأطفال في هذا المجال بحساسيتهم المُتطرفة للمس، ويشعرون بالسرور عند رؤية الأشياء الجميلة أو البهية أو مُعايشتها.

أهم سمات وخصائص الأطفال منخفضي الانتباه:
1. يُظهرون مهارة فائقة في القدرة الرياضية.
2. أداؤهم في أحد المقررات الدراسية مرتفع جداً.
3. ارتفاع قدرتهم على التفكير المُجرَّد بشكلٍ ملحوظ.
4. يكونوا أسرع منْ أقرانهم في تعلُّم المهام المختلفة.
5. يتميَّزون بمهاراتهم في استخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة (مثل: التصنيف، التجميع، تنظيم الأشياء وفقاً لنمطها أو خصائصها المكانية).
6. يبدون اهتمامات أكثر تخصصاً قياساً بأقرانهم منْ نفس الفئة العُمرية.
7. يؤدون أنشطة مشابهة بأساليب أكثر تعقيداً ومع مرور الوقت يُصبحون أكثر كفاءةً في أداء مثل هذه الأنشطة.
8. لديهم قصور في سلوكياتهم الاجتماعية.
9. يبدون اهتماماً فائقاً بالعدالة يعكس مستوى متقدم لقدراتهم على التفكير الخُلُقي.

وإذا كانت الحساسية تُمثِّل جانباً مهماً منَ الموهبة فإنَّ الأطفال الموهوبين مضطربي الانتباه يبدون حساسية على هيئة وعي بالبيئة الخارجية، والحالات الداخلية لهم، والمشاعر التي يبدونها، وجوانب الاهتمام، والتعاطف مع الآخرين (ورد في: ريم، 2003).
وتشير Lovecky & Silverman, 1998 بأنَّه هناك فروق واضحة بين الأطفال الموهوبين مضطربي الانتباه وغير المضطربين في بعض جوانب القصور المعرفية والاجتماعية والانفعالية.

يتمثل القصور المعرفي:
1. انخفاض قدرتهم على التفكير المُتسلسل.
2. انخفاض قدرتهم على التذكر بشكلٍ منتظم.
3. صعوبة في حلِّ المشكلات باستخدام علاقة الجزء بالكلِّ.
4. صعوبة العمل في جماعة.
5. إنهاء قدر أقل منَ المهام والتكليفات التي يتم تكليفهم بها.
6. صعوبة في استخدام التفكير الاستنباطي.
7. الانتقال منْ موضوع إلى آخر منْ دون التركيز في أي منهما.

يتمثل القصور الاجتماعي والانفعالي:
1. صعوبة الاحتفاظ بالأصدقاء أو إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين.
2. انخفاض القدرة على التنبؤ بالأسباب والنتائج في العديد منَ المواقف السلوكية المتنوعة.

أهم أسباب اضطراب الانتباه وفرط الحركة:
هناك الكثير منَ الأسباب التي وردت في الأدب التربوي الخاص بهذه الفئة ونذكر بعض ما ورد عند عطية العُمري (2009):
1. عوامل عضوية بيولوجية: الوراثة، العمليات الكيميائية الحيوية، تلف المخ.
2. عوامل بيئية: مُضاعفات الحمل والوضع، التسمم، سوء التغذية والعقاقير، التعرّض للإشعاع، والحوادث.
3. عوامل نفسية واجتماعية: العلاقات بين الطفل ووالديه، العلاقات بين الطفل والأطفال الآخرين، والبيئة المدرسية.

الاستراتيجيات التدريسية التي تتناسب مع هذه الفئة:
فيما يلي بعض الاستراتيجيات التدريسية التي يمكنُ استخدامها مع هذه الفئة من الأطفال، مع ملاحظة أن هناك أمور أخرى يشارك في إجرائها معهم كل من المرشد النفسي، والمرشد الاجتماعي، والوالدان، والزملاء، وكل من له علاقة كما جاءت في دراسة رضا أحمد الأدغم وآخرون (1999) :
o · الاستنتاج: تعد هذه الإستراتيجية من الاستراتيجيات التي يمكن الاستفادة منها في تحسين الاستيعاب من خلال تدريبات، مثل: الصواب والخطأ، واستنتاج الكلمة المناسبة لتكملة الجملة. وقد استفاد الباحثون من هذه الإستراتيجية في بناء أسئلة فهم المقروء التي تعقب الفقرات القصيرة أو العبارات قليلة الجمل، وكذا في استنتاج القواعد اللغوية الخاصة بفهم بعض التراكيب اللغوية.
o · التكييف: فحينما يكتشف القارئ إخفاقه في الاستيعاب، فعليه أن يقوم بإجراء لتعديل مساره. وقد استفيد من هذه الإستراتيجية في تدريب التلميذ على أن يكيِّف سرعة القراءة، أو مدى التركيز فيها، أو عدد المرات التي يكرر فيها القراءة، حتى يصل إلى الفهم المطلوب.
o · توليد الأسئلة: صياغة الأسئلة ليست مهمة مقصورة على المعلمين وحدهم، بل إن المتعلمين في حاجة أيضاً إلى مثل هذا الإجراء. ويمكن الاستفادة من هذه الإستراتيجية في زيادة الاستيعاب للتلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط، من خلال التدريبات التي تستخدم فيها بطاقات مثل: بطاقات الأسئلة والأجوبة، بطاقات التدريب على استخدام أدوات الاستفهام، وكذا في تشجيعهم على طرح الأسئلة على المعلم وعلى بعضهم البعض.
o · الفهم في القراءة : أساس هذه الإستراتيجية أنه لا قراءة من دون فهم، وهي تستخدم في تدريس الموضوعات القرائية لأول مرة، وهي تشبه الطريقة المتبعة حالياً في المدارس، حيث نبدأ بالتمهيد للموضوع، ثم قراءة الموضوع قراءة صامتة، وتقسيمه إلى جمل وفقرات بسيطة، كل جملة عليها مجموعة من الأسئلة، يجيب عنها التلاميذ بمجرد انتهائهم من قراءة الموضوع قراءة صامتة، ثم تبدأ إجراءات القراءة الجهرية.
o · البدء بالنموذج: أساس هذه الإستراتيجية "المحاكاة وإعطاء نموذج للقراءة الصحيحة يمكن أن يقلده الآخرون ويسترشدوا به أثناء قراءتهم". وتبدأ هذه الإستراتيجية بقراءة جهرية يقوم بها المعلم بعد التمهيد للدرس، ويناقش التلاميذ في معاني الألفاظ الصعبة والأساليب الغامضة إذا شعر بحاجة التلاميذ إلى ذلك، ثم ينتقل بعد ذلك إلى تقسيم الموضوع إلى فقرات، ويدعو أقدرهم على محاكاته، وبعد أن يقرأ عدد كافٍ من التلاميذ يناقشهم المعلم في معنى المقروء، وفي أخطائهم في النطق، وعندما يثق بأن تلاميذه قد أتقنوا الفقرة الأولى فهماً ونطقاً ينتقل بهم إلى غيرها متبعاً الطريقة نفسها.
o · الجميع يقرأون معاً: أساس هذه الإستراتيجية "تحسين قراءة أواسط التلاميذ وضعفائهم، حيث يقوم المجيدون من القراء بتوجيه غيرهم من أفراد الجماعة. ويبدأ أسلوب القراءة الجماعية بقراءة نموذجين من قبل المعلم، يعقبها مناقشة لمضمون النص عن طريق أسئلة لقياس مدى الفهم، ثم يدعو المدرس التلاميذ إلى القراءة معاً في وقت واحد، مستخدماً إشارات يده في تنظيم سرعة تلاميذه في أثناء القراءة، وفي دفع التلاميذ الضعاف إلى المشاركة في القراءة، وملاحظة أخطاء النطق، وامتصاص النشاط الزائد في عمل مفيد. ويمكن الاستفادة من هذه الإستراتيجية بتطبيقها في حصص متفرقة، أو في جزء من الحصة كلما أحس أن هناك ضرورة تدعو إلى ذلك.
o · القراءة المتكررة: تهدف هذه الإستراتيجية إلى "تحسين مستوى أداء المعسرين قرائياً عن طريق زيادة الطلاقة والدقة بالنسبة للقراءة الجهرية، بالإضافة إلى زيادة الفهم". وأهم مزاياها أنها تقدَّم للتلاميذ من مستويات مختلفة من العسر القرائي، حيث تساعد العاديين والمعسرين قرائياً، ويمكن تقديمها للصغار والراشدين، كما يسهل تطبيقها. وفي هذه الإستراتيجية يجتمع المعلم مع التلاميذ قبل البدء بالتطبيق، ويشرح لهم الهدف من هذا النوع من القراءة، وأن هذا النوع سيؤدي إلى تحسين مستواهم في القراءة بصفة عامة، ثم تقدم موضوعات القراءة المقررة بمعدل موضوع واحد في اليوم، يقوم المعلم بقراءته مرتين متتاليتين بمفرده، في حين يستمع التلاميذ إلى المعلم، يتبع ذلك قراءة التلاميذ للقطعة بصورة جماعية مع المدرس من مرة إلى خمس مرات حتى يصل المعلم بتلاميذه إلى المستوى المطلوب، بعد ذلك يقرأ كل تلميذ بمفرده في حين يستمع إليه التلاميذ الآخرون، ويقوم المعلم بتصويب الأخطاء للتلاميذ مباشرة في أثناء عملية القراءة المتكررة، ويعد هذا نوعاً من التغذية الراجعة التصحيحية التي تساعد التلاميذ بصورة كبيرة. وبعد التأكد من قراءة التلاميذ للدرس قراءة جهرية، وأنها قد أصبحت على مستوى عالٍ من الدقة، يطلب إلى الدارسين الإجابة عن الأسئلة الموجودة في نهاية الدرس؛ للتأكد من أن فهم التلاميذ قد تحسن هو الآخر.
o · المباريات والألعاب اللغوية: أكدت دراسات عديدة على أهمية الألعاب والمباريات اللغوية في إكساب التلاميذ اللغة بجوانبها المختلفة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية. وتشترك المباريات مع الألعاب في النشاط والترويح، إلا أنها تزيد عليها بأنها تحدَّد بقواعد معينة، وتأخذ الطابع الفردي أو الجماعي، ففي نهاية المباراة يكون هناك الفائز أو فريق الفائزين. والأساس الذي تستند إليه هو ما تنادي به التربية الحديثة من ضرورة استغلال ميول التلاميذ في تعليمهم ما يراد تعليمه، ومن أبرز هذه الميول في مراحلهم المبكرة ميولهم إلى اللعب، فهم مولعون به، مفطورون عليه، يفضلونه على كل ما سواه، ومن هنا تتجه التربية إلى إدخال اللعب وأنواع النشاط في العمل المدرسي، ويمكن الاستفادة من هذه الإستراتيجية في تدريس النحو لهذه الفئة من التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط، حيث تساهم في امتصاص نشاطهم الزائد في تعلم أشياء مفيدة، بالإضافة إلى أنها تُكسبهم كثيراً من الصفات المرغوب فيها، كالثقة بالنفس، والتعاون، والصبر، والاحتمال والمخاطرة، والاعتماد على النفس، وتقوي عندهم الملاحظة والانتباه والنظام والطاعة، وحسن المعاملة.
o · تمثيل الأدوار: تعد هذه الإستراتيجية إستراتيجية فعالة لتدريس اللغة بجوانبها المختلفة، لأنها تحوِّل الفصل إلى مسرح يمارس فيه كل تلميذ دوراً، ويتصرف بناء على أبعاد هذا الدور. واستخدامها في تدريس النحو مثلاً يعنى مسرحة درس النحو، أي تحويله إلى حوارٍ مُمَسْرَح، تتحدث فيه حروف الجر عن نفسها أو عن عملها على ألسنة التلاميذ، ومثل هذه المواقف المسرحية يمارس فيها التلاميذ العاديون عامة، ومضطربو الانتباه مفرطو النشاط

متلازمة الطفل المفرط في النشاط

متلازمة الطفل المفرط في النشاط
Hyperactive child

د. الهام خطاب عبد الله

في الولايات المتحدة ومنذ الستينات اعتبر السلوك المنحرف عند الصغار مرضاً و عدد ضحاياه من الصبيان يزيد بما يقرب من تسعة امثال ضحاياه من البنات اما في بريطانيا فيعتبر الاطفال صغار السن من المشاكسين على انهم اشقياء او مضطربون اوهم تعليمياً اقل من السويين ويضعونهم في مدارس خاصة، وصفات هؤلاء الاطفال انهم يبدون نشاطاً مفرطاً في حجرة الدراسة وكثيراً ما يقاطعون المدرس وهم لا يتحملون الفشل على نحو حسن ولا يركزون جيداً ورغم انهم يبدون على درجة كافية من الذكاء الا انهم لا يتمكنون من مواد دراستهم 0
هؤلاء الاطفال يعانون من مرض سمي (متلازمة الطفل ذي النشاط المفرط ) hyperactive أي أن لديهم مخاً معيناً بيولوجياً ، ولما كان هذا العيب لم يمكن أن يرى بأدق الميكروسكوبات فقد بدل تسمية المرض من كونه ( عطب خفيف بالمخ ) ( خ و ط م ) وهو مصطلح شاع أستعماله .

أن مشاكل هذا الطفل شخصت على أنها ذات طبيعة بيولوجية وطبية أن أنحرافاتهم تظهر نفسها بأمتزاج درجات متباينة من الخلل والأدراك والتصور واللغة والذاكرة والتحكم في الأنتباه أو الواقع أو الوظيفة الحركية ، أما عدد هؤلاء ضمن هذا التشخيص في المدارس الأمريكية فقد بلغ ( …,..6 تلميذ ) ، وحينما درس الأطباء والعلماء عن وجود عطب عصبي فأنهم لم يستطيعوا العثور على أي علامات ( متينة ) أنما وجدوا علامات ( هشة ) يمكن وصفها بالخرق والافتقار إلى المريض والطفل ذي المظهر المضحك …الخ ويعالج هؤلاء الأطفال بمادة تشبه الامفيتامين وهو دواء الريتالين ( الفبنبدات المثيلية ) ، حيث يجعل الأطفال أقل قلقاً في كراسيهم بالمدرسة .

لقد درس هذا المرض في محاولة للبرهنة على وجود أساس وراثي له ومن هنا كان دخول الجينات في الأعتبار الوراثي لهذا المرض وهكذا درست أحصائياً فوجد أن الوالدين أنفسهم يمكن وصفهم بالنشاط المفرط في طفولتهم ، ورأى الباحثون أن عدداً أكبر من والدي ذوي النشاط المفرط وعماتهم وأعمامهم أو خالاتهم وأخوالهم كانوا هم أنفسهم ذوي نشاط مفرط ، وهكذا قرر الباحثون أن النتائج تشير إلى أن اصابة الطفل بمتلازمة النشاط المفرط تمرر من حين لآخر وقد التقت هذه النتائج مع التشخيص الذي ذكر أن أمراض الذكاء أو الصرع أو الانحلال الخلقي تنتشر بين عائلات الأطفال ذوي النشاط المفرط ، وقد ظهر عام 1971 مطبوعات في مجلة تحمل أسم ( الطب النفسي البيولوجي ) أنه لوحظ أن حالات أدمان الكحول بين الوالدين تكاد كلها في الذكور بينما كانت كل حالات كراهية المجتمع من الذكور أيضاً فأن كل حالات الهستيريا كانت بين الإناث ، وفي دراسة على خمسين صبياً شخصوا على أنها حالات نشاط مفرط في عيادة لعائلات قوات مشاة البحرية مع أطفال كمجموعة ضابطة تم قرارهم مقدماً على أن عائلاتهم ليس بها حالات نشاط مفرط فكانت النتائج وتوافقة مع الاحصاءات السابقة حيث كانت نسبة حالات أدمان الكحول وكراهية المجتمع والهستيريا المشخصة عند والدي حالات النشاط المفرط أكثر كثيراً مما عند والدي المجموعة الضابطة ، وهكذا تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن حالات النشاط المفرط تتواجد أكثر بين أقارب ذوي النشاط المفرط وبعد دراسة كل العوامل البيئية لمثل هذا الحالات تبين أنه ( لا يمكن أقامة نظرية بيئية محض عن انتقال الإصابة بهذه الحالة.

النشاط الزائد لدى الأطفال



النشاط الزائد لدى الأطفال اضطراب شائع وتزيد نسبة إنتشاره لدى الذكور بمعدل ثلاثة أضعاف عنه لدى الإناث، ومع أن الإضطراب يحدث في المراحل العمرية المبكرة إلا إنه قليلاً ما يتم تشخيصه لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.
والنشاط الزائد حالة طبية مرضية أُطلق عليها في العقود القليلة الماضية عدة تسميات منها متلازمة النشاط الزائد، التلف الدماغي البسيط، وغير ذلك، وهو ليس زيادة بسيطة في مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة جداً بحيث إن الطفل لا يستطيع أن يجلس بهدوء ابداً سواء في غرفة الصف أو على مائدة الطعام أو في السيارة.

ويميز البعض بين النشاط الزائد الحركي والنشاط الزائد الحسي، ففي حين يشير النوع الأول الى زيادة مستوى الحركة يشير النوع الثاني الى عدم الإنتباه والتهور. وقد يحدث كلا النوعين من النشاط الزائد معاً وقد يحدث أحدهما دون الآخر، وبغض النظر عن ذلك فإن كلا النوعين يؤثران سلبياً على قدرة الطفل حيث أنه سيعاني من مشكلات سلوكية وإجتماعية في المراحل اللاحقة. وكثيراً ما يوصف الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد بالطفل السيئ أو الصعب أو الطفل الذي لا يمكن ضبطه، فبعض الآباء يزعجهم النشاط الزائد لدى أطفالهم فيعاقبونهم ولكن العقاب يزيد المشكلة سوءاً، كذلك فان إرغام الطفل على شيء لا يستطيع عمله يؤدي الي تفاقم المشكلة.

إن هؤلاء الأطفال لا يرغبون في خلق المشكلات لاحد، ولكن الجهاز العصبي لديهم يؤدي الى ظهور الاستجابات غير المناسبة ولذلك فهم بحاجة الى التفهم والمساعدة والضبط، ولكن بالطرق الإيجابية وإذا لم نعرف كيف نساعدهم فعلينا أن نتوقع أن يخفقوا في المدرسة بل ولعلهم يصبحون جانحين أيضاً، فالنشاط الزائد يتصدر قائمة الخصائص السلوكية التي يدعي أن الاطفال ذوو الصعوبات التعليمية يتصفون بها.
كذلك فإن الأطفال الذين يظهرون نشاطات زائدة كثيراً ما يواجهون صعوبات تعليمية وبخاصة في القراءة ولكن العلاقة بين النشاط الزائد وصعوبات التعلم ماتزال غير واضحة. هل يسبب النشاط الزائد صعوبات في التعلم؟ أم هل تجعل الصعوبات التعليمية الأطفال يظهرون نشاطات زائدة؟ أم هل الصعوبات التعليمية والنشاط الزائد ينتجان عن عامل ثالث غير معروف؟: بعضهم إقترح أن التلف الدماغي يكمن وراء كل منهما ولكن البحوث العلمية لم تدعم هذا الاعتقاد دعماً قاطعاً بعد.

ومن أهم خصائص الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد:
1- عدم الجلوس بهدوء والتحرك باستمرار.
2- التهور.
3- الملل المستمر.
4- تغير المزاج بسرعة.
5- سرعة الانفعال.
6- التأخر اللغوي.
7- الشعور بالإحباط لأتفه الأسباب.
8- عدم القدرة علي التركيز.
9- إزعاج الآخرين بشكل متكرر.
10- التوقف عن تأدية المهمة قبل إنهائها بشكل مُرض.
وقد أقترح عبر السنين الماضية عدة أسباب للنشاط الزائد. ويمكن تصنيف هذه الاسباب ضمن اربع فئات:
1- العوامل الجينية.
2- العوامل العضوية
3- العوامل النفسية
4- العوامل البيئية.

اما بالنسبة لمعالجة النشاط الزائد فإن اكثر الطرق استخداماً العقاقير الطبية المنشطة نفسياً وأساليب تعديل السلوك.
ففيما يتعلق بالعقاقير الطبية فإنها تحقق نجاحاً في حوالي 70% من الحالات وتتضمن العقاقير المستخدمة لمعالجة النشاط الزائد "الريتاليين والدكسيدرين والسايلرت".
ومع أن هذه العقاقير المستخدمة لمعالجة النشاط الزائد منشطة نفسياً إلا إنها تحد من مستوى النشاط لدى الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد وذلك بسبب اضطراب الجهاز العصبي المركزي لديهم، وبما أن النشاط الزائد غالباً ما ينخفض بشكل ملحوظ في بداية مرحلة المراهقة، فإن العقاقير يتم إيقافها عندما يبلغ الطفل الثانية عشرة أو الثالثة عشرة.

أما بالنسبة لأساليب تعديل السلوك فهي تشمل إعادة تنظيم البيئة الأسرية أو الصفية بحيث تخلو من الآثار البصرية الشديدة وتزيد مستوى الإنتباه وكذلك بينت الدراسات فاعلية التدريب على تنظيم الذات معرفياً "الملاحظة الذاتية والضبط الذاتي اللفظي والتعزيز الايجابي".
طريقة أخرى من طرق تعديل السلوك هي طريقة الإسترخاء حيث يتم تدريب الأطفال على الإسترخاء العضلي التام في جلسة تدريبية منظمة على إفتراض أن الإسترخاء يتناقض والتشتت والحركة الدائمة. وأخيراً فقد إستخدمت دراسات عديدة أساليب أخرى لمعالجة النشاط الزائد مثل التعاقد السلوكي "العقد السلوكي هو إتفاقية مكتوبة تبين الإستجابات المطلوبة من الطفل والمعززات التي سيحصل عليها عندما يسلك على النحو المرغوب فيه ويمتنع عن إظهار النشاطات الحركية الزائدة والتعزيز الرمزي"

معايير تشخيص قصور الانتباه والحركة المفرطة



الدكتور/سعيد كمال عبد الحميد العزالى

يعتبر النشاط الحركي الزائد أو الحركة المفرطة من أكثر الأنماط السلوكية وضوحا لدى الأطفال الذين يعانون من القصور في الانتباه والحركة المفرطة، ويبدأ هذا النشاط الحركي المفرط في مرحلة مبكرة جدا من عمر الطفل، حتى إن بعض أمهات هؤلاء الأطفال أشَرن إلى شعورهن بهذه الحركة المفرطة في أثناء مرحلة الحمل وهم أجنة في الأرحام. فقد لا تتضح مدى خطورة هذه الحركة المفرطة إلا عندما يوضع الطفل في موقف يحتاج فيه إلى السيطرة على حركاته، وهذا ما يكون عليه الحال عندما يلتحق هذا الطفل برياض الأطفال ويتحتم عليه الجلوس في مقعد وفي مكان محدد لفترة زمنية معينة، فهذا الطفل لا يستطيع الجلوس بهدوء للقراءة أو للاستماع لما يقوله المدرس، أو خلال فترة النوم القصيرة المحددة في بعض رياض الأطفال بعد تناول طعام الغداء. فهذا الطفل في حركة دائمة وكأنه مشغول بأداء عمل معين، والحقيقة أنه ينتقل من عمل إلى آخر دون أن ينجز العمل السابق، وهو دائم الضجر لذا فهو في حاجة إلى مثيرات دائمة ومختلفة.

فتعرف قصور الانتباه والحركة المفرطة بأنه: هي حالة مرضية سلوكية تظهر لدى الأطفال المصابين بأعراض متنوعة ودرجات مختلفة،وتكون أكثر وضوحا عند ترك الطفل منزله ودخوله المدرسة،وتتركز الأعراض في ما يلي:
- نقص الانتباه
- فرط الحركة
- الاندفاعية

هناك بعض الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند تشخيص عدم الانتباه عند الأطفال ذوي قصور الانتباه والحركة المفرطة:
1-التنوع والاختلاف في درجة الانتباه: فأحيانًا نجد الطفل طبيعيًّا أو قريبًا من الطبيعي في درجة انتباهه أثناء الاستماع أو أثناء أداء الواجب، وفي أحيان أخرى نجده شديد التشتت وغير منتبه وغير قادر على التركيز.
2-اختلاف درجة الإصرار على تركيز الانتباه: نجد أن كثيرًا من الأطفال الذين يعانون من قصور في الانتباه وحركة مفرطة يجتهدون في تركيز انتباههم في الواجبات داخل الفصل. أما في البيت فهم على العكس من ذلك، فهم لا يحاولون الانتباه لتعليمات وتوجيهات أولياء الأمور ولا يركزون في أداء الواجبات التي قد تطلب منهم، فألعاب الفيديو والصور والملصقات وأفلام الكرتون هي شغلهم الشاغل.
3- اختلاف درجة الانتباه باختلاف الموقف: حيث تزداد صعوبة الانتباه عندما توجه التعليمات للطفل ذي قصور الانتباه والحركة المفرطة بشكل عام ضمن مجموعة أطفال الفصل، أما عندما توجَّه إليه التعليمات وجهًا لوجه وبطريقة فردية فتزداد درجة انتباهه وتركيزه.
4- تأثر درجة الانتباه بالعوامل الداخلية: قد لا تكون هناك عوامل أو مؤثرات خارجية تساهم في عدم انتباه الطالب لما يستمع إليه أو يقوم به من عمل، ولكن قد يتأثر انتباهه كثيرًا بمشاعر وعوامل داخلية. فهذا الطفل غالبًا ما يعاني من مشكلات رئيسية في التحصيل الدراسي، فعلى الرغم من خبرة المدرس في التعامل مع حالات قصور الانتباه وتكييفه وسيطرته على العوامل الخارجية التي تؤثر على انتباه وتركيز الطفل، فإنه لا ينجح في تحقيق ما يرغب فيه وهو جذب انتباه هذا الطفل وذلك ناتج عن عدم قدرته على التكهن بالعوامل والمشاعر الداخلية التي تنتابه وتتحكم في سلوكه وردود أفعاله.
5- ارتباط تشتت أو ضعف الانتباه بعوامل أخرى: ليست كل حالات ضعف أو تشتت الانتباه ناتجة عن مرض قصور الانتباه والحركة المفرطة، فالأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم Learning Disabilities يعانون أيضًا من مشكلات في الانتباه وذلك راجع إلى أنهم يعانون من صعوبات ومشكلات رئيسية في القراءة أو الهجاء أو الكتابة أو الرياضيات تؤدي إلى إخفاقهم في فهم وإنجاز ما يُطلب منهم من واجب مدرسي مما يدفعهم إلى اتباع سلوك التجاهل وعدم الانتباه لما يوجه إليهم من تعليمات أو شرح للواجبات المطلوب منهم أداؤها.

أولا: معايير تشخيص قصور الانتباه:
1-عدم الإلمام بالتفاصيل وكثرة الأخطاء الناتجة عن اللامبالاة وعدم الاهتمام، وهذا راجع في كثير من الأحيان إلى الرغبة في الانتهاء من العمل بأسرع وقت ممكن.
2-قصر مدة الانتباه، وهذا راجع إلى كثرة التشتت والانشغال بأشياء خارجة عن موضوع الانتباه، لهذا فالطفل لا يتمكن من إنجاز الواجب المطلوب منه أو حتى اللعبة أو النشاط الرياضي الذي يمارسه, فهو ينتقل من عمل إلى عمل أو من نشاط إلى نشاط آخر دون تكملة أو إنجاز النشاط السابق.
3-عدم الاستماع لجميع التعليمات المطلوب إتباعها لأداء الواجب، وهذا ناتج عن تشتت الانتباه أثناء الاستماع للتعليمات، ولهذا فقد يصله جزء بسيط من هذه التعليمات لا يكفي إتباعه لأداء الواجب المطلوب.
4-قد يتمكن أحيانًا من الاستماع لكامل التعليمات وفهمها إلا أنه على الرغم من ذلك يجد صعوبة في أداء الواجب أو الانتهاء منه.
5-صعوبة التخطيط والتنظيم في أداء الواجب وفي اتباع الخطوات اللازمة للأداء.
6-مشكلات أساسية في الواجبات والأعمال التي تتطلب بذل جهد متواصل ومستمر خاصة الواجبات المدرسية.
7-تعمُّد إضاعة أو إخفاء الأدوات اللازمة لأداء الواجب ليجد لنفسه عذرًا في عدم أداء العمل أو الواجب المكلف به.
8-سهولة تشتت الانتباه بفعل المثيرات الجانبية البعيدة عن مركز الانتباه، فالمثيرات الجانبية لها نفس تأثير المثيرات المباشرة على تشتت الانتباه وعدم التركيز على موضوع الدرس (صوت المدرس كمثير مباشر، والصوت الصادر من الشارع كمثير جانبي غير مباشر).
9-نسيان المواعيد أو الحضور متأخرًا في حالة تذكر الميعاد، وإذا حضر فإنه ينسى الأدوات أو المواد اللازمة لهذا الميعاد، فهو قد يسرع مثلاً للذهاب إلى مباراة كرة القدم ولكن قد ينسى ارتداء ملابس اللعب.

ثانيا: معايير تشخيص الحركة المفرطة:
1-زيادة ملحوظة في معدل ودرجة النشاط الحركي عن المعدل والدرجة المتعارف عليها عند الأطفال العاديين في نفس العمر الزمني.
2-عدم مناسبة أو ملائمة السلوك الحركي لطبيعة الموقف (نشاط حركي في وقت يتطلب فيه الموقف الإنصات والانتباه التام، كمحاضرة أو الاستماع للتعليمات).
3-عدم ملائمة السلوك الحركي لطبيعة المكان (التنقل في أرجاء البيت عند القيام بزيارة لأحد الأصدقاء أو المعارف).

ثالثاً :معايير تشخيص الاندفاع :
المقصود بالاندفاع القيام بفعل ما (لفظي أو حركي) دون تفكير، وقد يتمثل ذلك بالإجابة على سؤال المدرس قبل الانتهاء من سماعه، أو عدم الانتظار حتى يأذن له المدرس بالإجابة، أو عدم الانتظار في الطابور حتى يأتي دوره للعب أو لتسلُّم طعام الغداء، كما يتمثل الاندفاع أيضًا بمقاطعة الآخرين أثناء الحديث أو التدخل في اللعب أو العمل مع الآخرين دون السماح له بذلك. لهذا فإن السلوك الاندفاعي يخلق لصاحبه مشكلات ومتاعب في المدرسة وفي المجتمع وفي البيت وفي العمل.
إن الاندفاع هو تعبير واضح عن عدم قدرة الفرد على التحكم فيما يصدر عنه من سلوك سواء أكان لفظيًّا أو حركيًّا، مما يؤدي بصاحبه إلى النبذ والرفض الاجتماعي نتيجة لتحاشي الآخرين التعامل مع صاحب هذا السلوك، كذلك يؤدي هذا السلوك الاندفاعي إلى الإضرار الجسدي بصاحبه فهو يقْدم على الأعمال الخطيرة باندفاع ودون تفكير بالعواقب.

مجلة احتياجات خاصة

كيفية تدريس الطلاب مضطربي السلوك مفرطي الحركة



أ. يوسف الشاطري
بكالوريوس موهبه وتفوق عقلي\جامعة الكويت
ماجستير تربية خاصة\الجامعة الأردنية

يعاني المعلمون عامة، ومعلمو اللغة العربية خاصة، من فئة من الطلاب الذين لا يمكننا أن نصنفهم بأنهم متدنو التحصيل، أو بأن نسبة ذكائهم منخفضة، أو أنهم متأخرون عقلياً، أو أنهم من ذوي الإعاقات الحسية، ومع ذلك نجدهم شاردي الذهن، سريعي الانفعال، زائدي الحركة والنشاط بصورة غير معقولة؛ ما يؤثر سلباً على تحصيلهم وعلى سلوكهم. إنهم ما يُطلق عليهم في علم النفس: "التلاميذ مضطربو الانتباه مفرطو النشاط".

فمن هم التلاميذ مضطربو الانتباه مفرطو النشاط؟
يعرِّف الباحثون التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط بأنهم: "هؤلاء التلاميذ الذين يتصفون بمظاهر صعوبات الانتباه وفرط النشاط كما تقاس بقائمة الملاحظة لسلوك الطفل، ويستثنى من هؤلاء جميع التلاميذ ذوي الإعاقات الحسية، وكذا المتأخرون عقلياً".

خصائص التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط:
تتمثل الخصائص الأساسية في:
1- صعوبات الانتباه وشرود الذهن وعدم القدرة على التركيز والانتباه والقابلية للتشتت.
2- الاندفاعية وعدم التروِّي في التفكير والمسارعة إلى رد الفعل دون ضابط، وعدم السيطرة على الانفعالات قولاً أو عملاً.
3- فرط النشاط بصورة غير مقبولة اجتماعياً.
أما الخصائص الثانوية لهذه الفئة، فهي كثيرة، ومنها: الصعوبات الاجتماعية، نقص النضج، عدم التعاون، التمركز حول الذات، كثرة الشجار، ضعف تقدير الذات، حدة المزاج، الإحباط، النوبات الانفعالية، انخفاض مستوى التحصيل، المعارضة المتشددة، اضطرابات التواصل، التبول اللاإرادي، ... الخ .

أسباب اضطرابات الانتباه وفرط النشاط:
1- عوامل عضوية بيولوجية: الوراثة، العمليات الكيميائية الحيوية، تلف المخ.
2- عوامل بيئية: مضاعفات الحمل والوضع، التسمم، سوء التغذية والعقاقير، التعرض للإشعاع، الحوادث.
3- عوامل نفسية واجتماعية: العلاقات بين الطفل ووالديه، العلاقات بين الطفل والأطفال الآخرين، البيئة المدرسية.

الاستراتيجيات التدريسية التي تتناسب مع هذه الفئة:
فيما يلي بعض الاستراتيجيات التدريسية التي يمكن استخدامها مع هذه الفئة من التلاميذ، مع ملاحظة أن هناك أموراً أخرى يشارك في إجرائها معهم كل من المرشد النفسي، والمرشد الاجتماعي، والوالدان، والزملاء، وكل من له علاقة، ولا يتسع المجال هنا للتحدث عنها:
1- الاستنتاج:
وتعد هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات التي يمكن الاستفادة منها في تحسين الاستيعاب من خلال تدريبات، مثل: الصواب والخطأ، واستنتاج الكلمة المناسبة لتكملة الجملة. وقد استفاد الباحثون من هذه الاستراتيجية في بناء أسئلة فهم المقروء التي تعقب الفقرات القصيرة أو العبارات قليلة الجمل، وكذا في استنتاج القواعد اللغوية الخاصة بفهم بعض التراكيب اللغوية.

2- التكييف:
فحينما يكتشف القارئ إخفاقه في الاستيعاب، فعليه أن يقوم بإجراء لتعديل مساره. وقد استفيد من هذه الاستراتيجية في تدريب التلميذ على أن يكيِّف سرعة القراءة، أو مدى التركيز فيها، أو عدد المرات التي يكرر فيها القراءة، حتى يصل إلى الفهم المطلوب.

3- توليد الأسئلة:
فصياغة الأسئلة ليست مهمة مقصورة على المعلمين وحدهم، بل إن المتعلمين في حاجة أيضاً إلى مثل هذا الإجراء. ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية أيضاً في زيادة الاستيعاب للتلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط، من خلال التدريبات التي تستخدم فيها بطاقات مثل: بطاقات الأسئلة والأجوبة، بطاقات التدريب على استخدام أدوات الاستفهام، وكذا في تشجيعهم على طرح الأسئلة على المعلم وعلى بعضهم البعض.

4- الفهم في القراءة:
وأساس هذه الاستراتيجية أنه لا قراءة دون فهم، وهي تستخدم في تدريس الموضوعات القرائية لأول مرة، وهي تشبه الطريقة المتبعة حالياً في المدارس، حيث نبدأ بالتمهيد للموضوع، ثم قراءة الموضوع قراءة صامتة، وتقسيمه إلى جمل وفقرات بسيطة، كل جملة عليها مجموعة من الأسئلة، يجيب عنها التلاميذ بمجرد انتهائهم من قراءة الموضوع قراءة صامتة، ثم تبدأ إجراءات القراءة الجهرية.

5- البدء بالنموذج:
وأساس هذه الاستراتيجية "المحاكاة وإعطاء نموذج للقراءة الصحيحة يمكن أن يقلده الآخرون ويسترشدوا به في أثناء قراءتهم". وتبدأ هذه الاستراتيجية بقراءة جهرية يقوم بها المعلم بعد التمهيد للدرس، ويناقش التلاميذ في معاني الألفاظ الصعبة والأساليب الغامضة إذا شعر بحاجة التلاميذ إلى ذلك، ثم ينتقل بعد ذلك إلى تقسيم الموضوع إلى فقرات، ويدعو أقدرهم على محاكاته، وبعد أن يقرأ عدد كافٍ من التلاميذ يناقشهم المعلم في معنى المقروء، وفي أخطائهم في النطق، وعندما يثق بأن تلاميذه قد أتقنوا الفقرة الأولى فهماً ونطقاً ينتقل بهم إلى غيرها متبعاً الطريقة نفسها.

6- الجميع يقرأون معاً:
وأساس هذه الاستراتيجية "تحسين قراءة أواسط التلاميذ وضعفائهم، حيث يقوم المجيدون من القراء بتوجيه غيرهم من أفراد الجماعة. ويبدأ أسلوب القراءة الجماعية بقراءة نموذجين من قبل المعلم، يعقبها مناقشة لمضمون النص عن طريق أسئلة لقياس مدى الفهم، ثم يدعو المدرس التلاميذ إلى القراءة معاً في وقت واحد، مستخدماً إشارات يده في تنظيم سرعة تلاميذه في أثناء القراءة، وفي دفع التلاميذ الضعاف إلى المشاركة في القراءة، وملاحظة أخطاء النطق، وامتصاص النشاط الزائد في عمل مفيد. ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية بتطبيقها في حصص متفرقة، أو في جزء من الحصة كلما أحس أن هناك ضرورة تدعو إلى ذلك، على أساس أن استمرار تطبيقها لا يساعد في تحسين مهارات القراءة؛ لأنها عملية نطق للكلمات أكثر منها تدريب على إتقان المهارات، وأن ممارستها تحدث ضوضاء، كما أن التلاميذ الضعاف قد لا يقرأون، وبالتالي لا تكشف أخطاؤهم.

7- القراءة المتكررة:
تهدف هذه الاستراتيجية إلى "تحسين مستوى أداء المعسرين قرائياً عن طريق زيادة الطلاقة والدقة بالنسبة للقراءة الجهرية، بالإضافة إلى زيادة الفهم". وأهم مزاياها أنها تقدَّم للتلاميذ من مستويات مختلفة من العسر القرائي، حيث تساعد العاديين والمعسرين قرائياً، ويمكن تقديمها للصغار والراشدين، كما يسهل تطبيقها. وفي هذه الإستراتيجية يجتمع المعلم مع التلاميذ قبل البدء بالتطبيق، ويشرح لهم الهدف من هذا النوع من القراءة، وأن هذا النوع سيؤدي إلى تحسين مستواهم في القراءة بصفة عامة، ثم تقدم موضوعات القراءة المقررة بمعدل موضوع واحد في اليوم، يقوم المعلم بقراءته مرتين متتاليتين بمفرده، في حين يستمع التلاميذ إلى المعلم، يتبع ذلك قراءة التلاميذ للقطعة بصورة جماعية مع المدرس من مرة إلى خمس مرات حتى يصل المعلم بتلاميذه إلى المستوى المطلوب، بعد ذلك يقرأ كل تلميذ بمفرده في حين يستمع إليه التلاميذ الآخرون، ويقوم المعلم بتصويب الأخطاء للتلاميذ مباشرة في أثناء عملية القراءة المتكررة، ويعد هذا نوعاً من التغذية الراجعة التصحيحية التي تساعد التلاميذ بصورة كبيرة. وبعد التأكد من قراءة التلاميذ للدرس قراءة جهرية، وأنها قد أصبحت على مستوى عالٍ من الدقة، يطلب إلى الدارسين الإجابة عن الأسئلة الموجودة في نهاية الدرس؛ للتأكد من أن فهم التلاميذ قد تحسن هو الآخر.

8- المباريات والألعاب اللغوية:
أكدت دراسات عديدة على أهمية الألعاب والمباريات اللغوية في إكساب التلاميذ اللغة بجوانبها المختلفة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية. وتشترك المباريات مع الألعاب في النشاط والترويح، إلا أنها تزيد عليها بأنها تحدَّد بقواعد معينة، وتأخذ الطابع الفردي أو الجماعي، ففي نهاية المباراة يكون هناك الفائز أو فريق الفائزين. والأساس الذي تستند إليه هو ما تنادي به التربية الحديثة من ضرورة استغلال ميول التلاميذ في تعليمهم ما يراد تعليمه، ومن أبرز هذه الميول في مراحلهم المبكرة ميولهم إلى اللعب، فهم مولعون به، مفطورون عليه، يفضلونه على كل ما سواه، ومن هنا تتجه التربية إلى إدخال اللعب وأنواع النشاط في العمل المدرسي.
ولبناء مباراة لغوية في أحد الموضوعات النحوية، ينبغي مراعاة الخطوات الآتية:
- تحديد الأهداف المراد تحقيقها (معرفية، وجدانية، مهارية) ووسائل قياسها.
- تحديد الأدوات المستخدمة في المباراة (أسماك خشبية أو ورقية، بطاقات، ساعات خشبية).
- تصميم المباراة على أساس ميول التلاميذ لا ميول المعلم.
- مناسبة المباراة مع مستويات التلاميذ وقدراتهم.
- تحديد الضوابط والقواعد لممارسة المباراة بشكل صحيح.
- صياغة التعليمات بطريقة واحدة ومختصرة.
- مكافأة فريق الفائزين.
- التأكيد على عنصر المنافسة، وتحفيز ذكاء التلاميذ.
- الربط بين المباراة وبيئة التلاميذ (لعبة صيد السمك تتناسب مع تلاميذ البيئة الساحلية مثلاً).
- التقويــــم.
ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتيجية في تدريس النحو لهذه الفئة من التلاميذ مضطربي الانتباه مفرطي النشاط، حيث تساهم في امتصاص نشاطهم الزائد في تعلم أشياء مفيدة، بالإضافة إلى أنها تُكسبهم كثيراً من الصفات المرغوب فيها، كالثقة بالنفس، والتعاون، والصبر، والاحتمال والمخاطرة، والاعتماد على النفس، وتقوي عندهم الملاحظة والانتباه والنظام والطاعة، وحسن المعاملة.

9- تمثيل الأدوار:
تعد هذه الإستراتيجية إستراتيجية فعالة لتدريس اللغة بجوانبها المختلفة، لأنها تحوِّل الفصل إلى مسرح يمارس فيه كل تلميذ دوراً، ويتصرف بناء على أبعاد هذا الدور. واستخدامها في تدريس النحو مثلاً يعنى مسرحة درس النحو، أي تحويله إلى حوار ممسرح، تتحدث فيه حروف الجر عن نفسها أو عن عملها على ألسنة التلاميذ، ومثل هذه المواقف المسرحية يمارس فيها التلاميذ العاديون عامة، ومضطربو الانتباه مفرطو النشاط خاصة أنماطاً لغوية وكلماتٍ وجملاً وأساليب فصيحة تيسر لهم ممارسة اللغة بنجاح.
والخطوات المتبعة في هذه الطريقة هي:
1- تحديد الأهداف المراد تحقيقها من الحوار المسرحي، وتحديد وسائل قياسها.
2- تحديد الأدوار والمواد التعليمية اللازمة لإجراء الحوار (بطاقات، صور، دبابيس ملابس).
3- بناء الحوار مع مراعاة الأسس الآتية:
- أن يكون الحوار التمثيلي بلغة سهلة تناسب قدرات التلاميذ ومستوياتهم.
- تشخيص الأدوات والمعامل النحوية، فكان وأخواتها، وظن وأخواتها، والنواصب، والجوازم، وحروف الجر ... كلها تتحدث عن نفسها وعن عملها.
- أن يتيح الحوار اشتراك عدد كبير من تلاميذ الفصل.
- أن يُضبَط الحوار بالشكل.
- تقسيم الحوار إلى مشاهد عدة، كل مشهد ينتهي باستنتاج المعلم لجزء من القاعدة.
4- اختيار مجموعة من التلاميذ، وتعريف كل تلميذ بدوره، وتدريبهم في وقت الفراغ قبل حصة النحو على الأداء التمثيلي لهذا الحوار، مع مراعاة دقة النطق، وصحة الضبط، وحسن الإلقاء.
5- عرض التلاميذ الحوار التمثيلي أمام زملائهم في الفصل في حصة النحو.
6- كتابة المعلم القاعدة على السبورة.
وتلتقي هذه الإستراتيجية مع طريقة الألعاب والمباريات اللغوية في مزاياها المتعددة، من حيث تلبية حاجات التلاميذ النفسية، وإشباع ميولهم، وبناء شخصياتهم بكثير من الصفات المرغوب فيها، وترشيد طاقاتهم الزائدة في كل ما هو نافع ومفيد.

المراجع:
فاعلية استخـدام بعـض استراتيجيات التدريس في تحصيل تلاميذ الصف الرابع الابتدائي مضطربي الانتباه مفرطي النشاط في اللغة العربية (1999). إعداد: د. رضــا أحمد حافظ الأدغـم، د. جمال الدين محمد الشامي، د. عبد الناصر سلامة الشبراوي، جامعة المنصورة: كلية التربية بدمياط، قسم المناهج وطرق التدريس.

السبت، 17 يوليو 2010

نموذج حقيقي: الحاسوب والمصاب بالشلل الرباعي



الأسم : خلدون سنجاب
أنا مبرمج محترف أعمل في شركة Tiger Production.
معاق حركيا جراء حادث تسبب بكسر عنقي وشللي وجعلي معتمدا على منفسة.
ساهمت في عدة مشاريع مع Tiger Production منها:
o محرك رسوميات ثلاثية الأبعاد
o نظام التقاط حركة
o مخدم بث فيديو رقمي
o مخدم مؤثرات فيديو رقمي
o ألعاب ثنائية وثلاثية الأبعاد

هذه بعض منتجاتي:
o لوحة مفاتيح فعلية
o الصلاة
o المواقيت الإسلامية

لمزيد من المعلومات - هذا موقعي الالكترني www.sinjab.com


خلدون سنجاب يتواصل مع العالم عبر موقعه على شبكة الإنترنت ويوجه رسالة للشباب العربي

خلدون: السوق المحلية لا تحتوي على أدوات موجهة للمعاقين من أمثالي المصابين بشلل رباعي لتسهيل تعاملهم مع الحاسب

حوار - هند الخليفة
جريدة الرياض - الثلاثاء 28 ذي الحجة 1425هـ - 8 فبراير 2005م - العدد 13378

بعد عرض قصة المبرمج العربي النابغة خلدون سنجاب والمصاب بإعاقة حركية كلية بجميع أطرافه تلقينا بريدا إلكترونيا من أحد أقارب خلدون يوضح فيها عنوان موقعه على شبكة الإنترنت (www.sinjab.com).
حينها قامت صفحة الإنترنت والاتصالات بالتجول في الموقع ومراسلة خلدون للتعرف أكثر على كيفية تعامله مع الكمبيوتر وتغلبه على الإعاقة وتحقيقه للنجاح. وأيضا ليثبت لشباب اليوم أن الإعاقة لم تمنعه من شق طريقه نحو الإبداع والتميز.

قرأنا قصتك على شبكة الإنترنت وطموحك في دخول الجامعة لإكمال الدراسة الجامعية هل تم ذلك فعلا؟ وإذا كانت الإجابة بنعم هل تفكر في إكمال دراستك العليا؟
- عندما أتى أمر الله يوم الخميس الفاتح من أيلول سبتمبر 1994 كان يفترض بي الالتحاق بكلية الهندسة الإلكترونية يوم السبت. وكنت قد انتسبت إلى كلية الهندسة الإلكترونية، رغم تفوقي الذي كان يتيح لي الانتساب إلى كلية الطب، نظرا لتولعي بالإلكترونيات والحواسيب. حاولت الانتساب لعدة جامعات، إلا أنني لم أفلح. لا زلت آمل بإكمال الدراسة الجامعية في مجال الهندسة المعلوماتية إن شاء الله، لكنني بحاجة إلى المساعدة ومراعاة وضعي الخاص من قبل الجامعة.

هل بالإمكان شرح كيفية تعاملك مع جهاز الحاسب مثلا كيف تشغله وتطفئه وكيف تقوم بالكتابة فيه وغيرها؟
- في البداية كنت أتواصل مع الحاسوب عبر شخص وسيط يقوم بتنفيذ ما أمليه عليه. فأشاهد النتائج على شاشة موضوعة بجانبي.
لم يكن الوسيط البشري متوفرا إلا صباحا، ولذلك كنت أنقطع عن الحاسوب حتى اليوم التالي. كما أن وضعية الشاشة الجانبية أساءت إلى عيني، مما دفعني إلى البحث عن حلول بديلة. فكنت أطلب من زواري مساعدتي في صنع فأرة خاصة بي. فقام صديقي المهندس عيد عبيد بمحاولة تصنيع فأرة إلكترونية كمشروع تخرجه، إلا أن محاولته لم تنجح. فقام صديقي من المدرسة الثانوية الدكتور نسيم رتيب، الذي كان يدرس الطب حينها، بصناعة فأرة ميكانيكية لأستخدمها بشفتي السفلى ولساني. فأصبحت أتواصل مع الحاسوب بنفسي للمرة الأولى. وأصبحت الفأرة بمثابة يدي، وأضحى الحاسوب عالمي. عانيت من مشكلة عجزي عن التصرف في حال تجمد الحاسوب، فقمت بتطوير برنامج يعيد الإقلاع في حال توقف المؤشر عن الحركة لفترة معينة، لكنه كان يعجز عن إعادة الإقلاع في حال التجمد التام للحاسوب، فقام الدكتور رتيب بتركيب زر لإعادة الإقلاع على الفأرة. وكانت الفأرة تربط على وجهي كاللجام، مما تسبب بحساسية على بشرة وجهي، فلم أعد قادرا على ارتداء الفأرة دائما. وبدأت بالبحث عن بديل.


قمت برفع وضعية الشاشة، ولم أعد قادرا على مشاهدة الشاشة دون نظارات. فقام ابن عمي الدكتور مازن سنجاب بفحص عيني، وتبين ازدياد ضعف بصري، وخاصة في العين اليمنى القريبة من الشاشة. كما عثرت على سماعات رأسية متينة، وقام الدكتور رتيب بتثبيت الفأرة عليها، وتمكنت من التواصل مع الحاسوب لمدة أطول. ولكن ما لبثت أن تحسست أذني، فبدأت بالبحث مجددا.
بمساعدة صديقي المهندس أسامة المصري ومديري Young Future، حصلت على شاشة عرض كريستالية. وهي مريحة أكثر بكثير من سابقتها، فهي لا تصدر إشعاعات مؤذية، كما هي الحال مع الشاشات المهبطية. صممت باستخدام برنامج تصميم ثلاثي الأبعاد حاملا يثبت بالسرير، لحمل الشاشة فوق رأسي، تم تصنيعه بمساعدة صديقي بدر الدين طعمة. وبصري مستقر منذ ذلك الحين، إلا أنني أعتمد على النظارات بشكل دائم. تسببت نظاراتي القاسية والتي أرتديها ليلا نهار بجروح في وجهي، فاستبدلتها بنظارات مرنة بمساعدة صديقي المهندس سامر سلمى. كما صممت باستخدام برنامج تصميم ثلاثي الأبعاد حاملا يثبت بالسرير، لحمل الفأرة فوق فمي، صنعه صهري نعمان السمان، وساعد في تطويره صديقاي فخر الدين طعمة وحسين داغستاني. وقد كانت الفأرة الميكانيكية بحاجة للفك والتنظيف دوريا، ولذلك كنت أبحث عن فأرة حرارية. عثر ابن خالتي وارف أبو قبع على فأرة حرارية مدمجة في لوحة مفاتيح، وقام الدكتور رتيب بانتزاعها وتثبيتها بالحامل، وركب زر لإعادة الإقلاع عليها. وبذلك أمسيت قادرا على التواصل مع الحاسوب على مدار الساعة بفضل الله. أشغله متى رغبت، وأطفئه أنى شئت، بلمسة من شفتي.
وبذلك صرت قادرا على التحكم بالحاسوب بوساطة الفأرة. أما بالنسبة للكتابة، فقد كنت أستخدم برمجيات نظام التشغيل التي تسمح بالكتابة باستخدام الفأرة، لكنها لم تكن عملية، لأنها تشغل مساحة واسعة من الشاشة، وتغطي البرامج تحتها. فقمت بتطوير برنامجي الخاص للكتابة باستخدام الفأرة، وهو على شكل شريط رفيع، يحتل مساحة صغيرة من أعلى الشاشة، ولا يغطي البرامج أبدا، وهو عملي جدا. وقد أسميته لوحة المفاتيح الفعلية. وقد استخدمته لكتابة نص إجابات الحوار حرفا حرفا، باستخدام شفتي السفلى بوساطة الفأرة الحرارية.

موقع خلدون سنجاب على الإنترنت متى تم افتتاحه ومن قام على تصميمه وما الهدف منه؟
- افتتحت أول موقع لي باللغة الإنجليزية أوائل عام 2000، وقد كان موقعا بسيطا جدا. أما موقعي الحالي فقد قمت بتصميمه بنفسي، وكتبت نصوصه العربية والإنجليزية بمفردي، وافتتح رسميا 19 كانون الأول يناير 2005. يهدف الموقع إلى تعزيز قدرتي على التواصل مع الآخرين، بغية حثهم على العمل رغم الصعاب، وذلك في إطار واجبي كمسلم أدعو إلى الله بما استطعت، وذلك من خلال تجربتي الشخصية مع ابتلاء الله عز وجل. كما يهدف الموقع إلى تشكيل منفذ أعرض من خلاله منتجاتي على الشبكة، مستقبلا إن شاء الله. كما يهدف لتأسيس مرجع ومنتدى للمبرمج العربي, مستقبلا إن شاء الله. وهناك أهداف ثانوية كثيرة، سترونها في حينها بإذن الله.

شدنا في موقعك ذكرك للأعمال التي قمت بعملها من منتجات ومساهمات ولكنها ذكرت بصورة مقتضبة ولم نر صورا أو حتى نماذج لها..هل بالإمكان التحدث عنها بتفصيل أكثر مثل الألعاب الثلاثية و الثنائية التي ذكرتها وغيرها؟
- قمت بعون الله ببرمجة برامج عديدة، أهمها برنامج تعلم الصلاة لصالح مؤسسة نظم تكنولوجيا الحاسب والاتصالات السعودية، وهو يهدف لتعليم الصلاة بأسلوب بسيط معزز بالنص والصوت والصورة والعروض الحية، وهو من تقريظ فضيلة الشيخ ابن جبرين. كما قمت بحمد الله بالمساهمة في تطبيقات عديدة مع شركة في Tiger Production، وهي الفرع البرمجي لـ Young Future، وهي شركة إعلامية ترفيهية وتعليمية للأطفال، وتتبع لها شركة Venus للإنتاج الفني وقناة SpaceToon الفضائية. ومن هذه التطبيقات تطبيق يلتقط حركة ممثل ويحولها لحركة شخصية ثلاثية الأبعاد، ويمكن استخدامه لتسهيل عملية إنتاج أفلام الكرتون. ومن هذه التطبيقات أيضا تطبيق لأتمتة عملية البث التلفزيوني، فبدل أن يقوم أشخاص بتبديل الأشرطة الحاوية على البرامج حسب أوقات عرضها، يقوم الحاسوب بعرض البرامج المخزنة عليه تلقائيا حسب أوقات عرضها. ومن هذه التطبيقات أيضا تطبيق ينتج مؤثرات فيديوية رقمية مع البث الحي، مثل شريط الأخبار المستخدم في قناة SpaceToon. أما الألعاب، فتم عرض بعضها على الهواء مباشرة على قناة SpaceToon، حيث يقوم الأطفال بالاتصال بالقناة واللعب عن طريق أزرار الهاتف.
أما عن نماذج للبرامج، فمعظمها ملك لشركاتها لا يحق لي التصرف بها. أما برنامج تعلم الصلاة، فستقوم مؤسسة نظم تكنولوجيا الحاسب والاتصالات بنشره مجانا، قريبا إن شاء الله، جزاهم الله خيرا. أما برامجي الخاصة فسأقوم بنشرها على موقعي, مستقبلا إن شاء الله.

نلاحظ أن معظم الأجهزة التي تستخدمها للتعامل مع جهاز الحاسب هي من تصميمك وبمعاونة من أصدقائك هل يعني ذلك أن السوق لا يوجد فيه أدوات لتسهيل تعامل ذوي الاحتياجات الخاصة مع الحاسب؟
- للأسف لا تحتوي السوق المحلية أدوات موجهة للمعاقين من أمثالي المصابين بشلل رباعي، بل لا تحتوي حتى على الأجهزة الإعاشية مثل المنفسة المنزلية، التي اضطررنا لاستيرادها من الخارج. أما في الخارج، فتتوفر كثير من هذه الأجهزة، لكنها باهظة التكاليف وصعبة الاستيراد. ولقد عانيت الأمرين حتى تم تصنيع هذه الأجهزة الحيوية جدا بمساعدة أصدقائي، جزاهم الله خيرا. وقد أصبحت هذه الأجهزة جزء أساسيا من حياتي، يصعب جدا الاستغناء عنها.

في أحد الصور لك في الموقع ظهر لنا أنك تستخدم نظارات عند التعامل مع الحاسب مما دفعنا لهذا السؤال كم ساعة تقضيها في العمل على جهاز الحاسب و الإنترنت؟
- لا ينطفئ حاسوبي على الإطلاق، وأعمل عليه منذ أن تفتح عيني حتى تغلقا. فالفأرة متوضعة فوق فمي دائما، والحاسوب في حالة جهوزية دائمة لاستقبال الأوامر، حتى ليلا. فأنا استخدمه للنداء عند الحاجة الماسة، فصوتي ضعيف لا يكاد يسمع، بسبب التنفس الاصطناعي. ولا أنقطع عن الحاسوب إلا عند الحاجة، كتناول الطعام والقيام بالتنظيف وعند النوم. واستخدامي للحاسوب يتنوع من البرمجة والتعلم والقراءة والكتابة وتصفح الشبكة ومشاهدة البرامج التلفزيونية باستخدام بطاقة لاستقبال البث الفضائي، كما أنني أتسلى بألعاب استراتيجية أحيانا. كما أن الحاسوب يذكرني بأوقات الصلاة باستخدام برامج خاصة. وعندما يتعطل الحاسوب أحس بأن أطرافي قد شلت، وبأن حواسي قد تعطلت.

علمنا أنك تجيد عددا من لغات البرمجة مثل السي بلس بلس و البيسك هل هناك لغات أخرى تعكف على دراستها حاليا؟ وبرأيك هل تعتبر لغة السي بلس بلس هي اللغة الأكثر استخداما في إنتاج الرسوم المتحركة؟
- بفضل الله، أجيد استخدام لغات برمجة عديدة، مثل C++ و ObjectPascal و C# و SQL وأدرس حاليا لغات HTML و JavaScript و PHP. ولغة C++ هي الأكثر استخداما في برمجة الـ Multimedia ومن ذلك الألعاب الثنائية والثلاثية الأبعاد، وذلك لأنها أسرع لغة راقية. أما الرسوم المتحركة فهي غالبا ليست برامج بل مقاطع فيديو يتم إنتاجها باستخدام برامج للتصميم مثل 3 Studio Max و Maya.

لك عدد من الكتب المترجمة في مجال البرمجة، ولكن هل فكرت أن تدخل مجال التأليف؟
- نعم فكرت في التأليف، لكن كتب البرمجة المؤلفة والمترجمة تعاني من مشاكل كثيرة وخطيرة. فمثلا لا يوجد مصطلح عربي واحد دقيق يكافئ المصطلح الإنجليزي الواضح والمحدد، بل على العكس توجد عشرات الكلمات العربية المقابلة لكلمة إنجليزية واحدة، الأمر الذي يشوش القارئ وقد يجعله عاجزا عن الفهم، مثل ترجمة Function "دالة" أو "تابع"، والترجمتان غير دقيقتين ولا تعبران عن المعنى. وكذلك قد تترجم عشرات الكلمات الإنجليزية إلى كلمة عربية واحدة رغم غنى اللغة العربية الشديد بالمترادفات. فمثلا "مصفوفة" تستخدم لترجمة Array وMatrix، مما يجعل القارئ عاجزا عن التمييز بينهما في سياق واحد، وأنا أقترح أن تترجم Array "صفيفة" وتبقى Matrix "مصفوفة". وتترجم Type و Kind و Sort "نوع" وهذا يشوش القارئ وقد يجعله عاجزا عن الفهم أيضا. كما أن الكثير من المصطلحات تترجم ترجمة خاطئة، مثل ترجمة Virtual "افتراضي". ولذلك أحجمت عن الترجمة والتأليف، وباشرت بدراسة اللغة العربية والإنجليزية بتعمق، كما أنني أعتزم إنشاء موقع خاص لتوحيد واعتماد المصطلحات.

ما مدى إقبال الزوار على موقع خلدون؟ وهل تلقيت عروضا خارج الوطن العربي للعمل معها؟
- بحمد الله، لاقى موقعي إقبالا كبيرا منذ افتتاحه، وسجل الزوار يشهد. وقد فوجئت بكم المشاركات وعاطفتها الجياشة، وأرجو الله أن أكون عند حسن ظنهم، وشكرا لكل من سجل مشاركته في سجل الزوار. وقد أعطتني تلك المشاركات دفعا عظيما والحمد لله، جزاهم الله خيرا ووفقهم إلى خير ما يرضاه. أسأل الله أن يكون ذلك نعمة من عنده لا فتنة. أما بالنسبة لعروض العمل، فلم أتلق عرضا حتى الآن، أسأل الله التوفيق.

هل هناك مهارات أخرى تتقنها في الحاسب غير البرمجة؟
- بحمد الله، أتقن استخدام العديد من البرامج، لكن جل اهتمامي منصب على البرمجة، التي أشعر أنها تجري في عروقي. فالبرمجة ليست حرفتي وحسب، بل هي هوايتي التي أتسلى بها في أوقات فراغي. فمنذ تعلمتها أول مرة قبل الحادث أدمنت عليها ولم أعد قادرا على تركها، وأدركت أنني خلقت لأكون مبرمجا، ولذلك انتسبت إلى كلية الهندسة الإلكترونية رغم تفوقي.

بنظرك ماذا ينقص شبابنا اليوم للتفوق في مجال الحاسب وهل هناك كلمة توجهونها لهم؟
- يزورني كثير من الشباب والحمد لله، وكثير منهم ليس لهم وجهة يولون وجوههم إليها، يسيرون في الحياة خبط عشواء. لا بد للشباب للتفوق في أي مجال أن يحددوا أهدافهم بدقة ووضوح، وهل من هدف أسمى من نيل رضوان الله تبارك وتعالى، وقد خلقنا ليختبرنا فيرى الصابرين منا ويرى من ينقلب على عقبيه، قال سبحانه \وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)\ (آل عمران). ولذلك فإن من يضع رضوان الله نصب عينيه يهده الله سواء السبيل وييسر له أمره. ولا بد للشباب من رسم خطة واضحة لتحقيق أهدافهم، من كيفية تحقيقها، وكم تتطلب من جهد ووقت، ولا بد من مراجعة ما أنجز وما بقي، لاكتشاف الأخطاء وتصحيحها. ولا بد لهم من ترتيب أولوياتهم حسب أهميتها، فلا ينشغلوا بالمهم عن الأهم. ولا بد من إتقان العمل، فشيء واحد متقن خير من عشرات الأشياء المنقوصة. أما في مجال الحاسوب، فكثير من الشباب يدرسون علوم الحاسوب لأنها صناعة رائجة، وبعد دراستهم يتبين لهم أنهم لا يحبون تخصصهم، وربما يجدون أنهم لا يحبون علوم الحاسوب أساسا، ولذلك لا يفلحون في مهنتهم، وقد يفلحون، ولكن لن يبدعوا. فعلى الشاب أن يحدد وجهته فيما يريد، فهناك مجالات كثيرة للتخصص في البرمجة وفي استخدام البرامج.

أخيرا ماذا يخطط خلدون للمستقبل بإذن الله؟
- إن شاء الله، أنوي تأسيس شركة برمجة خاصة بي، وأنوي إكمال تحصيلي العلمي إن أتيحت لي الفرصة، وأنوي دراسة اللغتين العربية والإنجليزية بعمق، كما أنوي كتابة الكثير من البرامج بعون الله. وكل ذلك في إطار رضوان الله عز وجل، أرجو من الله أن ألقاه وهو راض عني، والحمد لله رب العالمين وشكرا لاهتمامكم.

الشلل الدماغي وزيادة التوتر العضلي



يؤثر الشلل الدماغي على الحركة والجلسة او الوقفة وهو يسبب بأذىً للمخ قبل الولادة او خلالها او بعدها.لا يمكن عكس الاذى الدماغي الذي هو أساس الشلل وهو ينتج عجزاً في طوال العمر. على الرغم من التقدم المحسوس في مجال الطب فلم ينتج هذا هبوطاً في نسبة حدوث الشلل الدماغي ويحدث هذا المرض عند الاطفال في نسبة واحد من خمسمئة .
تختلف طرق معالجة الشلل الدماغي من مريض الى آخر وتوجد خيارات متعددة للمعالجة. وقد يصعب على الوالدين إختيار المعالجة الطبية المناسبة لاولادهم. من المهم جداً أن يستشير الولدان او المرضى فريقهم الطبي بكليته وهذا يضم طبيب المعالجة الفيزيائية وطبيب الاطفال وطبيب إعادة التأهيل (physiatrist) وطبيب الامراض العصبية وجراح الاعصاب وجراح العظام. وقد تساعد أيضاً إستشارة الدراسات الطبية والمعلومات التي نوفرها في هذا الموقع.

سبب التشنج - التيبس- زيادة التوتر العضلي :
يشير التشنج إلى إزدياد في التوتر اوالاشتداد في العضلات. تحتاج العضلات عادة لتوتر او اشتداد كاف للعمل ضد قوة الجاذبية من أجل الحفاظ على الوقفة او الجلسة او الحركة وفي نفس الوقت من اجل توفير المرونة والسرعة في الحركة. يذهب الامر الذي يصدر من اجل توتير العضلات او شدها من الاعصاب الموجودة في العضلات إلى الحبل الشوكي. وتسمى هذه الاعصاب ألياف الاعصاب الحسية لانها تُعلم الحبل الشوكي بدرجة التوتر في العضلات. تذهب الاوامر التي تصدر من أجل تحقيق المرونة او تهبيط التوتر في العضلات من أعصاب في الدماغ إلى الحبل الشوكي. على الاوامر التي تصدر من العضلات والاوامر التي تصدر من الدماغ أن تكون متناسقة في الحبل الشوكي لكي تعمل العضلات برفق وسهولة وللحفاظ على القوة في نفس الوقت.
إذا كان الشخص يعاني من الشلل الدماغي، هذا يعني انه قد حدث ضرر في الدماغ. لاسباب غير واضحة حتى الان، يكون الضرر عادة في منطقة الدماغ التي تتحكم في توتر العضلات والحركة في الايدي والارجل. لا يستطيع دماغ الشخص الذي يعاني من الشلل الدماغي أن يؤثر على مدى المرونة في العضلات. ويسيطر عندها الأمر الذي يصدر من العضلات في الحبل الشوكي وهذا ما ينتج توتراً شديداً في العضلات او تشنجاً.

تفشّي التشنج
يعاني ثمانون بالمئة من المصابين بالشلل الدماغي من درجات مختلفة من التشنج. يرتبط التشنج بالشلل الدماغي في النصف الاسفل (diplegic) او الشلل النصفي على جانب واحد (hemiplegic) او الشلل الرباعي (quadriplegic). يظهر التشنج بوضوح في السنة الاولى من العمر إذا كان المريض يعاني من شلل دماغي شديد ولكن في أكثر الاحيان يظهر التشنج في السنوات اللاحقة من الحياة. من المهم أن نلاحظ انه إذا ظهر التشنج فلا يمكن ان يحصل الشفاء منه بطريقة تلقائية.

نتائج التشنج
لا ينفع التشنج بأي شكل من الاشكال الاطفال او الراشدين المصابين بالشلل الدماغي. يؤثر التشنج بطريقة معادية على الايدي والارجل والمفاصل ويسبب حركات شاذة وبشكل خاص فهو يشكل ضرراً على نمو الاطفال. إن بعض النتائج المعادية التي نحن على علم بها هي الآتية:
1. منع القدرة على الحركة.
2. الكبح الطولي لنمو العضلات.
3. منع تركيب البروتين في خلايا العضلات.
4. إمتداد محدود للعضلات في سياق النشاط اليومي.
5. .تشوه في نمو العضلات والمفاصل.
من المهم أن نذكر هنا ان التشوه في الايدي والارجل عند المرضى التي تعاني من الشلل الدماغي التشنجي لا يظهر عند الولادة وإنما تدريجياً في مراحل لاحقة من النمو. يشكل التشنج في العضلات ومحدودية تمديدها واستعمالها في النشاط اليومي سبباً مهماً للتشوه.

طرق المعالجة الحالية للشلل الدماغي التشنجي
في الوقت الحالي، يُستعمل الدواء المعطى عن طريق الفم وحقن البوتكس(Botox, botulinum A toxin) وتشريب الباكلوفن(baclofen) والجراحة العظمية وجراحة القطع الانتقائي لجذور الاعصاب الفقرية والمعالجة الفيزيائية والمقوم لمعالجة الشلل الدماغي التشنجي والمسائل المتعلقة به.
لا تزال تستعمل الادوية التي تأخذ بالفم كالفليوم والباكلوفن ولكن يوجد إجماع في الرأي أن هذه الادوية لا تهبط التشنج.
وقد شاع استعمال حقن البوتكس في العضلات في السنوات الاخيرة. يسبب البوتكس ضعفاً في العضلات لمدة ثلاثة او اربعة اشهر بعد الحقنة وهو يخفف التشنج في مجموعة محدودة من العضلات. وما يشكل غاية الاهمية ان نتائج هذه المعالجة هي مؤقتة. ولكن يبدو ان المفعول الجانبي خفيف.
يشكل تشريب الباكلوفن بواسطة مضخة تغرز في جدار البطن طريقة فعالة لتهبيط التشنج المسبب بجرح للحبل الشوكي وأيضاً لتهبيط تشنج الشلل الدماغي. ولكن تشريب الباكلوفن لا يؤدي الى حل نهائي لان التشنج يعود عند توقيف التشريب. وقد يؤدي تشريب الباكلوفن الى خطر الاصابة بالجرعة المفرطة والتهاب السحايا وتعقيدات اخرى تتطلب تكرار دخول المستشفى للمعالجة. وبما ان تشريب الباكلوفن أستعمل لسنوات قليلة نسبياً فنحن لا نعرف نتائجه الطويلة الامد.
تستعمل الجراحات التجبيرية وبما فيها جراحة إطلاق العضلات وجراحة تطويل الاوتار من أجل معالجة التشوه المسبب بالشلل الدماغي التشنجي. وبالتأكيد فإن الجراحة التجبيرية تحسن نطاق الحركة في المفاصل وتجعل من السهل تحريك الارجل عند الاطفال. ولكن أحد المفاعيل الجانبية الرئيسية لهذه الجراحة هو ضعفاً دائماً في العضلات ووقفة او قعدة شاذة وتشوه. بالاضافة الى ذلك، لا تهبط الجراحة التجبيرية التشنج بطريقة مباشرة وإنما تعالج نتائج التشنج.

الشلل الدماغي 3

الشلل الدماغي
Cerebral palsy


من كتاب " العمل مع الطفل والأسرة " الفصل التاسع


ترجمة : محمد سعد محمد
المصدر : منتدى الخليج


ما هو الشلل الدماغي؟
يمثل الشلل الدماغي إعاقة تؤثر على الحركة ووضعية الجسم، وهي تنتج عن ضرر يلحق بالدماغ قبل ولادة الطفل أو عند ولادته أو بعدها، ولا يلحق الضرر بالدماغ بأكمله بل بأجزاء منه فقط، ويلحق بالدرجة الأولى بالأجزاء التي تتحكم بالحركات، ولا تشفى الأجزاء المصابة كما أن إصابتها لا تتفاقم، ومع ذلك يمكن تحسين الحركات، ووضعيات الجسم، وكذلك المشكلات الأخرى ذات الصلة، كما يمكن أيضا أن تسوء، ويتوقف ذلك على كيفية معالجتنا للطفل وعلى حجم الضرر اللاحق بدماغ الطفل، وكلما كان العلاج مبكرا كلما زاد التحسن الذي يمكن إحداثه.

في العديد من الدول يمثل الشلل الدماغي السبب الأكثر شيوعا للإعاقة الجسمانية، ويمثل في بلدان أخرى السبب الثاني لها بعد شلل الأطفال، ويصاب بالشلل الدماغي سواء قبل الولادة أو بعدها طفل واحد من بين كل ثلاثمائة طفل.

كيفية التعرف على الشلل الدماغي:-
العلامات المبكرة:-
o عند الولادة -- يكون الطفل المصاب بالشلل الدماغي مترنحا ولينا في أكثر الأحيان، وقد يبدو طبيعيا أيضا.

طفل طبيعي

طفل مصاب - مرن - يتدلى الطفل إلى الأسفل على شكل حرف (U) ويكون قليل أو عديم الحركة
o قد يتنفس أو لا يتنفس الطفل عند الولادة مباشرة، وقد يكون مرنا مع زرقان في اللون، ويعد تأخر التنفس سببا شائعا لتضرر الدماغ.
o يكون الطفل بطيء الحركة بالمقارنة مع الأطفال الآخرين، فيكون بطيئا في قدرته على تثبيت رأسه لأعلى أو في الجلوس أو في التحرك هنا وهناك.

o قد لا يستخدم الطفل يديه، أو يستخدم يدا واحدة فقط، ولا يبدأ في استخدام الاثنين.

مشكلات التغذية:
قد يكون لدى الطفل صعوبات في الامتصاص، والابتلاع، والمضغ، وقد يتعرض في كثير من الأحيان للاختناق أو التقيؤ، بل وحتى مع نمو الطفل فقد تستمر هذه المشكلات وغيرها فيما يتعلق بتناول الغذاء.

الصعوبات التي تتم مواجهتها في رعاية الرضيع أو الطفل الصغير: -
o قد يكون جسم الطفل متيبسا عند حمله، أو تغيير ملابسه، أو تحميمه، أو أثناء اللعب، وقد لا يتعلم فيما بعد القيام بتناول الغذاء أو ارتداء ملابسه بنفسه، أو الاستحمام، أو استخدام المرحاض، أو اللعب مع الآخرين، وقد يكون ذلك ناتجا عن التيبس المفاجيء للجسم أو نتيجة لوجود مرونة شديدة بالجسم تجعل الطفل "يسقط أرضا".
o قد يكون الرضيع شديد الترنح مما يجعل رأسه يبدو وكأنه سيسقط، أو قد يتيبس الرضيع فجأة وكأنه لوح من الخشب، مما يجعل المرء يشعر بعدم القدرة على حمله أو عناقه.

يتيبس الجسم وكأنه لوح من الخشب
o قد يبكي الرضيع كثيرا ويبدو سريع الغضب أو الانفعال، أو قد يكون هادئا للغاية (سلبيا) ويكاد لا يبكي أو يبتسم.

صعوبات التواصل:-
o قد لا يستجيب الرضيع أو يتفاعل مثلما يفعل باقي الرضع، وقد يرجع ذلك بشكل جزئي إلى ما به من مرونة، أو تيبس، أو عدم القدرة على القيام بإيماءات باستخدام الذراعين، أو عدم القدرة على التحكم في عضلات الوجه، وكذلك فقد يكون الطفل بطيئا في البدء في التحدث، وقد يحدث لاحقا لدى بعض الأطفال التحدث بشكل غير واضح أو غيرها من مشكلات التحدث الأخرى.


لويس .. هل تريد أن تعلب مع أوسكار، يا لويس؟

حتى إذا كان الطفل يستطيع سماع الأصوات العالية،
فقد لا يسمع بالشكل الكافي لفهم الكلمات

كم ناتج طرح 7 ناقص 4؟ ------ صح .. 3

o على الرغم من أنه يصعب على الوالدين معرفة ما يريده الطفل على وجه التحديد، إلا أنهما يصلان تدريجيا إلى فهم العديد من احتياجاته، ففي البداية يبكي الطفل كثيرا لتوضيح ما يريده، وقد يشير إليه فيما بعد باستخدام ذراعه أو قدمه أو عينيه.

الذكاء:-
o قد يبدو على بعض الأطفال البلادة نظرا لشدة ترنحهم وبطء حركتهم، والبعض الآخر يتحرك كثيرا وبشكل غير متزن قد يجعلهم يبدون كالبلهاء، وقد تتحرك وجوههم بشكل دائري، أو قد يسيل لعابهم نظرا لضعف عضلات الوجه أو صعوبة الابتلاع، مما قد يجعل الطفل الذكي يبدو بطيئا من الناحية الذهنية.
o تقريبا يكون نصف الأطفال المصابين بالشلل الدماغي مصابين بالتخلف العقلي، ولكن ينبغي عدم اتخاذ قرار في هذا الشأن بشكل مبكر، حيث يتعين تقديم المساعدة والتدريب للطفل كي تتضح حالته حقا، ويستطيع الوالدان في أغلب الأحيان القول بأن ما يفهمه الطفل فعلا أكثر مما يتضح عليه.
o من خلال المساعدة والتدريب أثبت بعض الأطفال مممن كانوا يعتبروا متخلفين أنهم أذكياء إلى حد بعيد
o أحيانا ما تتأثر القدرة على السمع والرؤية، وإذا لم يتم التعرف على هذه المشكلة فقد تعتقد الأسرة أن الطفل يفتقد للذكاء، وينبغي ملاحظة الطفل بعناية واختباره لمعرفة لأي مدى يستطيع أن يسمع ويرى (انظر الصفحات من 450 إلى 453 من النسخة الإنكليزية من الكتاب).
o تحدث النوبات (نوبات الصرع .. النوبات المرضية .. التشنجات) لدى بعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي (انظر الفصل التاسع والعشرين من النسخة الإنكليزية من الكتاب).

السلوك المتسم بالقلق:-
o قد تحدث تغيرات مفاجئة في الحالة المزاجية من الضحك إلى البكاء، وظهور مشاعر الخوف، ونوبات الغضب، وغيرها من مظاهر السلوك الصعبة الأخرى، وقد يرجع السبب في ذلك وبشكل جزئي إلى ما لدى الطفل من إحباط نتيجة لعدم قدرته على القيام بما يريد باستخدام جسمه، وعند وجود الكثير من الضوضاء وكم زائد من النشاط فمن الممكن أن يصبح الطفل خائفا أو متضايقا، فالضرر اللاحق بالدماغ قد يؤثر على السلوك أيضا، ويحتاج هؤلاء الأطفال إلى الكثير من المساعدة والصبر للتغلب على مخاوفهم وسلوكياتهم غير المعتادة الأخرى (انظر الفصل الأربعين من النسخة الإنكليزية من الكتاب).
o لا يفقد الطفل حاسة اللمس، والإحساس بالألم، والحرارة، والبرودة، وبوضعية الجسم، إلا أنه قد يكون لدى الأطفال صعوبة في التحكم في حركات أجسامهم وفي التوازن، ونظرا لإصابتهم بضرر في الدماغ فقد يكون لديهم صعوبة في تعلم هذه الأشياء، ومن الممكن أن يكون التعليم المتسم بالصبر والكثير من التكرار مفيدا في هذا الشأن.

حركات الجسم غير الطبيعية:-
o يوجد لدى الرضع "حركات جسمانية مبكرة" تحدث بشكل تلقائي والتي عادة ما تتلاشى في خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى من العمر، ولكنها قد تستمر لفترة أطول بكثير في حالة الأطفال المصابين بضرر في الدماغ، إلا أنه ليس لها أهمية سوى عند تأثيرها على كيفية التي يتحرك بها الطفل، وعادة فإن "ارتعاش الركبة" وحركات الأوتار والقفز تعد نشاطا زائدا (القفز أعلى من المعدل الطبيعي)، وفي حال عدم التأكد فإن اختبار الحركات غير الطبيعية قد يساعد على التمييز بين الشلل الدماغي و شلل أطفال (انظر الفصل الأربعين من النسخة الإنكليزية من الكتاب).


أنواع الشلل الدماغي


يختلف الشلل الدماغي من طفل لآخر، وقد توصل خبراء مختلفون إلى أساليب مختلفة لتوصيفه، ولكن لا داعي للقلق بشأن تحديد نوع معين من الشلل الدماغي لدى الطفل، فهذا لا يساعد عادة في علاج الطفل.
ومع ذلك فمن المفيد التعرف على ثلاث طرق رئيسية يمكن أن يظهر بها الشلل الدماغي، وقد تظهر على طفل ما واحدة أو أخرى من هذه الطرق الثلاث، ولكن عادة ما تأخذ شكل يجمع إلى حد ما بينهم جميعا.

1- تيبس العضلات أو "التشنج":-
يكون لدى الطفل "المتشنج" تيبسا بالعضلات أو "توترا بالعضلات"، ويؤدي ذلك إلى صلابة أو تيبس جزء من جسمه، وتتسم الحركات بالبطء والغرابة، وفي أغلب الأحيان تؤدي وضعية الرأس إلى أوضاع غير طبيعية لسائر الجسم، ويزداد التيبس عندما يكون الطفل متضايقا أو مستثارا، أو عندما يكون جسمه في أوضاع معينة، ويختلف نمط التيبس بشكل كبير من طفل لآخر.

وضعيات التشنج عند الرقود على الظهر
















2- عدم التحكم في الحركات:-
ويقصد بذلك الحركات الملتوية البطيئة أو السريعة المفاجئة لقدمي الطفل أو ذراعيه أو يديه أو عضلات وجهه، وقد يبدو أن الذراعين والساقين تتحرك بشكل مفاجئ ومتوتر، أو قد تتحرك إحدى اليدين أو أصابع القدم دون سبب، وعندما يتحرك باختياره فإن أجزاء الجسم تتحرك بسرعة شديدة ولمسافة بعيدة للغاية، وقد تستمر الحركات أو الوضعيات التشنجية، مثل تلك الموضحة في الصور المبينة أعلاه، في الظهور والاختفاء (توتر العضلات يتغير بشكل دائم)، ويكون توازن الطفل ضعيفا ويسقط بسهولة.
يمتلك معظم الأطفال الذين لا يستطيعون التحكم في حركاتهم ذكاء طبيعيا، ولكن في حالة تأثر العضلات اللازمة للتحدث فقد يكون من الصعب عليهم التعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم.
وقد تتمثل الحركات التي لا يستطيع الطفل التحكم بها بالنسبة الذراعين والأيدي في الاهتزاز بشكل منتظم أو "انقباضات" مفاجئة، وفي أغلب الأحيان تظهر الحركات التي لا يستطيع الطفل التحكم بها بشكل أكثر سوء عندما يكون الطفل مستثارا أو يحاول القيام بشيء ما.





3- ضعف التوازن:-
يكون لدى الطفل المصاب بضعف التوازن صعوبة في البدء في الجلوس والوقوف، فهو يسقط في أغلب الأحيان ويستخدم يديه بشكل بعيد للغاية عن الإتقان، وكل هذه الأمور طبيعية بالنسبة لصغار الأطفال، ولكنها تكون مشكلة ذات حجم أكبر في حالة الطفل المصاب بضعف التوازن كما أنها تستمر لفترة أطول (وأحيانا طوال الحياة).
نظرا لأن الأطفال الذين يعانون بشكل رئيسي من مشكلة في التوازن يبدو عليهم أنهم يتصرفون بشكل أخرق أكثر مما يبدو عليهم أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، فأحيانا ما يتسم الأطفال الآخرون بالقسوة ويسخرون منهم.





يكون لدى العديد من الأطفال المصابين بالتشنج أو عدم التحكم في الحركات مشكلات في التوازن أيضا، وقد يشكل ذلك عائقا رئيسيا في تعلم المشي، ومع ذلك فإنه يمكن في أغلب الأحيان القيام بالكثير من الأمور لمساعدة الطفل على تحسين توازنه.

ملاحظــــــــــــــــــــــــة:-
يتسم الأطفال الرضع المصابين بأي نوع من أنواع الشلل الدماغي ببطء الحركة والمرونة بشكل رئيسي في أغلب الأحيان، ويبدأ ظهور التيبس أو عدم التحكم في الحركات رويدا رويدا، أو قد يكون الطفل بطيء الحركة في بعض الوضعيات ومتيبسا في وضعيات أخرى.

أجزاء الجسم المتأثرة:-
يوجد ثلاثة أنماط رئيسية والتي تتوقف على طبيعة الأطراف المتأثرة



على الرغم من أن غالبية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ينطبق عليهم نمط أو آخر من هذه الأنماط، إلا أنه ينبغي أيضا البحث عن مشكلات ثانوية في أجزاء أخرى من الجسم.

أسئلة عن الشلل الدماغي:-
1- ما سببه؟
تختلف أجزاء الدماغ المتعرضة للضرر من طفل لآخر من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وفي أغلب الأحيان يصعب إيجاد الأسباب.

" أسباب قبل الولادة:
o إصابة الأم بأمراض أثناء فترة الحمل، ويشمل ذلك مرض الحصبة الألمانية أو مرض القوباء المنطقية.
o الاختلافات بين دم الأم ودم الطفل.
o وجود مشكلات لدى الأم، مثل مرض السكري أو تسمم الحمل.
o الوراثة، وهو أمر نادر الحدوث، ولكن هناك "شلل جزئي وراثي".
o لا يمكن إيجاد سبب في حوالي 30? من الأطفال.


" أسباب قرب أو أثناء الولادة:
o نقص الأكسجين (الهواء) عند الولادة، حيث لا يتنفس الطفل بالسرعة الكافية ويصبح لونه أزرق ويكون بطيء الحركة، وفي بعض الحالات فإن سوء استخدام الهرمونات (أوكسيتوسيكس) بغرض تسريع الولادة يؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية بالرحم بدرجة شديدة لا يحصل معها الجنين على الأكسجين الكافي، ويولد الطفل وهو أزرق اللون وبطيء الحركة ومصابا بضرر في الدماغ.
o الإصابات الحادية عند الولادة والناجمة عن حالات الولادة المتعسرة، وفي معظم الأحيان يكون هؤلاء المواليد كبار الحجم بينما تكون أمهاتهم صغيرات الحجم أو السن، وقد يتعرض رأس الجنين للضغط ويتغير شكله وتتمزق الأوعية الدموية ويتعرض الدماغ للضرر.
o الولادة المبتسرة، حيث أنه يكون من المحتمل بشكل أكبر للأطفال الذين يولدون قبل 9 شهور ويقل وزنهم عن 2 كيلوغرام (5 أرطال) الإصابة بالشلل الدماغي، وفي البلدان الغنية فإن أكثر من نصف حالات الشلل الدماغي تحدث للأطفال الذين يولدون مبكرا.


" أسباب بعد الولادة:
o الارتفاع الشديد في درجة الحرارة نتيجة للإصابة بمرض أو الجفاف (فقدان الماء نتيجة للإصابة بالإسهال)، ويشيع ذلك بصورة أكبر بالنسبة للأطفال الذين لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية.
o إصابة الدماغ بمرض (التهاب السحايا .. التهاب الدماغ، وهناك أسباب عديدة مثل الملاريا والسل.
o الإصابات التي تلحق بالرأس،
o نقص الأكسجين الناجم عن الغرق، أو التسمم بالغاز، أو لأسباب أخرى.
o التسمم من طبقات الرصاص التي تطلى بها الأواني الفخارية، والمبيدات الحشرية التي يتم رشها على المحاصيل الزراعية، وغيرها من السموم الأخرى.
o النزيف أو جلطات الدم بالمخ، والتي تكون لأسباب غير معروفة في أغلب الأحيان.
o الأورام الخبيثة بالمخ، والتي تسبب ضررا مستمرا بالدماغ تكون علاماته مشابهة لعلامات الشلل الدماغي ولكنها تسوء بشكل منتظم.


2- هل الشلل الدماغي معد؟ لا .. حيث أنه لا يمكن أن ينتقل من طفل لآخر.

3- هل يستطيع الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي الزواج وإنجاب أطفال؟ نعم .. ولن يصاب الأطفال بهذه الحالة (سوى في نوعية نادرة للغاية من الشلل الدماغي).


4- ماهو العلاج الطبي أو الجراجي المتاح؟
فيما عدا العقاقير المستخدمة للتحكم في النوبات، فإن الأدوية لا تفيد عادة، (وعلى الرغم من أنه يتم في كثير من الأحيان وصف أدوية لتقليل التشنج، إلا أنها لا تفيد عادة، وقد تسبب مشكلات)، وأحيانا تكون الجراحة مفيدة في تقويم التقلصات العنيدة الحادة، ومع ذلك فإن الجراحة بغرض إضعاف أو تشنج العضلات أو التخلص منه تكون أقل تأثيرا في أغلب الأحيان وقد تجعل الوضع أكثر سوء أحيانا، ويتطلب الأمر تقييما متأنيا، وعادة فإنه ينبغي التفكير في الجراحة فقط إذا كان الطفل يمشي بالفعل ولدية صعوبة متزايدة بسبب التقلصات، وبالنسبة للطفل الذي لا يستطيع التوازن بشكل يسمح له بالوقوف فإن الجراحة لا تفيد عادة، وأحيانا فإن الجراحة بغرض فصل الساقين يمكن أن تساعد في تسهيل عملية التنظيف والاستحمام.


- ما الذي يمكن القيام به؟
لا يمكن علاج الأجزء التالفة من الدماغ، ولكن في أغلب الأحيان يستطيع الطفل تعلم استخدام الأجزاء غير التالفة للقيام بما يريد، ومن الأهمية للوالدين أن يعرفا على وجه التقريب ما يتوقعانه:
o يتحول الطفل المصاب بالشلل الدماغي إلى شخص بالغ مصاب بالشلل الدماغي، ولا يؤدي البحث عن علاجات سوى إلى الإحباط، وعوضا عن ذلك ينبغي مساعدة الطفل أن يصبح شخصا بالغا يستطيع العيش بما به من إعاقة وبأكبر قدر ممكن من الاعتماد على الذات.
o تستطيع الأسر فعل الكثير لمساعدة الأطفال على تعلم تسيير أمورهم بشكل أفضل، وبشكل عام فإن الطفل الأكثر ذكاء يتعلم بنجاح كيفية التكيف مع حالته، ومع ذلك فلا يكون الذكاء ضروريا دائما، وفي واقع الأمر فإن بعض الأطفال الأذكياء يتعرضون بسهولة أكبر للإحباط وتثبيط الهمة مما يجعلهم يتوقفون عن المحاولة، وللحفاظ على استمرارية تقدم حالة هؤلاء الأطفال، فإن الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهد لإيجاد أساليب جديدة تثير اهتمامهم، فحتى الأطفال المصابين بتخلف حاد يستطيعون في أغلب الأحيان تعلم مهارات أساسية هامة، ولا يتضاءل الأمل في حدوث الكثير من التقدم إلا عندما يكون التلف العقلي شديد للغاية بالدرجة التي تجعل الطفل لا يستجيب على الإطلاق للأشخاص والأشياء، ومع ذلك وقبل الحكم على الطفل الذي لا يستجيب، يجب القيام بفحص الطفل من حيث الصمم أو فقدان القدرة على الإبصار.

ملاحظة هامة:
بدلا من محاولة معالجة أعراض الشلل الدماغي، يمكننا القيام بما هو أكثر من ذلك بالنسبة للطفل إذا ما ساعدناه في تنمية الحركة، والتواصل، والرعاية الذاتية، والعلاقات مع الآخرين، حيث يمكننا أحيانا القيام جزئيا بتصحيح الأعراض من خلال مساعدة الطفل على تنمية مهاراته الأساسية.

o يستطيع أفراد الأسرة تعلم اللعب والقيام بالأنشطة اليومية مع الطفل بأساليب تساعد الطفل على تسيير أموره وكذلك على الوقاية من المشكلات الثانوية مثل التقلصات.
o والأكثر أهمية هو أن يتعلم الوالدان (والجدان!) عدم القيام بكافة الأمور للطفل، بل ينبغي فقط مساعدته بما يكفي كي يستطيع التعلم من القيام بالمزيد لنفسه.
o وعلى سبيل المثال فإذا كان طفلك باديء في مد يده وأخذ الأشياء إلى فمه:




هل سيستطيع طفلي المشي يوما؟
غالبا ما يمثل ذلك السؤال أكبر أوجه القلق لدى الوالدين، حيث يمثل المشي أمرا هاما من الناحيتين الوظيفية والاجتماعية، ولكن من حيث احتياجات الطفل فإن هناك مهارات أخرى قد تكون أكثر أهمية، ولكي يحيا الطفل حياة سعيدة وبأكبر قدر ممكن من الاستقلالية والاعتماد على الذات، فهناك مهارات وإنجازات ضرورية وهي على النحو التالي (ومرتبة من حيث الأهمية):-
o ثقة الطفل بنفسه وحبه لذاته.
o التواصل والعلاقات مع الآخرين.
o الأنشطة التي تتطلب رعاية ذاتية مثل تناول الطعام وارتداء الملابس وقضاء الحاجة.
o التنقل من مكان لآخر.
o (وإن أمكن) المشي.

ينبغي علينا جميعا أن ندرك أن المشي ليس أهم مهارة يحتاجها الطفل، كما أنه ليس المهارة الأولى بالتأكيد، فقبل أن يستطيع الطفل المشي فإنه يحتاج إلى التحكم في الرأس بقدر معقول، كما يحتاج إلى أن يكون قادرا على الجلوس دون مساعدة، وعلى حفظ توازنه أثناء الوقوف.
وبالفعل فإن معظم الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يتعلمون المشي، وإن كان ذلك في كثير من الأحيان يحدث بشكل متأخر كثيرا عما هو معتاد، وبشكل عام فكلما قلت حدة إصابة الطفل وكلما كان بمقدوره بشكل مبكر الجلوس دون مساعدة، فإنه يزداد احتمال قدرته على المشي، وإذا ما استطاع الطفل الجلوس دون مساعدة وهو في سن الثانية، فإن فرصه في المشي قد تكون جيدة، وذلك على الرغم من اشتمال الأمر على عوامل أخرى عديدة، حيث أن بعض الأطفال يبدأون في المشي في سن السابعة أو العاشرة أو حتى في سن أكبر من ذلك.
عادة ما يتعلم الأطفال المصابين بالشلل النصفي أو الشلل المضاعف المشي، إلا أن البعض منهم قد يحتاجون إلى عكازات، أو دعامات، أو غيرها من الأدوات المساعدة الأخرى.
قد لا يمشي مطلقا العديد من الأطفال ذوي الإصابة الحادة، وينبغي علينا تقبل ذلك، وأن نضع في اعتبارنا أهدافا أخرى هامة، فسواء تسنى أم لم يتسنى للطفل المشي يوما ما، فإنه يحتاج إلى وسيلة ما للتنقل من مكان لآخر، وفيما يلي موقفا حقيقيا ساعدنا على إدراك أن هناك أشياء أخرى أكثر أهمية من المشي.

خطأ شائع
عندما يتم الإمساك على هذا النحو بطفل مصاب بتلف حاد بالدماغ، فإن ساقيه قد تتيبسان تلقائيا وتتجه قدماه لأسفل فيما يسمى "بالإنعكاس اللا إرادي لأصابع القدم"، ونظرا لأن القدمين تقومان أحيانا "بخطوات" متشنجة فإن الوالدين يعتقدان أن الطفل أصبح "مستعدا تقريبا للمشي"، ولكن ذلك ليس صحيحا، حيث يجب أولا التغلب على الإنعكاس اللا إرادي لأصابع القدم قبل أن يستطيع الطفل البدء في تعلم المشي، ولذلك يجب عدم القيام بالإمساك بالطفل بهذه الوضعية أو جعله يحاول المشي، فلن يؤدي ذلك سوى إلى تقوية رد الفعل المعيق هذا (انظر صفحة رقم 291 من النص الإنكليزي).


نعرف شقيقين في قرية مكسيكية وكلاهما مصابان بالشلل الدماغي
o هذا الطفل يمشي ولكن بصعوبة بالغة، فالمشي يجعله يشعر بالتعب وبأنه غير طبيعي مما يجعله يبقى بالبيت ولا يمارس اللعب أو العمل، فهو غير سعيد.

o على الجانب الآخر فإن شقيقة لا يستطيع المشي، ولكنه يحب ركوب الحمار منذ صغره، وهو يستخدم سورا صغير لركوب على الحمار والنزول من عليه بنفسه، وهو يتنقل لمسافات طويلة ويحصل على أجر مالي مقابل حمل الماء، فهو سعيد
o (لا تقتصر الفائدة من ركوب هذا الحمار على استفادة الطفل منه في التنقل حيث يشاء، ولكنها تفيده أيضا من حيث أن الإبقاء على الساقين متباعدتين يمنع حدوث التقلصات بالركبة، وبهذه الطريقة يتم إدماج "العلاج" في الأنشطة اليومية)

وهناك وسائل عديدة مختلفة لمساعدة الأطفال الذين لا يستطيعون المشي، أو ممن يمشون بصعوبة، على الوصول إلى الأماكن التي يريدونها، ومن بين هذه الوسائل الألواح ذات العجلات، والعربات، والكراسي المتحركة، وأجهزة المشي الخاصة، والدراجات ثلاثية العجلات ذات البدالات اليدوية، ويتناول الجزء الثالث من هذا الكتاب وصف العديد منها (انظر الفهرس بالنص الإنكليزي).

كيف يمكننا تقديم المساعدة؟
أولا وبمساعدة الوالدين والأسرة نقوم بمراقبة الطفل بدقة لمعرفة ما يلي:-
o ما الذي يستطيع الطفل القيام به.
o كيف يكون شكل الطفل عندما يتحرك وعندما يكون في وضعيات مختلفة.
o ما الذي لا يستطيع الطفل القيام به، وما الذي يمنعه من القيام به.

ما يستطيع الطفل القيام به:-
هل يستطيع الطفل القيام بما يلي:-
o رفع يده؟ الإبقاء عليها لأعلي؟ مدها؟
o سحب نفسه على الأرضية بأي طريقة ممكنة؟ الزحف؟ المشي؟
o كيف يستخدم الطفل يديه؟
o هل يستطيع الإمساك بالأشياء والاحتفاظ بها، واستخدام كلا اليدين معا (أم بيد واحدة في كل مرة)؟
o هل يستطيع استخدام أصابع يده لالتقاط الأحجار الصغيرة أو قطع الطعام؟
o ما حجم ما يستطيع الطفل القيام به لنفسه؟
o هل يستطيع تناول طعامه بنفسه، والاغتسال بنفسه، وارتداء ملابسه بنفسه؟ وهل هو "متدرب على استعمال دورة المياه"؟

ما الذي يستطيع الطفل القيام به في البيت أو في الحقل لمساعدة أسرته؟
بعد مراقبة ومناقشة ما يستطيع الطفل القيام به، يجب أن نتوقع منه القيام بهذه الأشياء، وإذا كان الوالدان معتادان على القيام بكافة الأمور تقريبا للطفل، فقد يكون ذلك صعبا (بالنسبة لكل من الوالدين والطفل) في البداية، ولكن سريعا ما سيؤدي ذلك إلى مساعدة الطفل على اكتساب المزيد من الثقة بالنفس، كما أن رؤية ما يستطيع الطفل القيام به بنفسه ستؤدي أيضا إلى تشجيع الوالدين، وسوف يقل تفكيرهما في ما لا يستطيع الطفل القيام به، وفيما يلي جدة تساعد حفيدتها على أن تصبح أكثر اعتمادا على نفسها:-




كان من الصعب على الجدة عدم إحضار كوبا من الماء لحفيدتها - خاصة عندما توسلت إليها، ولكنها كانت تعلم أن حفيدتها على المدى الطويل سوف تستفيد من ذلك في إدارة شئون نفسها بنفسها، ولمزيد من الأفكار عن كيفية استطاعة الأسرة مساعدة الطفل المصاب بالشلل الدماغي، إقرأ قصة "مارسيليا" بالصفحات من 5 إلى 7، وقصة "إنريك" بصفحة رقم 288 من النص الإنكليزي.

الاستراتيجيات التعويضية للطلاب ذوي إصابات الدماغ المكتسبة



إصابات الدماغ المكتسبة Acquired Brain Injury
قد تحدث إصابات الدماغ المكتسبة لعدة أسباب، منها إصابة الرأس بجروح أو رضوض (نتيجة التعرض لاعتداء أو إصابة في الملعب أو حادث سيارة. وفي حالة حادث السيارة قد يصطدم رأس طفل بحاجز ثابت مثل زجاج السيارة الأمامي فيصطدم المخ الطري بأحد جوانب الجمجمة الصلبة من الداخل كما لو كانت الجمجمة قد اصطدمت بجسم ثابت. يترتب على ذلك تعرض سطح المخ بخدوش أو جروح. ثم يرتد المخ ليصطدم بالجانب الآخر داخل الجمجمة كرد فعل يساوي في قوته الصدمة الأولى، وبالتالي قد تتعرض الأنسجة والأوعية الدموية للقطع بسبب الحركة العنيفة التي حدثت للمخ، مما يقضي على بلايين الألياف العصبية بصفة مؤقتة أو دائمة.
ويؤدى كل ما تتعرض له أنسجة المخ من حركة وقطع وتمزق إلى حدوث إثابة – ضرر - واسعة الانتشار تؤثر على مجموعة كبيرة من وظائف الدماغ، وبالإضافة إلى ذلك قد يتعرض الدماغ للورم والنزيف وبالتالي يزداد الضغط داخل الجمجمة فيزداد التلف الذي يلحق بأنسجة المخ، هذه العوامل مجتمعة قد تؤدي إلى الدخول في غيبوبة أو فقدان الوعي.

وكذلك قد تحدث إصابات الدماغ المكتسبة نتيجة ضربة أو نقص في أكسجين الأنسجة أو ورم في الدماغ، وهي عوامل قد تؤدي إلى إصابة موضعية في الدماغ أكثر من الإصابات الرضية.

المشاكل الناتجة عن التعرض لإصابات الدماغ المكتسبة :
من يظل على قيد الحياة بعد التعرض لإصابات الدماغ المكتسبة قد يتعرض لمشاكل في بعض أو كثير من المجالات التالية:
o الحركة.
o التواصل.
o المهارات الإدراكية الحركية.
o الانتباه.
o الشروع في القيام بمهمة أو عمل.
o الذاكرة.
o الفهم.
o التنظيم.
o المعالجة الجيدة للمعلومات.
o الاستنتاج من المقدمات وحل المشاكل.
o المراقبة الذاتية للسلوك.
o المهارات الاجتماعية.

الاستراتيجيات التعويضية للطلاب ذوي إصابات الدماغ المكتسبة :
قد تؤدي هذه النتيجة إلى سوء الأداء التعليمي وإلى الانعزال عن المجتمع بالنسبة للطلاب الذين تعرضوا لإصابات دماغ مكتسبة، هؤلاء الطلاب يحتاجون إلى دعم في المدرسة و في المجتمع المحلي لكي يستخدموا مجموعة من الاستراتيجيات التعويضية الضرورية لتلبية الاحتياجات الخاصة، وهنا نستعرض بعض الاستراتيجيات التعويضية للطلاب ذوي إصابات الدماغ المكتسبة :

أولاً : نقص الانتباه /التركيز:
o اسمح بتوفير أوقات للراحة.
o قلل من أسباب التشتيت.
o قدم ملاحظات لفظية مستمرة لتركيز الانتباه.
o اجعل التعليمات قصيرة ومحددة.
o قدم نسخة من المذكرات إذا كان الطالب غير قادر على الكتابة والاستماع في نفس الوقت (تقسيم الانتباه).
o مراقبة قوية أثناء اليوم (والاهتمام بالعلاج وعوامل الإرهاق).
o وضع نماذج لاستراتيجيات حل المشاكل والتدريب عليها.
o اعرف متى تتدخل مشاكل الانتباه مع الأداء، ولا تعتبر مشاكل الانتباه مثل نقص الدوافع.

ثانياً : ضعف الذاكرة:
o التكرار.
o يجب أن يكون التعليم له علاقة ومغزى بالنسبة للطفل، حاول ربط الموضوع الجديد بخبرة الطفل السابقة.
o راجع الدروس السابقة وناقش النقاط الرئيسية.
o في بداية الدرس اشرح خطوات الدرس أو الموضوع، واذكر العناصر الرئيسية التي سيغطيها الدرس.
o صمم للطالب الأسلوب المناسب لكتابة هذه العناصر.
o الطلاب يحتاجون إلى تدريس كل نقطة مهما صغرت. لا تفترض أن الطلاب سيتعلمون تلقائيا حتى ولو كان مظهرهم يدل على ارتفاع مستوى أدائهم.
o اربط الطلاب بالموضوع كلما تغير موضوع المناقشة. أعد توجيه المناقشات الجانبية بتذكير الطلاب بالموضوع الأصلي.
o درس استراتيجيات الذاكرة كلما أمكن.
o استعمل الأدوات التعويضية للذاكرة (كالتقويم وشريط التسجيل والمذكرات والآلات الحاسبة، الخ.).

ثالثاً : المهارات التنظيمية:
o اشرح للطلاب كيفية تقسيم المهمة إلى خطوات مع وضع نماذج لهم.
o راقب عمل الطالب جيدا وقدم التغذية المرتدة المعينة خلال كل مرحلة من مراحل العملية.
o قدم للطلاب قوائم منظمة تساعدهم على تطوير مهارات المراقبة الذاتية.
o اشرح بالألفاظ تتابع الأنشطة.
o استخدم الملفات والكتب ذات الألوان المختلفة.
o ضع خططا وجداول زمنية للدراسة/العمل بالنسبة للمشروعات والواجبات الأطول، مع الاستفادة بالتقويم.

رابعاً : معالجة المعلومات:
o رتب كيفية عرض المعلومات، ولخصها بصفة متكررة.
o عدل سرعة وكمية المعلومات التي تقدمها للطلاب.
o ركز على النقاط الرئيسية.
o درب الطلاب على المهارات الفعالة لكتابة الملاحظات.
o درب الطلاب على مهارات المذاكرة.
o أعط الطالب نسخة من المذكرات لكي يتمكن من التركيز على الموضوع الذي تدرسه.
o دعم مادة الدرس بفيلم فيديو أو شريط تسجيل أو ما شابه ذلك كلما أمكن.

خامساً : مهارات حل المشاكل:
o راقب تقدم الطالب جيدا،ولا تفترض أن الطالب قد فهم لمجرد كونه لا يطلب المساعدة.
o ضع نماذج لحل المشاكل، ودرب الطلاب عليها.
o تمثيل الأدوار.
o قدم المساعدة مع حلول بديلة.
o أعد تقوية أي سلوك يتعلق بالمراقبة الذاتية و التصحيح الذاتي.
o لا تشجع الاستجابات المتهورة.

الشلل الدماغي 2



الأستاذ محمد الزين
الشلل الدماغي هو إصابة الدماغ في وقت تكون القشرة الدماغية المسؤولة عن الحركة غير مكتملة النمو وتحدث هذه الاصابه إما داخل الرحم أو خلال السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل وقد عرف العلماء الشلل الدماغي عام 1964 انه اضطراب في الحركة استقامة الجسم نتيجة لإصابة الدماغ الغير مكتمل بعيب ويظهر بصورة اضطراب في توتر العضلات وبعجز عن كسر طوق الانعكاسات الغريزية البدائية وعجز بالسيطرة على وظيفة العضلات الاتوماتيكيه والشلل الدماغي هو وصف غير محدد لعجز الحركة يبدأ عند الولادة أو في الأشهر الأولى من الحياة وسببه عطل في الدماغ ليس عرضيا.

الأسباب :
والشلل الدماغي هو انعكاس لعطب أو أعطاب في أنسجة الدماغ على الوظائف الحركية والمعرفية للأفراد المصابين وتترافق في حدتها وفي انتشارها من الحالات السطحية الطفيفة 85-70% IQ إلى الإعاقات الحركية البسيطة إلى المسلكية إلى التخلف العقلي العميق الشلل الدماغي وبتعبير موجز ينتج عن عطب معين في الدماغ يحصل قبل أو أثناء أو لفترة وجيزة بعد الولادة أي ضمن مرحله النمو المتسارعة للدماغ وهو عطب نهائي يعبر عن نفسه على امتداد مراحل النمو بقصور ذهني وحركي وهو ليس وراثيا أو معديا أو متزايد المضاعفات أو سبب للموت المباشر ويحدث للأسباب التاليه:
أولاً - ما قبل الولادة:
o بعض الأمراض مثل الحصبة الألمانية
o النقص في الأوكسجين
o عدم توافق فئة الدم الأم والأب إذا كان الأب RH+ والأم RH-
o المشاكل التي ممكن ان تعاني منها الأم مثل السكري أو تسمم الحمل أو تشوهات الحوض أو صغر حجم الحوض - ارتفاع ضغط الدم- تناول عقاقير لا تتلاءم مع الحمل
o نقص الأوكسجين أو التغذية أثناء الحمل أو الإصابة بالنزيف
o ضعف المرأة الحامل وعدم اكتمال أو كفاية وظائف الأعضاء لديها
o وضعية الجنين داخل الرحم
o التدخين
o الأجواء الملوثة والمسكرات
ثانياً - الولادة المبكرة اثناء الولادة:
o نقص الأوكسجين حيث ان تأخر الطفل في التنفس يؤدي إلى عطب الخلايا الدماغية
o الجفاف
o نقص كمية الماء في الجسم
o الالتهابات الفروسية
o نقص بالأوكسجين نتيجة للاختناق كالتسمم بالغاز أو الغرق بالمياه
o الجلطات الدموية في الدماغ
o التسمم بالطلاء الرصاصي للفخار والمبيدات
ثالثاً - في السنوات الأولى من عمر الطفل:
o التسمم بالرصاص
o إصابة الدماغ بصدمة أو نار أو حوادث
o سؤ معاملة الأطفال الضرب على الرأس
o أمراض معديه وخطيرة مثل السحايا.

الصفات العامة للشلل الدماغي :
قد تتأخر عند بعض الأطفال المظاهر الواضحة والبعض يمكن ان يعانون من مظاهر واضحة وشديدة منذ الولادة وتبدو المظاهر السلوكية بعدم المقدرة على التركيز واضطراب وعناد وانزعاج واضطرابات عاطفية كما تبدو المظاهر الحركية واضحة ا فان 50% من الأطفال تخف حدة الإعاقة الحركية عند بلوغهم السابعة من العمر إضافة إلى نوبات صرعية وتوتر في العضلات وعدم تنسيق العضلات واضطراب الشعور بالبرودة أو الحرارة أو الألم واضطراب في حاسة البصر والسمع ويتميز الشلل الدماغي باضطراب عصبي مركزي وشامل ينعكس على مختلف الوظائف نسبه كبيرة من المصابين بالشلل الدماغي يعانون من التخلف العقلي ومؤشر الذكاء عندهم أدنى من 70 وان مؤشر الذكاء يكون أفضل لذوي الشلل الجانبي المشدودي العضلات أما مؤشر الذكاء يكون سيء عند المصابين بالشلل الرباعي ويكون المؤشر الذكائي عند الشلل النصفي أفضل من الشلل الرباعي كما ان نسبه منهم يعانون من مشاكل سمعيه ومن اضطراب في البصر أو من القراءة المعكوسة ويوجد صعوبة في إطعام الأولاد المصابون بالشلل الدماغي لعدم استطاعتهم التحكم بالعضلات التي تؤدي إلى فتح وإطباق الفم والشفاه وتحرك اللسان واستمرارية العض الغريزي إضافة إلى الأضرار في إفراز اللعاب ويوجد اضطراب في حركة الأمعاء وكسل سير الطعام لذلك يعاني الأطفال من الإمساك إضافة إلى اضطراب شديد في المهارات اليدوية مما تجد صعوبة في عملية لبس ونزع الثياب وتوجد تشوهات في المفاصل وذلك لحدة انشداد أو ارتخاء العضلات.

تشخيص المرض :
تندرج الاصابه بالشلل الدماغي:
o بسيطة: خلل في ضبط دقه الحركة.
o متوسطه: خلل في الحركات الكبيرة والدقيقة والكلام ولكن لا يؤثر على أداء الأنشطة اليومية.
o شديدة: عدم القدرة على أداء أنشطه الحياة اليومية العادية أو التواصل.
من هنا لا بد من تدخل عدد من الأطباء والأخصائيين في التخصصات المختلفة، وذلك لأجراء عدد من الفحوصات الضرورية أهمها:
o فحص عصبي وفحص حركي
o فحص روتيني للأنف والأذن والحنجرة
o فحص روتيني للسمع
o تقييم قدرات الإدراك الذهني
o فحص تخاطبي لتقييم الوظائف البدائية لجهاز النطق.

الاختبارات التشخيصية والفحوصات المخبرية:
ان التطورات التي طرأت على تكنولوجيا الأجهزة مكنت الأطباء من رؤية الدماغ وتصوير مختلف فعالياته مثل التصوير المحوري الطبقي الذي يعطي ألوانا للأنسجة الدماغية في الصورة اعتمادا على كثافة هذه الأنسجة فيتاح للطبيب معرفة الالتهابات أو الأورام أو الشذوذات البنيوية، وأيضا التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يتيح رؤية النخاع العظم وأجزاء القشرة الدماغية بما في ذلك الحبل الشوكي ويكشف بوضوح التلف الحاصل في أجزاء من القشرة الدماغية. والتصوير الشراييني الذي يحدد المشكلات التي تصيب الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية الدماغ. إضافة إلى الفحوصات المخبرية مثل فحص الدم والبول وكذلك الإجراءات الطبية الضرورية الأخرى.

أنواع الشلل الدماغي :
o الشلل الدماغي التشنجي:
ينجم عن إصابة القشرة الدماغية ويشكل 65% من إصابات الشلل الدماغي ويتميز بوجود صلابة وتيبس وتقلص في العضلات مما يودي إلى عدم تجانس الحركات وكثيرا ما تصبح الحركات بطيئة ومتيبسة ووضعية الرأس تؤدي إلى ان يأخذ الجسم وضعيه خاطئة وتختلف درجة التيبس بين مصاب وآخر لكنهم يتشابهون في وضع الجلوس وحركات محدودة ذات طابع واحد تودي مع مرور الوقت إلى تشوهات قواميه كانحناء الظهر أو تشوه الركبتين والأصابع.
ويأخذ التشنج السمة الأبرز، فتبدو اليد متشنجة على طول امتدادها أو أن تقبض اليد الأربعة على الإبهام وتأخذ القدمين وضع المقص عند الوقوف.
o الشلل الدماغي الارتعاشي:
ويعني تحرك الذراعين والساقين والرأس أو أي جزء من الجسم بشكل لا يتحكم به المصاب وتكون الحركات سريعة وراقصة أو بطيئة مع تفتيل. وسبب هذا الشلل عطل في منطقة في الدماغ تسيطر على سرعة وقوة العضلات تصاب عضلات النطق بالحركات اللا إراديه فيكون النطق متغيرا بين البطيء والسريع غير الواضح - تتزايد الحركات عند التوتر وتتوقف عند النوم.
o الشلل الدماغي الارتخائي:
سببه إصابة المخيخ وهو قسم من الدماغ يسيطر على التوازن - لا يحدث تأخر عقلي أو حالات صرع - يوجد رخاوة في المفاصل - يوجد خلل في التوازن خاصة عند المشي - يوجد خلل في دقة حركة اليدين - يوجد تقطع في النطق ويوجد حركة سريعة وغير إرادية للعينين تكون فيه العضلات ضعيفة ومرتخية.
o الشلل الدماغي التيبسي:
يعتبر بالغ الحدة ويتميز بالتوتر المستمر وصعوبة الحركة يصاحبه صغر في حجم الدماغ وتخلف عقلي شديد.
o الشلل الدماغي المختلط:
وتكون الإصابة مختلفة ما بين الشلل التشنجي وأشكال أخرى من الشلل الرباعي.

كما يمكن تصنيف الشلل الدماغي على حسب الجزء المصاب في الجسم:
o شلل الطرف الواحد:
تكون فيه الاصابه في الساق أو الذراع.
o الشلل ثنائي الطرف:
شائع أكثر عند الخدج، وتكون الإصابة به للساقين وقد تكون للذراعين لكن عادة تكون إصابة الساقين أكثر- المشي إذ حصل يكون على رؤوس الأصابع في الحالات الصعبة تكون الساقين في وضع المقص نادرا ما يصابون بالصرع ونادرا ما يصابون بالتخلف العقلي 5-10%
o الشلل الدماغي النصفي:
عبارة عن تشنج في الذراع والساق من نفس الجهة.. الجهة اليمنى معرضة للإصابة مرتين أكثر من الجهة اليسرى، يوجد نقص في استعمال الجهة المصابة خاصة لأصابع اليد، المشي يكون دائريا، الساق المصابة ترسم دائرة عن المشي، وعندما يمشي الطفل لا يتأرجح ذراعه بل يبقى ملتصقا بصدره. يوجد نقص في الإحساس باليد المصابة. ثلث هؤلاء الأطفال يعانون من الصرع عند حوالي 35% منهم وربعهم مصابون بالتخلف العقلي.
o الشلل الرباعي:
هو الشلل الذي يؤدي إلى عدم القدرة على الحركة المستقلة أو الوقوف أو المشي والجلوس ويرافق هذا الشلل إعاقات ذهنية ونطقية وتشنج في الوركين والكاحلين يجعل الساق فبي وضع المقص كذلك تشنج في المرفقين والزندين يجعل الذراعيين في وضع نصف مثنى مع قلة حركة الأطراف والمفاصل ومشكلات في اللفظ والبلع حركات مستمرة خاصة في الكاحلين. يترافق مع الشلل الدماغي وجود حالات صرع عند البعض وجود تخلف عقلي عند لبعض وجود مشكلات في النظر والسمع والفم والأسنان.
البعض من مرضى الشلل الثنائي يستطيعون المشي بسن الثلاث سنوات وقد يلزمهم عكازات و 25% من الشلل الرباعي يحتاجون إلى رعاية دائمة وكاملة، بينما في بعض الحالات من الشلل النصفي يتمكن المصابون من المشي بعمر السنتين. ويستطيع أكثر الأطفال الذي يجلسون قبل عمر السنتين المشي في المستقبل.

المؤشرات التي تدل على الإصابة بالشلل الدماغي
ان الانعكاسات العصبية البدائية هي نوع من الاستجابات الحركية العفوية (اللا إرادية) التي تنشأ في الحياة الجنينية وتبدأ في الانحسار خلال السنة الأولى من حياة الطفل لتحل محلها الاستجابات الحركية التلقائية. ان الانعكاسات العصبية البدائية تبقى مختزنه في المراكز العصبية الدنيا من الجهاز العصبي المركزي وما انحسارها إلا نتيجة لسيطرة المراكز العصبية العليا في القشرة الدماغية, على المراكز الدنيا وكبح تلك الانعكاسات.. ويجدر ان نذكر ان أي عطب لمراكز الجهاز العصبي العليا يؤدي إلى انفلات في وقوع تلك الانعكاسات نتيجة لاضطراب التحكم في السيطرة عليها وسنتحدث باختصار عن تلك الانعكاسات:

انعكاس مورو العصبي MORO REFLEX:
يمكن التحقق من وجود ذلك الانعكاس بإمساك الوليد من كلا ساعديه (وهو مستلقي على السرير) ثم رفعه قليلا عن السرير وتركه يقع فجأة على السرير عند ذلك يبسط الوليد ساعديه إلى كلا الجانبين لمدة ثانيه واحده ثم يقوم بثنيهما إلى فوق وإلى الأمام ويفتح أصابع كفيه ثم ينحسر عند الأطفال في نهاية العام الأول، إذا كان الطفل طبيعيا.

الانعكاس الرقبي الجانبي:
ان الالتفات إلى جهة جانبيه يؤدي إلى انبساط الطرفين- الساعد والساق - الواقعين في محاذاة الوجه.. وانقباض الطرفين- الساق والساعد الواقعين في محاذاة قفا الرأس. وتتم السيطرة على ذلك الانعكاس خلال العام الأول من حياة الطفل ومن المستحيل على الطفل ان يسيطر على مختلف محاور الحركة في جسمه دون انحسار ذلك الانعكاس فلا يستطيع الانقلاب من وضع إلى وضع ولا يستطيع تناول الأشياء ولا يستطيع الجلوس ولا الوقوف ولا المشي.
وفي اغلب حالات الشلل الدماغي يعاني الأطفال من عدم انحسار ذلك الانعكاس بشكل شامل ونهائي بل يبقى مرافقا للطفل لفترة طويلة من الزمن ولكن بشكل اخف بحيث لا يتم انبساط وانقباض عضلات الأطراف بشكل ملحوظ وبإمكان المصاب ان يتحرك ويمشي مع بعض الإزعاج وتنعكس فداحة العطب في أنسجة الدماغ في ازدياد تقييد الطفل المصاب مما يعيق القيام بأية حركه هادفة ويسبب التواء الأطراف وانحناؤها أوجاعا متصلة لأنها متصلبة خاليه من المرونة.
وأفضل وضعية لاكتشاف ذلك الانعكاس هي بإجلاس الطفل ويمكن الكشف عنه بثني الرقبة إلى الأمام مما يؤدي إلى انقباض العضلات في الأطراف العلوية وانبساط العضلات في الأطراف السفلية وانشدادها. أما ثني الرقبة إلى الوراء فيؤدي إلى انقباض الأطراف السفلية وانبساط وانشداد الأطراف العلوية. يبدأ ذلك الانعكاس بالظهور في الأشهر الأربعة الأولى من الحياة ثم ينحسر مع مرور العام الأول من عمر الطفل وان عدم انحساره كما يحصل عند أطفال الشلل الدماغي يؤدي إلى اضطرابات حركية تحد من سيطرة الفرد على مختلف حركاته وتجعله أسيرا ومقيدا في وضعيات معينة.

انعكاس (لابرانتين) الانشدادي:
يمكن اكتشاف ذلك الانعكاس لدى الطفل إذا ما كان مستلقيا على ظهره، وذلك باتباع الخطوات التالية:
o وضع اليد تحت الرقبة من الوراء ورفع جذع الطفل لعدة سنتمترات بحيث يتدلى الرأس إلى الحافة مما يؤدي إلى انشداد كلا الكتفين إلى الوراء وانشداد الأطراف السفلية.
o وضع اليد تحت قفا الرأس ومن ثم رفع الرأس وثني عضلات الرقبة مما يؤدي إلى ارتخاء الأطراف الأربعة وانقباضها.
o وضع اليد تحت الذقن وثني عضلات الرقبة إلى الوراء ورفع الرأس إلى أعلى يؤدي إلى انبساط وانشداد عضلات الأطراف الأربعة.
o الضغط على قفا الرأس وثني عضلات الرقبة إلى الأمام من شانه ان يرخي ويثني المفاصل في الأطراف الأربعة.

انعكاس الاستقامة بالوقوف:
يتميز ذلك الانعكاس بازدياد تمدد وانبساط الساقين نتيجة الضغط (الإثارة الحسيه) الآتية من ملامسة باطني القدمين لسطح معين. يصير ذلك التمكن من تحمل ثقل الجسم على رؤوس الأصابع أو على باطني القدمين.
يمكن إمساك الوليد من تحت إبطيه وتنطيطه على سطح الأرض لعدة مرات (3-4- مرات) يمكن عند ذلك اكتشاف ذلك الانعكاس. ان أكثر أطفال الشلل الدماغي لا يتمكنون من مد الساقين فيجلسون في الهواء.

وبالإضافة إلى المؤشرات السابقة، يمكن ملاحظة ما يلي:
o ازرقاق لون الطفل.
o صعوبة المص والبلع والمضغ.
o لا يدير الرأس باتجاه الحلمة عند لمس خده.
o يتأخر بفتح فمه ليتلقف الحلمة عند مقاربتها لفمه.
o يظهر حساسية للتلامس الجسدي إما بالبكاء أو الهدوء أو تحريك الجسم.
o يظهر تقلص في الذراعين أو الساقين بشكل غير طبيعي.
o بطء الحركة وعدم القدرة على التحرك بمفرده.
o ضعف وعدم القدرة على السيطرة على عضلات الرقبة.
o البكاء بطريقة مختلفة أقرب إلى الإزعاج.
o يبكي عند تغير وضعه.
o ترك إبهامه منقبضة داخل قبضة اليد.
o عدم الاستطاعة على تثبيت الرأس وسط الجسم.
o يعاني من متابعة الجسم الذي يتحرك أمامه.
o تأخر في استعمال اليدين.
o تأخر في الجلوس.
o ارتخاء في العضلات.
o يستجيب لتعابير الوجه بطريقه ملفته للانتباه.
o لا يحافظ على رأسه وصدره منتصبين أثناء استلقائه.
o لا يستطيع الاستلقاء على بطنه مستندا على ساعديه.
o يدفع برأسه للخلف عندما يحمل.
o لا يحرك الأشياء من يد إلى أخرى.
o يحني ظهره عند إجلاسه.
o يقوم بحركات في اللسان داخل فمه أو خارجه.
o حاد المزاج وكثير الصراخ.
o يمد رجليه عندما يتم ثنيهما.
o عدم الاستقرار في النوم.
o يتأخر في الوقوف.
o ضعف في التركيز البصري للمثيرات.
o ارتخاء العضلات.
o حركات تلقائية.
o تيبس في الجسم عند حمله.
o بطء بالتطور
o تقيؤ عند البلع.
o التأخر والبطء في الكلام.
o اضطرابات في السمع والنطق.
ان التدخل المبكر في البرامج العلاجية والتأهيلية تعمل على التخفيف من تأثيرات الإعاقة. ان الشلل الدماغ حاله غير قابله للشفاء ولكن إذا قدم للمصاب برامج علاجيه مبكرة فان حالته ستتحسن.

الإجراءات الوقائية
o العناية بالأم الحامل أثناء الحمل وقبله.
o إجراء الفحص قبل الزواج للتأكد من توافق العامل الريزيسي وكذلك الأمراض المعدية.
o متابعة الفحوصات الطبية أثناء الحمل.
o فحص ضغط الدم واسكر بشكل دوري.
o اتباع نظام غذائي.
o عدم تناول العقاقير الطبية ولاسيما الشعبية وبدون استشارة الطبيب.
o الابتعاد عن الأجواء الملوثة ومراكز الأشعة.
o ضرورة ان تكون الولادة في المستشفى المتخصص.
o التأكيد على أهمية الرضاعة من الصدر.
o إجراء الفحوصات الدورية ومراقبة النمو والتطور للطفل لاسيما التطور الحركي.
o إعطاء اللقاحات لاسيما الشلل والسعال الديكي (الشاهوق) والكزاز والخانوق والدفتريا وغيرها من اللقاحات التي يوصي بها الطبيب المتخصص.
o الانتباه إلى ارتفاع درجة حرارة الطفل ومراجعة الطبيب.
o الحذر من الإسهال وخاصة المترافق مع تقيؤ.
o الانتباه إلى الانتفاخات في الرأس.
o الانتباه من التعرض إلى الاختناق أو السقوط.

الشلل الدماغي والتخلف العقلي
تعتبر الغالبية العظمى من حالات التخلف العقلي المصاحبة للشلل الدماغي من المستوى البسيط مع الإشارة إلى أنه لا يوجد علاقة بين شدة الإصابة بالشلل الدماغي وشدة الإصابة بالتأخر العقلي فهناك أطفال يعانون الشلل الدماغي البسيط ولا تظهر أعراضه بشكل واضح ويكون متخلفا عقليا وبدرجه شديدة والعكس هنالك أطفال مصابون بشلل دماغي وتظهر أعراضه المتوسطه والشديدة ويتمتعون بقدرات عقليه طبيعية.

التطور الحركي:
تتصف الأعصاب المخية عند حالات الشلل الدماغي بالسكون والثبات ولكن نمو الجهاز العصبي المركزي في السنوات الأولى يجعل الظواهر الحركية تتغير على مدى فترة من الزمن والضرر الذي يلحق بالدماغ قبل الميلاد أو في بداية العمر قد يمنع الحس من بلوغ المستويات العليا من الجهاز العصبي المركزي وتؤدي إلى عدم اكتمال نمو التحكم الإرادي ويظهر على جميع الأطفال ما يدل على ردود الفعل الانعكاسية ولكن الأطفال المصابين بالشلل الدماغي (نتيجة عطب بالدماغ) يظهر لديهم صورة مفرطة ويستمر معهم لصورة أطول مقارنة بالأطفال الأسوياء وقد يتخذ الطفل السوي أحيانا وضعا للرقبة تتوتر فيه العضلات لكنه يخرج عن هذا الوضع على عكس المصاب بالشلل الدماغي.
ونلاحظ ان لدى أطفال الشلل الدماغي أوضاع جلوس مختلفة تعتمد على طبيعة الخلل ودرجة الاصابه ومظاهر عدم توازن العضلات ومن الأنماط الأكثر شيوعا تشوه العمود الفقري الذي يجبر المصاب عن الكف عن أي محاوله للمشي ويصبح معتمدا على الكرسي المتحرك وبالتالي تتولد لديه مشقة متزايدة في التحكم بالرأس وموازنة الجسم وقيام الطرفين العلويين بوظائفهما مما يلحق الضرر بالرئتين.
التقوس على شكلC والذي يظهر في المنطقة الصدرية وتعود أسبابه إلى الحاجب العضلي غير المتناسق في حالة التشنج ملازمة الفراش غياب الاستجابة التصحيحية. إن عملية الإجلاس السليم التي تعتمد على دعم الجذع واستيعاب ميلان الحوض توزع بها القوى التوسع الكفيل لحفظ التوازن في الجلوس والإبقاء على وظائف الطرفين العلويين والتحكم بالرأس.
تقدر نسبة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي والذين يعانون من اضطرابات كلاميه ولغوية بحوالي 50% وتندرج هذه الاضطرابات ضمن الأشكال التالية:
o الحبسة الكلامية: تكون ناتجة عن تلف مناطق الكرم في الدماغ ويصبح الطفل غير قادر على الكلام أو عدم القدرة على اكتساب اللغة واستخدامها.
o عسر الكلام: وهو ناتج عن عدم القدرة على ضبط الحركات العضلية للسان والشفاه وعادة يرافق هذه الحالة تعبيرات غير عاديه عند الطفل وسيلان اللعاب.
o الإعاقة البصرية: يعاني ما يقارب 7% من حالات الشلل الدماغي من ضعف بصري شديد وتشمل على قصر النظر والحول أو فقدان البصر وهناك مشكلات المرتبطة بالإدراك البصري والتآزر البصري- الحركي.
o الإعاقة السمعية: يعاني أطفال الشلل الدماغي من صعوبات في السمع واضطرابات في النطق وتشير الدراسات إلى أن 10% منهم يعانون من فقدان السمع.
نجد عدة مشاكل في النطق واللغة عند أطفال الشلل الدماغي فيكون لفظهم لأكثرية الأحرف غير واضح خاصة لفظهم للأحرف التي تكون برأس اللسان كما أن إقفال سقف الحلق عشوائيا يؤدي إلى صوت يشبه صوت المصابين بثقب بالحلق إضافة إلى أنهم يعانون من صعوبة في السيطرة على حركات اللسان وعضلات التنفس ومن العيوب الشائعة جدا بين أطفال الشلل الدماغي هي عيوب الكلام الناتجة عن خلل في التحكم العصبي لآلية الكلام نتيجة الإصابة. وتصنف في:
o الحبسة التقلصية: بطء في حركة اللسان والشفاه مع ثبات حدة الكلام.
o الحبسة الرخوة: تتميز بضعف وارتخاء وضمور حركات النطق
o الحبسة الترنحية: يتميز بعدم دقة الحركة
o الحبسة المختلطة: وهي تجمع بين الرخوة والتشنجية ويظهر الرنين الأنفي نتيجة لخلل في حركة الصمام اللهائي البلعومي.
أخيرا، الاكتشاف المبكر والسعي لإيجاد التقنيات المتطورة لتسهيل التقويم والتشخيص وتطوير التربية الخاصة وتدريب مهني وتدخل مبكر كل ذلك يسهل المهمة الملقاة على عاتق الأهل ويحد من تدهور أي حاله. وعلينا مساعدة الطفل والأهل نفسيا وجسديا واجتماعيا للتمكن من القيام بمهام النشاطات اليومية وتحسين أوضاع المحيط وتذليل الصعاب.

المراجع والمصادر
o صالح احمد -العلاج الطبيعي بالشلل
o إبراهيم عبد المنعم- دليل الأنماط والمواصفات الجسمية
o محاسن محمد الاصابه الدماغية والإعاقة الحركية-القاهرة
o جمال الخطيب- التدخل المبكر
o إبراهيم أبو عليم - الشلل الدماغي
o إياس العبادي - الشلل الدماغي- الجمعية الخيرية لرعاية المعوقين في عنيزة- السعودية
o الدكتور موسى شرف الدين ما هو الشلل الدماغي
o مقررات مؤتمر عن الشلل الدماغي- الاتحاد الوطني لجمعيات أهالي ومؤسسات التخلف العقلي في لبنان1993
o أسامه الراتب- النمو الحركي- القاهرة
o

المصدر - فضاء التربية الخاصة - موقع تربية نت
نبذة شخصية عن الأستاذ محمد الزين
o من مواليد لبنان (1 نوفمبر 1956م).
o مدير عام جمعية الحنان لذوي الاحتياجات الخاصة (لبنان)
o حصل على شهادة البكالوريوس في التربية المتخصصة مسار الإعاقة العقلية
o إجازة في العلوم التمريضية عام 1987م
o شهادة في التربية المختصة من جامعة القديس يوسف اليسوعية - لبنان
o اجتاز دورة إعداد المدربين التي نظمتها الأمم المتحدة، وكان أول من أدخل مشروع المخيمات الصيفية لبرامج التربية على السلام إلى مدينة صور في لبنان عام 1990م بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وأشرف على تدريب 400 طفل في المشروع.
o شهادة في التربية المختصة من مركز سيتي للتدريب والدراسات في القاهرة عام 1995/1998م.
o شهادة أستاذ مدرب من المعهد العالي للتمريض عام 1997م
o شهادة في الإدارة عام 1998م
o شهادة في إدارة مؤسسات التربية الخاصة
المناصب والمسئوليات الادارية :
o تولى إدارة المستوصفات الصحية في النجدة الشعبية في قضاء صور من 1982 حتى 1993م
o كان من المساهمين في تأسيس أول معهد للإعاقة الذهنية في جنوب لبنان وتولى إدارة من العام 1994م حتى 2003م.
o تولى مسؤولية المدير الفني لمؤسسة عمار الخيرية البريطانية لإغاثة أبناء الجنوب أثناء حرب نيسان/إبريل
المؤلفات :
أصدر عددا من الكتب منها:
o تجربتي مع الإعاقة
o دراسات في صعوبات التعلم
o الدورة التدريبية للتربية المختصة (دليل المربين)
o لدي طفل داون سندروم.. ماذا أفعل؟
o كيفية إطعام طفلك
o كيف أصنع ألعاب منخفضة الكلفة؟
المقالات المتخصصة :
o تقنيات تعديل السلوك
o الاعتماد على الذات - التدريب على الملابس
o تعرف على الشلل الدماغي
o تصنيف الأطفال تمييز عنصري
o إلى متى مراكز التربية الخاصة
o برامج المد (دراسة أهدافها وأسسها)
o العلاقة بين الطفل والأهل والمربي
o مواصفات اختيار المربية
o هي يحتاج كل معوق إلى ثلاث قوى عاملة؟
o واجبات الآباء
o آفاق الإعاقات التطورية
o المعوقين وظاهرة التسول
o الصرع والعائلة
o اتركوا أولادنا يلعبون
o هل يلتحق الطفل المعوق ذهنيا بالمدرسة؟
o الأمراض الاستقلابية
o واقع التحديات في قطاع العمل والتدريب للمعوقين
المشاركات والدورات :
شارك في العديد من المؤتمرات المتخصصة منها :
o مؤتمر مضاعفات الشلل - 1994م
o المؤتمر الأول حول الإعاقة العقلية في البقاع -
o مؤتمر التأهيل التمريضي في مؤسسات د. محمد خالد الاجتماعية -
o الندوة المركزية للسنة الدولية للأسرة - 1994م
o المؤتمر القومي المنعقد في القاهرة حول الإعاقة - 1995م
o مؤتمر العاملين الأرمنيين للتأخر العقلي - 1999م
كذلك له إسهامات عديدة في تدريب المختصين للتعامل مع المعاقين، حيث درب في الفترة 1998-2002 أكثر من 35 مربي ومربية لمركز صور للمعوقين، وأشرف على البرامج التربوية العلاجية في مركز مخيم الراشدية للمعوقين لمنظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان في الفترة 1999-2001م، كما أشرف تربويا على مدرسة الأطفال للمعوقين في عيتا الشعب في الفترة 1998-2000م
له العديد من المشاركات في الندوات وورش العمل المحلية والإقليمية.
إلى جانب تلك المشاركات، له العديد من المساهمات في المواقع المتخصصة على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)، حيث يشرف على منتدى الإعاقة الذهنية ومنتدى متعددي العوق في الشبكة العربية لذوي الاحتياجات الخاصة، كما يشرف على منتدى الإعاقة العقلية في المنتدى السعودي للتربية الخاصة، ويقدم الاستشارات النفسية والتربوية في مجال الإعاقة الذهنية في منتديات الحصن النفسي. انضم إلى موقع تربية نت في قسمه الخاص (فضاء التربية الخاصة) في 1 سبتمبر 2005م.